غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة
عاد التوتر مجدداً لمعبر رأس اجدير على الحدود بين تونس وليبيا، بعد عمليات اعتقال متبادلة بين طرابلس وتونس لمهربين من البلدين؛ ما أثار تساؤلات حول مآلات هذه الأزمة المُستجدة.
وكشفت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، إن "دوريات إدارة إنفاذ القانون، المكلفة بتأمين المنفذ، ضبطت بعض المركبات التونسية، أثناء محاولتها تهريب سلع وبضائع من ليبيا، إضافة إلى تهريب الوقود عبر خزانات غير قانونية"، موضحة أنه تم "إحالة المورطين إلى الجهات المختصة".
وجاء التطور بعد توقيف السلطات التونسية لمهرّب ليبي يشتبه في تهريبه لمواد مُدعمة من هذا البلد، وذلك وسط مخاوف من عودة التصعيد الذي تجلى في وقت سابق بغلق المعابر الحدودية.
ويسود ترقب في البلدين لما ستقود إليه الأزمة الحدودية الجديدة بين البلدين، وذلك بعد أشهر من أزمة مماثلة شهدها منفذ رأس اجدير البري.
وقال الخبير الأمني الليبي، عادل عبد الكافي، إنه "نحن نتحدث عن دولتين جارة مرتبطتين بأوضاع اجتماعية وعائلية واقتصادية وسياسية عميقة ومتجذرة وتاريخية؛ لذلك يجب احتواء هذه الأزمة وتطوير القوانين واللوائح بما يتناسب مع مصلحة الشعبين".
وأضاف عبد الكافي، لـ"إرم نيوز"، أن "عادة الدول الحدودية تسن القوانين واللوائح بما يتماشى مع تحقيق مصالح مواطني الدولتين؛ لذلك يجب تذليل الصعاب أمام التجارة بين ليبيا وتونس".
وأشار إلى أن "يكون هناك تفاهمات تجارية كبيرة جدا بينهما؛ لأن العلاقة هي علاقة تاريخية ومتجذرة وهناك نسب وأصهار وأبعاد اقتصادية تربط بين الدولتين؛ لذلك أعتقد أنه يجب تطوير القوانين وتذليل الصعوبات أمام مواطني البلدين".
وشدد على أنه "يجب في المقابل على المواطنين الالتزام بقوانين هذه الدول وعدم تجاوزها حتى لا يترتب عليها خلافات بين الدولتين، لكن عندما يتم تطوير آلية التنقل وغير ذلك سيتم تجاوز هذه المشكلات؛ لأن هناك من يعبث في المياه الراكدة لإحداث حالة من التوتر بين تونس وليبيا".
وختم قائلاً، إن "العلاقات شهدت خلال السنوات الماضية عدة توترات سواء كان في الجانب الأمني أو التجاري أو الاقتصادي، ما جعل أطرافا تستغل هذه الأزمات كذريعة لإرباك المنطقة؛ لذلك يجب أن يكون هناك إجراءات لاحتواء هذه الأزمة وتطوير في المقابل القوانين وغير ذلك".
معضلة كبيرة
في المقابل، كشف "المرصد التونسي لحقوق الإنسان" أن السلطات الليبية احتجزت خلال الأيام الماضية 50 تونسياً من بينهم قاصران، وأيضا 25 عربة، ولفت إلى أن الموقوفين تم إيداعهم سجن العاصمة طرابلس. ولم تعلق السلطات الليبية على ذلك بعد.
وقال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن "معضلة الحدود بين تونس وليبيا هي معضلة كبيرة وحلها يجب أن يتم بهدوء بعد تجاوز هذه الأزمة الجديدة؛ لأن تكرارها في الأشهر الأخيرة يعكس بالفعل عمق هذه المعضلة".
وبين العبيدي، لـ"إرم نيوز"، أن "على السلطات الليبية والتونسية إيجاد تفاهمات جديدة خاصة أن التهريب ليس بالظاهرة الجديدة على الحدود بين الطرفين، ويجب السعي إلى حل هذه المشكلة بالأدوات السلمية بدل التصعيد والتصعيد المتبادل".
