logo
العالم العربي

"عمليات خاطفة".. داعش يصعّد هجماته في العراق قبل الانتخابات التشريعية

"عمليات خاطفة".. داعش يصعّد هجماته في العراق قبل الانتخابات التشريعية
سيطرة القوات العراقية على أحد مقار داعشالمصدر: أرشيفية
18 سبتمبر 2024، 8:16 ص

صعّد تنظيم "داعش" هجماته المسلحة شرق وغرب العراق مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في البلاد العام المقبل.

في المقابل، كثفت القوات الأمنية العراقية عملياتها العسكرية لضرب ملاذات وتجمعات التنظيم في المناطق النائية والرخوة أمنياً.

وتشكل هجمات التنظيم الأخيرة في محافظتي  كركوك والأنبار مصدر قلق أمني كبير، على المستويين المحلي والدولي، وفق مراقبين.

فرغم هزيمة التنظيم عسكريًا وإعلان تحرير مناطق واسعة كان يسيطر عليها، إلا أنه ما يزال ينشط عبر خلايا نائمة تؤدي عمليات خاطفة تستهدف القوات الأمنية والمدنيين.

توقيتات مدروسة 

ويرى مراقبون للشأن الأمني أن تصعيد تنظيم "داعش" عملياته ضد القوات الأمنية العراقية والمدنيين في هذا التوقيت لم يأت بشكل عشوائي، بل بصورة مدروسة عبر خطة لتوسيع عملياته مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.

ويؤكدون أن هذه محاولة للتأثير على العملية الانتخابية والحكومة من جانب، والناخبين بشكل خاص من جانب آخر.

يقول الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة، أحمد الربيعي، إن "التنظيمات المسلحة الراديكالية التي عملت في العراق من القاعدة وصولاً إلى داعش كانت دائماً ما تستهدف العملية الانتخابية، منذ أول انتخابات عام 2006 وحتى آخرها عام 2022".

وأوضح أنها "في الأصل كفّرت كل من يترشح أو يشارك في الانتخابات باعتبارها غير جائرة وتفضي إلى حكومات لا تحكم بشرع الله وفق مفهوم تلك التنظيمات".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "داعش يخطط لتنفيذ عمليات كمية لا نوعية خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في كركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار، بهدف عرقلة إجراء الانتخابات في المناطق ذات الأغلبية السنية، لمنع الناخبين من التوجه إلى مراكز الاقتراع خوفًا من الهجمات الإرهابية؛ ما يؤدي إلى تدني نسبة المشاركة في تلك المناطق".

وشهدت مدينة كركوك أحداثاً أمنية لافتة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث فجر 4 انتحاريين أنفسهم في أماكن متفرقة، مع هجمات عديدة استهدفت ثكنات عسكرية ومدنيين.

ويعود هذا إلى كون كركوك وقصباتها "باتت وجهة لعناصر تنظيم داعش، التي تحصن في تضاريسها عشرات العناصر بعد انتهاء العمليات العسكرية وتحرير مراكز المدن أواخر عام 2017"، بحسب الخبير الأمني والعسكري، فواز الطائي.

ويرى الطائي، خلال حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "خلايا تنظيم داعش باتت تستغل التضاريس الصعبة في كركوك مثل المناطق الجبلية والوديان الوعرة في كركوك لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات على القوات الأمنية، مستغلة التوترات العرقية والسياسية في المدينة المتعددة القوميات (عرب، أكراد، وتركمان)".

انتخابات كردستان 

وأردف الطائي قائلاً إن "التنظيم يحاول التأثير على انتخابات  كردستان عبر تصعيد هجماته في كركوك التي ترتبط مع مدينتي السليمانية وأربيل في الوقت ذاته".

ويستعد إقليم كردستان الشهر المقبل لإجراء انتخابات الإقليم، بهدف تشكيل حكومة الإقليم وبرلمانها المصغر، حيث كثفت قوات البيشمركة من تواجدها، وعززت قواتها عند النقاط الحدودية مع محافظات المركز في ديالى وكركوك ونينوى.

وعزا الطائي الضعف الأمني في المدينة إلى وجود "ثغرات أمنية واضحة؛ بسبب ضعف التنسيق بين القوات العراقية والبيشمركة الكردية والتحالف الدولي؛ ما قد يخلق مناطق رخوة تستغلها التنظيمات الإرهابية لتنفيذ هجماتها"، وهذا ما أكده ايضاً عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، محيي الدين المزوري.

وقال المزوري، لـ "إرم نيوز"، إن "خطر تنظيم داعش مازال قائماً ومن المبكر الحديث عن طي صفحته بشكل نهائي".

وأكد أن "محاربته تحتاج إلى المزيد من التنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة والاستفادة من خبرات التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب، لا سيما في مناطق الفراغات الأمنية داخل المناطق المتنازع عليها الممتدة من خانقين إلى سنجار".

إجراءات أمنية 

وتشكل السلطات العراقية عادة 3-4 أطواق أمنية في كل مرة حول المراكز الانتخابية، لتأمين الانتخابات، لا سيما في الانتخابات الثلاثة الأولى (2006-2010-2014) حيث كانت التنظيمات المتطرفة في أوج نشاطها في العراق، وتستهدف بشكل رئيس أي عملية انتخابية.

لكن، بحسب المحلل السياسي هاشم الزيدي، فإن "التنظيمات المسلحة ومنها "داعش" دائماً لا تركز على ليلة الانتخابات واستهداف صناديق الانتخاب بقدر ما تعمل قبلها على منع العملية برمتها".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "خطورة تصعيد داعش لعملياته تكمن في احتمالية استهداف المرشحين للانتخابات أو الشخصيات السياسية كجزء من استراتيجية لإضعاف العملية السياسية وتعطيل الانتخابات، الأمر الذي يؤثر سلبًا على المناخ الانتخابي، ويزيد من حالة التوتر والفوضى".

وأشار الزيدي إلى أن "التنظيم يريد عبر تلك العمليات المتكررة التأثير في الثقة بالحكومة، وبث رسالة للمواطنين بأنه موجود، ما يظهر ضعفًا في قدرة الحكومة على السيطرة على الأمن".

وأضاف أن "هذا سيؤدي إلى فقدان ثقة الناخبين في الحكومة والمؤسسات السياسية، وينعكس على الإقبال على التصويت".

واستدرك بالقول إن ذلك قد يدفع في الوقت نفسه نحو "زيادة التأييد لمرشحين يعدون بإجراءات أمنية صارمة".

أخبار ذات علاقة

بعثة التحقيق في جرائم داعش تُنهي عملها في العراق

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC