زيلينسكي يدعو إلى "ضغط قوي" على روسيا لإنهاء الحرب بعد الضربة على سومي
فجّرت أزمة الإفراج عن الرهينة أربيل يهود أزمة أعاقت التنفيذ الكامل للمرحلة الثانية من اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، وسط تبادل الاتهامات بعدم الالتزام ببنود الاتفاق.
وكانت هذه المرحلة تتضمن الإفراج عن 4 مجندات إسرائيليات، مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات، على أن تسمح إسرائيل بالتزامن بعودة النازحين الغزيين في مناطق جنوب ووسط قطاع غزة إلى مناطقهم شمال القطاع.
وطالبت إسرائيل بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود ضمن هذه الدفعة من الرهائن، إلا أن "حماس" أرجأت الإفراج عنها، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعلان عدم السماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.
قال الجيش الإسرائيلي إن "حماس لم تلتزم بتعهداتها كلها، خصوصًا المتعلقة بإعادة المدنيات الإسرائيليات أولاً"، مضيفاً: "نحن نصر على إعادة المواطنة أربيل يهود، والالتزام الكامل بتعهدات الاتفاق".
وتُصنّف إسرائيل أربيل يهود كرهينة مدنية، بينما تصفها حركة "الجهاد الإسلامي"، التي تحتجزها، بأنها مجندة في الجيش الإسرائيلي، وهو ما يعني، بحسب محللين، أن إسرائيل قد تضطر لدفع ثمن أكبر للإفراج عنها.
وفي بيان لاحق، قالت حركة حماس: "الاحتلال لا يزال يتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمواصلة إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال".
وأضافت: "نحمل الاحتلال مسؤولية أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق وتداعيات ذلك على بقية المحطات".
من جهتها، قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية: "نتابع عن كثب مراحل تطبيق اتفاق التهدئة، وخصوصًا مرحلة عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله".
ومع تعطيل إسرائيل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، يقف اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار أمام منعطف خطير قد يؤدي إلى انهياره، خاصة مع تمسك حماس بعودة النازحين كاستحقاق أساسي لهذه المرحلة.
وفي ظل تصاعد الاتهامات وتعطيل هذه الجزئية، قد يتأثر استحقاق آخر؛ إذ من المقرر أن تسلم "حماس"، مساء السبت، قائمة بأسماء الرهائن الـ 26 المتبقين المشمولين بالمرحلة الأولى من الاتفاق، مع توضيح حالتهم ومن منهم ما زال على قيد الحياة.
لكن من المتوقع أن ترجئ "حماس" تسليم هذه القائمة لحين التزام إسرائيل بالسماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.
من جهتها، ذكرت القناة 12 العبرية أن "هناك ضغوط هائلة من إسرائيل على الوسطاء للسماح بعودة النازحين عبر محور نتساريم".
وأضافت أن "الوسطاء يبحثون عن حلول وسط، منها الإفراج الاستثنائي عن أربيل يهود أو تقديم إشارة واضحة بأنها ما زالت على قيد الحياة".
وتابعت: "الأزمة لم تُحلّ، بل تتصاعد، وإسرائيل تعتبر أن هناك انتهاكًا كبيرًا من جانب حماس، وترى أنه إذا تم فتح محور نتساريم الآن، فسيكون من المستحيل تقريبًا ممارسة الضغط على حماس لاحقًا".
وأشار موقع "والا" العبري إلى أن "إسرائيل طلبت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التواصل مع قطر ومصر للضغط على حماس لتسوية قضية أربيل يهود".
من جانبه، قال المحلل السياسي محمد المصري: "هذه المعضلة لن تؤثر على مسار تطبيق الاتفاق، خاصة مع الضغوط الهائلة التي تتعرض لها حماس عبر الوسطاء لفتح محور نتساريم والسماح بعودة النازحين".
وأضاف لـ"إرم نيوز": "إسرائيل تريد ممارسة مزيد من الضغط على حماس لتحقيق مكاسب مخفية، منها تقليل مظاهر الاحتفالات والاستعراضات العسكرية التي ترافق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين".
وختم المصري قائلاً إن "الطرفين معنيان بتطبيق الاتفاق، لكنهما يتنافسان على صورة السيطرة، في محاولة للظهور كالمتحكم بمجريات الأمور"، حسب تعبيره.