معوّلة على القوات الأمريكية.. هكذا تتأهب إسرائيل لرد إيران

قال الإعلام العبري، اليوم الخميس، إن إسرائيل تعوّل على القوات الأمريكية في الرد على هجوم إيراني محتمل، بعد اغتيال كل من إسماعيل هنية في إيران، وفؤاد شكر في لبنان.

وتصدّر ملف الاستعدادات لرد إيراني محتمل، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، ورئيس أركان ميليشيا "حزب الله" بالضاحية الجنوبية لبيروت، فؤاد شكر، الواجهة الإعلامية في إسرائيل.

وذكرت قناة "كان 11" العبرية، الخميس، أن نظم الدفاع الجوي الإسرائيلية، رفعت درجة الاستعداد إلى القصوى، تحسبًا للتصدي لهجمات صاروخية محتملة، كما أن مقاتلات سلاح الجو تباشر القيام بدوريات لا تتوقف في سماء إسرائيل، فيما رفعت القوات البرية على الحدود الشمالية درجة الاستعداد إلى القصوى.

وتسود تقديرات داخل الجيش الإسرائيلي بأن ميليشيا "حزب الله" بصدد الرد بقوة على اغتيال شكر، كما أن إيران ستجد صعوبة في عدم الرد على اغتيال هنية على أراضيها.

 تعويل على أمريكا

وتضيف القناة، أن طبيعة الرد المحتمل القادم من ميليشيا "حزب الله"، أو إيران مباشرة أو عبر ميليشيا الحوثي أو المليشيات العراقية، هي التي ستحدد المرحلة التي ستعقب هذا الرد المنتظر، وما إذا كانت الأمور ستسير نحو حرب شاملة، ومن ثم يقول الجيش الإسرائيلي إنه يضع بالحسبان جميع السيناريوهات.

وأكدت هيئة البث أن مشاورات تجري بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين؛ تحسبًا للرد الإيراني المباشر أو عبر أذرع إيران بالمنطقة.

وأشارت إلى أن الاتجاه الحالي هو تكرار التعاون الذي حدث بين إسرائيل والولايات المتحدة إبان الهجوم الإيراني بالمسيّرات والصواريخ الباليستية، حيث شاركت الدفاعات الأمريكية في اعتراض غالبية الأهداف المعادية.

هجوم مزدوج

وكانت تقارير أفادت أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد أصدر أوامر للحرس الثوري، خلال اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن القومي، بالرد المباشر من داخل الأراضي الإيرانية على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في شمالي طهران.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المعلومات المتاحة تؤكد أن قادة إيرانيين عسكريين يبحثون توجيه رد مزدوج، يجمع بين الهجوم بالمسيرات والصواريخ ضد أهداف عسكرية في تل أبيب وحيفا، في محاولة للامتناع عن إصابة أهداف مدنية في إسرائيل.

وأردفت أن الإيرانيين يبحثون بديلا آخر، وهو تنفيذ هجوم مزدوج من إيران مباشرة، ومن ساحة أخرى بالتزامن، بغرض تحقيق الحد الأقصى من النتائج.

وأشارت إلى أن إيران تنظر إلى اغتيال هنية على أنه إهانة للمؤسسة الأمنية الإيرانية بالكامل، وأن الاغتيال يعني أن كل مسؤول إيراني مهما كانت درجته، عُرضه للاغتيال.

 نموذج زاهدي

وكانت القناة العبرية ذاتها أشارت في تقرير آخر إلى أن الاستعدادات الإسرائيلية لا تستبعد أن يأتي الرد على اغتيال هنية وشكر من لبنان أو اليمن، وذكرت أن رد إيران على اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، الجنرال محمد رضا زاهدي، بمقر القنصلية الإيرانية في دمشق، مطلع أبريل/ نيسان الماضي، جاء بعد أسبوعين.

وعلى الرغم من ذلك لا تعوّل إسرائيل على احتمال تأخر الرد على اغتيال هنية وشكر لمدة أسبوعين، أسوة بالرد على مقتل زاهدي، وتعتقد أنه يمكن أن يأتي خلال أيام، ومن ثم ستبقى في حالة تأهب قصوى.

ونقلت القناة عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم تكشف هويتها، أنه خلال المصادقة على قرار اغتيال شكر في "الكابينت"، كانت التقديرات تشير إلى أن رد ميليشيا "حزب الله" سيكون قويًّا، ومن أكثر من جبهة، أي لبنان والجولان، كما وضع في الاعتبار أن هناك احتمالاً للمفاجآت.

وسبَب فتح المجال للحديث عن مفاجآت هو أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كانت وضعت تقديرات عقب اغتيال الجنرال زاهدي في دمشق، أقل من الرد الإيراني الذي حدث بعد ذلك بعشرات المسيرات والصواريخ الباليستية في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ومن ثم عُد هذا الرد وقتها مفاجأة.