حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب صفد بتسعين صاروخا
"ضوء أخضر لتأمين الجبهات".. دور واشنطن الخفي في الحرب على لبنان
تتطور الأحداث المتسارعة والتصعيد الكبير بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، لتقرب الحرب الشاملة إلى لبنان على غرار ما جرى في قطاع غزة.
ويشهد الوضع الأمني على الجبهة اللبنانية تدهورًا كبيرًا حيث باتت اليوم تشبه قطاع غزة في بداية الحرب عليه، من حيث شدة الغارات الإسرائيلية وضخامة أعداد الضحايا.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الاثنين، مقتل أكثر من 180 شخصا وإصابة 700 آخرين منذ الصباح في حصيلة أولية هي الأكبر منذ دخول حزب الله على خط الحرب الإسرائيلية على غزة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورغم التحذير الدولي من خطورة التصعيد وتحديدًا القلق الذي أبدته الولايات المتحدة بشأن ذلك، يرى خبراء أن واشنطن لن تمنع الحرب على لبنان كما فعلت في غزة كونها شريكة.
وأشار الخبراء في حديثهم لـ"إرم نيوز" إلى أن إسرائيل ستستمر في مخططها بشأن ميليشيا حزب الله، دون أن تمنعها واشنطن من ذلك، ما ينذر بتعرض لبنان لدمار كبير على غرار غزة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر أمس الأحد، من تحول لبنان إلى "غزة ثانية".
من جهته، يرى المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة أن الولايات المتحدة منعت سيناريو الحرب الشاملة في المنطقة، لكنها تدريجيًا سمحت بسيناريو تأمين الجبهات بالنسبة لإسرائيل.
وقال السبايلة لـ"إرم نيوز" إن تأمين الجبهات أمر حتمي لا تستطيع واشنطن منعه، بل على العكس هي شريكة فيه.
وأضاف أن الانتقال إلى الجبهة الشمالية، وإلى لبنان كان حتميًا ومسألة وقت بعد إنجاز المهمة في غزة واحتواء الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ضبطت الحرب بشكلها التقليدي، لكنها لن تستطيع أن تمنع المواجهة والانتقال التدريجي في التركيز على الجهات التي تعتبر مسألة وجودية بالنسبة لإسرائيل.
ويوافقه الرأي أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية محمد مصالحة، الذي يؤكد لـ"إرم نيوز" أن الولايات المتحدة تؤيد ما تقوم به إسرائيل ولكنه ضمنيًا، فيما تخرج للرأي العام لتقول إنها ممتعضة من تصرفات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأضاف مصالحة: "لكنها توافق ما يطرحه نتنياهو بالسر على الإدارة الأمريكية من أن إسرائيل مهددة بوجودها من قبل حماس وحزب الله، وأنه لا بد من إضعاف قوتها إلى جانب الحاجة إلى ضرب إيران".
ورأى أن الولايات المتحدة متواطئة مع إسرائيل في أجندتها، لكنها لا تعلن ذلك خوفًا من خلق مزيد من التدهور لصورتها أمام العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص.
وتابع: "هي شريكة ومتورطة في الحرب منذ 7 أكتوبر؛ وبالتالي لم يعد ينطلي ذلك على الشعوب العربية".
وعبر عن اعتقاده بأن "إسرائيل في أزمة بكل ما تقوم به، وتحاول الانتقال من ملف إلى ملف على أمل تحقيق انتصار جزئي للجلوس على طاولة المفاوضات".
تجدر الإشارة إلى أن الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي قال أمس الأحد، إن الإدارة الأمريكية تسعى بكل السبل لمنع تحول التصعيد بين حزب الله وإسرائيل إلى "حرب شاملة".
وحذر كيربي من أن "التصعيد" العسكري ليس في "مصلحة إسرائيل".
وذكر كيربي لشبكة "إيه بي سي"، "لا نعتقد أن تصعيد هذا النزاع العسكري يصب في مصلحتهم. هذا ما نقوله مباشرة لنظرائنا الإسرائيليين".
وأضاف: "التوترات أعلى بكثير الآن مما كانت عليه قبل بضعة أيام فقط".
لكنّه اعتبر، رغم ذلك أنه لا تزال هناك "مساحة لحل دبلوماسي" للنزاع، مضيفا: "هذا ما نعمل عليه" بدون تقديم مزيد من التفاصيل.
