هيئة البريد في هونغ كونغ تعلّق خدمة إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة
كشفت مصادر عن زيارة مرتقبة يجريها المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكستين، إلى بيروت، للدفع بعملية الانتخابات الرئاسية إلى الأمام، والضغط باتجاه تعيين قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للبلاد.
وأكدت المصادر في حديثها لـ"إرم نيوز" أن هوكستين سيصل إلى بيروت مطلع العام القادم، وسيحاول إقناع الثنائي الشيعي المتمثل في "حركة أمل" وميليشيا "حزب الله" بالتصويت لصالح قائد الجيش العماد جوزيف عون، بعد ارتفاع أسهم ترشيحه مؤخرا لدى الكتل النيابية.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير السياسي، عبد النبي بكار، إن "الولايات المتحدة تراقب الأوضاع السياسية في لبنان عن كثب، ولا سيما الأوضاع في الجنوب بعد إقرار وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الملف الرئاسي، والمراوحة التي يشهدها الملف، التي وصلت إلى حالة الجمود وعدم الاتفاق على تسمية رئيس توافقي يُرضي جميع الأطراف إلى الآن رغم اقتراب موعد الجلسة التي حددها رئيس المجلس النيابي، نبيه بري".
ويضيف بكار في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الجانب الأمريكي يميل كما هو معروف لانتخاب العماد عون بسبب مواقفه الحازمة الأخيرة، ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع داخليا وخارجيا، وعدم انجراره إلى المهاترات السياسية والغرف المغلقة، وسيحاول هوكستين إقناع بري بقائد الجيش ليؤمّن له النصاب القانوني المتمثل بـ86 صوتا لتخطي جدلية موظفي الدرجة الأولى والحاجة للتعديل الدستوري".
ويرى بكار أن "الأمر يبقى محاطا بمسار المفاوضات بين بري وهوكستين، ومن الطبيعي أن يحاول بري الحصول على أكبر قدر من المكاسب إذا ما تأكد من الإصرار الأمريكي على ترشيح عون".
من جهتها تذهب المحللة السياسية آلاء القاضي، إلى أنه "على الرغم من ضبابية المشهد الرئاسي في لبنان إلا أنه وللآن لا يوجد طرح جدي إلا قائد الجيش الجنرال جوزيف عون، بالإضافة إلى قائمة طويلة تضم أسماء تم طرحها بطرق غير مباشرة داخليا وخارجيا، ومن المستبعد وصول أي من هذه الأسماء بسبب عدم تقاطع تسميتها بين الفرقاء السياسيين، بينما حتى معارضي ترشيح عون فإن اسمه يتقاطع خلال المفاوضات الجارية واللقاءات التي تقوم بها الكتل السياسية في محاولة التوصل إلى اتفاق وسطي يُرضي الجميع".
بري والموعد المرتقب
وتشير القاضي لـ"إرم نيوز" إلى أن" أجواء الدائرة المحيطة برئيس مجلس النواب نبيه بري تؤكد أنه سيكون منفتحا على جميع الاحتمالات لدى لقائه هوكستين، وينقل مقربون أن ما يهم بري هو انعقاد الجلسة في ميعادها وعقد جلسات متتالية وصولا إلى انتخاب الرئيس، لافتة إلى أن "عدم عقدها سيكون ضربة سياسية قاسية لبري دون شك، خاصة أنه أصر عليها وأبلغ السفراء الأجانب والعرب بالميعاد لحضورها".
وتلفت المحللة السياسية إلى أن ملف الرئاسة ونظرا لأهميته سيشهد نشاطا ملحوظا خلال الساعات الأخيرة قبل انعقاد الجلسة، وذلك بعد أن تتأكد جميع الكتل النيابية من مواقف الكتل الأخرى حليفة كانت أو غير حليفة، وذلك تهربا من الوقوع في فخ القرارات المتسرعة، وهو ما يعول عليه هوكستين لطرح اسم العماد عون كون المعطيات الحالية تشير إلى عدم إمكانية التوافق على مرشح غيره.
مناورة الثنائي الشيعي
وتذكر القاضي، بأن "قدرة الثنائي الشيعي السياسية لم تعد كالماضي، حيث فقد الثنائي القدرة على الضغط، ولم يتبق له إلا هامش ضيق من المناورة الواسعة، بحيث يريد الوصول في نهاية المطاف إلى نتيجة توافقية".
وتخلص القاضي إلى "الثنائي الشيعي حتى لو تم الاتفاق على العماد عون إلا أنه لن يظهر أنه أُجبر على القبول، بل العكس من ذلك، فهو يريد الظهور وكأنه قبله إنقاذا للوضع السياسي الداخلي، والحاجة الماسة لإنقاذ الملف الرئاسي والانتقال إلى الملفات الأخرى".