القوات المسلحة الإيرانية: أي حرب ضد إيران ستواجه برد فعل حاسم وعمل هجومي
جددت واشنطن مطالبتها إيران، بإخراج قواتها من الأراضي السورية، في تعليقها على زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف إلى دمشق أمس الإثنين.
جاء ذلك، على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، في أعقاب زيارة ظريف إلى دمشق، ولقائه مع الرئيس السوري، بشار الأسد، ووزير خارجيته، وليد المعلم،
وقال جيفري، إنه يتوجب على إيران "الانخراط بدعم العملية السياسية في البلاد، إذا كانت طهران حريصة على السوريين، وقلقة بشأن سلامة الشعب السوري، كما تروّج في خطابها السياسي والإعلامي".
وأعاد المسؤول الأمريكي، التذكير بشروط بلاده لإيران، فيما يتعلق بالملف السوري، المتمثلة في دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وتتضمن الشروط الأمريكية كذلك، مطالبة واشنطن لإيران، بسحب عناصر حزب الله اللبناني، وغيره من القوات "الإرهابية"، حسب جيفري، التي تدعمها إيران تحت قيادتها من كامل الأراضي السورية، وتبني عوضًا عن ذلك، الحل السياسي، بدلًا من انتصار عسكري وحشي.
ورأى المبعوث الأمريكي، في البيان الذي نشره على حساب السفارة الأمريكية في سوريا على "فيسبوك"، أن "مساهمات إيران الوحيدة في سوريا كانت العنف وعدم الاستقرار، مطالبًا الأسد وحلفاءه قبول إرادة الشعب السوري، الذي يستحق العيش بسلام، وأن يتخلص من التفجيرات، وهجمات الكلور المحرمة دوليًا، والبراميل المتفجرة، والاحتجاز التعسفي، والمجاعة".
وكان وزير الخارجية الإيراني، قد حل الإثنين ضيفًا على دمشق، في زيارة أثارت جدلًا نظرًا من حيث توقيتها، الذي تزامن مع انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا، وهو ما أجبر الرئيس السوري وضيوفه الإيرانيين على ارتداء الكمامات أثناء النقاشات.
ورغم أن وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، قالت، إن المباحثات السورية الإيرانية، تناولت آخر مستجدات المسار السياسي في سوريا واللجنة الدستورية واجتماعات أستانة وتطورات الأوضاع في الشمال السوري، غير أن مراقبين رأوا، أن هدف الزيارة يتجاوز ما هو معلن.
ورأى خبراء، أن الهدف الرئيس لزيارة ظريف، هو الحفاظ على النفوذ الإيراني في سوريا، وخصوصًا في ظل محاولات موسكو البحث عن ترتيبات جديدة، وإعادة لخرائط النفوذ في سوريا، بعد الاتفاقات التي أبرمتها مع تركيا بشأن سوريا، الأمر الذي قد يبعد إيران خارج الميدان السوري.
ودعمت إيران، الحليف التقليدي لدمشق، النظام السوري، منذ بدء الأزمة في 2011، سياسيًا واقتصاديًا، إضافة إلى دعم عسكري عبر ميليشيات تقاتل مع القوات الحكومية السورية، وإقامة قواعد عسكرية في عدة مناطق.
وأسهمت الميليشيات الإيرانية في سيطرة القوات الحكومية السورية على مساحات واسعة من مناطق المعارضة، ومن أبرز تلك الميليشيات "حركة النجباء"، وميليشيا "فاطميون"، إضافة إلى "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، المدعوم من إيران.