سي بي إس عن لافروف: روسيا لا تستهدف سوى أهداف عسكرية أو مواقع مدنية تستخدم عسكريا
تواصل السلطات العراقية المحلية، حشد التأييد الشعبي لضمان مشاركة واسعة في التعداد السكاني المزمع إجراؤه الأربعاء المقبل، في وقت يواجه المشروع أنباء مغلوطة وشائعات مثيرة للقلق، ما يهدد بإضعاف المشاركة الشعبية.
وتركزت الشائعات حول قضايا متعددة أثارت جدلاً واسعا بين المواطنين، أبرزها الادعاء بأن التعداد السكاني سيكشف الزوجة الثانية للمتزوجين من اثنتين، وهو ما قد يسبب مشكلات اجتماعية وقانونية لبعض العائلات.
كما انتشرت مزاعم بأن البيانات التي سيتم جمعها تُستخدم لاحقاً لإيقاف رواتب الإعانة الاجتماعية عن بعض الفئات، خاصة وأن الكثير ممن يتسلمون هذه المعونات غير مستحقين لها، أو تم تضمينهم سابقاً لأغراض الدعاية الانتخابية.
وأكدت نعمة عبد، وهي مسؤولة في وزارة التخطيط العراقية، في تصريح صحفي، أن "الرجل المتزوج من أكثر من زوجة سيتم تسجيله مرة واحدة فقط، دون تكرار اسمه في أي مكان آخر، حتى في حال وجود زوجات أخريات في منازل منفصلة".
وفي محاولة لتهدئة المخاوف المتزايدة، نفت وزارة التخطيط الاتحادية في بغداد بشكل قاطع الشائعات حول تأثير بيانات التعداد على إلغاء المعونات الاجتماعية أو فرض ضرائب إضافية، مؤكدة أن التعداد يهدف إلى تحسين دقة البيانات السكانية وتطوير الخطط، وليس لتضييق الخناق على المواطنين.
بدورها، شددت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، على أن التعداد سيزود البلاد ببيانات دقيقة عن أعداد الفقراء المستحقين لبرامج الرعاية، ما يحسن توزيع هذه البرامج وضمان وصولها للمحتاجين.
أما وزارة التربية، فقد أوضحت أن التعداد سيساعد في حصر أعداد الطلبة المتسربين من المدارس، بالإضافة إلى تحديد نسب التعليم والأمية في البلاد، ما يسهم في تحسين قطاع التعليم بشكل شامل.
ويعاني العراق من غياب قواعد بيانات دقيقة وشاملة تغطي العديد من المجالات المهمة، مثل معدلات البطالة ونسب الفقر، وتوزيع السكان، كما تفتقر البلاد إلى أرقام موثوقة تتعلق بقطاعات الصحة، والتعليم والبنى التحتية، ما يعرقل رسم السياسات السليمة، واتخاذ القرارات الإستراتيجية المبنية على أسس علمية.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبدالزهرة الهنداوي، إن "التعداد السكاني يعد من الأدوات الرئيسية لرسم سياسات التنمية الوطنية، وهو سيتيح للحكومة فهم الواقع السكاني بشكل شامل، ما يساعد على توجيه الموارد بشكل أكثر جدية وتحقيق التنمية المستدامة".
وأضاف الهنداوي لـ"إرم نيوز"، أن "المخاوف التي تثار حول أهداف التعداد غير مبررة، فالغرض منه هو تحسين حياة المواطنين وتطوير الخدمات العامة، ما يساعد في دفع عجلة التنمية نحو الأمام، ويعطي صورة واضحة عن المتطلبات الاجتماعية والواقع الفعلي لجميع القطاعات".
في إطار التحضيرات، قررت العراق تعطيل الدوام الرسمي يومي الأربعاء والخميس المقبلين، ليستفيد موظفو القطاع الحكومي من عطلة تمتد لأربعة أيام.
كما ستحظر السلطات الأمنية التجوال بشكل تام في جميع المناطق، مع غلق المنشآت الرسمية وإعلان الإنذار، لتأمين العملية وفسح المجال أمام الباحثين للوصول إلى المناطق المنوطة بهم.
بدوره، أكد عضو فريق التعداد السكاني، صلاح الجنابي، أن "التعداد سيُنهي الأرقام العشوائية، التي كان العراق يعتمد عليها في توزيع الثروة، وتقديم الخدمات، وبناء المستشفيات والمدارس وتوجيه المشاريع الاستثمارية"، لافتا إلى "ضرورة تحقيق الاستفادة القصوى من هذا المشروع".
وأضاف الجنابي لـ"إرم نيوز" أن "هناك قلقاً من تجاهل مخرجات هذا التعداد، كحال الكثير من المشاريع التنموية الأخرى، وهو ما يعني البقاء في عشوائية الأرقام والتخمينات".