الخارجية الروسية: نبحث مع واشنطن معايير اتفاق جديد لمبادرة البحر الأسود
كشف مصدر سياسي عراقي، عن تلقي بغداد رسائل بضرورة الإسراع في معالجة ملف الميليشيات المسلحة، وذلك على وقع العملية العسكرية في اليمن ضد الحوثيين.
وقال مصدر، لـ"إرم نيوز"، إن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، حمل رسالة واضحة بشأن خطورة بقاء الميليشيات المسلحة فاعلة في المشهد العراقي".
وأشار إلى أن "واشنطن أبلغت بغداد بضرورة اتخاذ خطوات لمعالجة وضع هذه الجماعات".
وأوضح المصدر، الذي طلب حجب اسمه، أن "الحكومة العراقية أبلغت الإدارة الأمريكية بجديتها في معالجة ملف الميليشيات المسلحة، وأن هناك حوارًا جاريًا وإن كان بطيئاً، لكنه يحرز بعض التقدم".
وجاء اتصال هيغسيث بعد يوم من شن الولايات المتحدة ضربات عسكرية مكثفة استهدفت عشرات المواقع التابعة للحوثيين في اليمن، في إطار تصعيد واسع ضد الجماعة، بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "زمن الحوثيين قد انتهى"، مشددًا على أن واشنطن لن تتهاون مع إيران.
ومنذ أشهر، تخوض بغداد مفاوضات مع الميليشيات المسلحة بشأن نزع أسلحتها، وسط تكتم رسمي على تفاصيلها وعدم الإعلان عن أي نتائج واضحة حتى الآن، ما يثير تساؤلات حول جدية هذه المحادثات ومدى استعداد تلك التشكيلات للامتثال لأي تسوية تفرض حصر السلاح بيد الدولة.
ويرى خبراء أن الإشارات الأمريكية الأخيرة حول "الضغوط القصوى" ضد إيران تعكس توجهاً واضحاً لدى واشنطن لإعادة فتح ملف الميليشيات في العراق، خاصة في ظل موقف الميليشيات المتحفظ على محاولات الحكومة لتقليص نفوذها أو دمج بعضها ضمن الأجهزة الأمنية.
وعززت الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين احتمال انتقال العمليات العسكرية إلى العراق، ما يجعل استهداف الميليشيات هناك مسألة وقت، في ظل تصاعد التوترات والتحذيرات الأمريكية المتكررة بشأن ضرورة ضبط هذه الجماعات.
وقال الباحث الأمني عبدالغني غضبان، إن "الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا متزايدة على إيران، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على العراق، في ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية داخل المشهد العراقي".
وأضاف غضبان أن "الحكومة العراقية مطالبة بإدراك خطورة المرحلة الراهنة، والتعامل بحذر مع التداعيات المحتملة لهذا التصعيد، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة في استخدام أدواتها السياسية والعسكرية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة".
وأردف لـ"إرم نيوز"، أن "العراق يعيش تحت تأثير مباشر من الجانب الإيراني، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وهو ما خلق واقعًا معقدًا جعل من بغداد ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى"، مشددًا على أن "الحكومة العراقية اليوم أمام اختبار حقيقي".
وأشار إلى أن "المتغيرات الدولية المتسارعة قد تجعل العراق في مرحلة إعادة تموضع قسري، خاصة إذا استمرت واشنطن في تصعيدها ضد النفوذ الإيراني".
وخلال الأشهر الماضية، كثّفت الميليشيت المسلحة التي تنضوي تحت ما يعرف بـ"المقاومة الإسلامية"، هجماتها ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، مستخدمة الطائرات المسيّرة والصواريخ لاستهداف مواقع في أربيل وعين الأسد ودير الزور، في تصعيد مباشر يهدد الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
وتعد "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء" من أبرز الميليشيات المرتبطة بإيران التي تقود هذا التصعيد، حيث كثّفت عملياتها ضد المصالح الأمريكية.
وبدوره، يرى الباحث في الشأن السياسي، محمد التميمي أن "التحرك الأمريكي ضد الحوثيين، يحمل في طياته خطورة كبيرة بالنسبة للعراق، خاصة أنه حمل عنصر المفاجأة فيما يتعلق بالتحرك العسكري، ما يفرض على بغداد تحريك أدواتها الدبلوماسية في الخارج، ودفع الميليشيات المسلحة، نحو تنفيذ المتطلبات الدولية".
وأوضح التميمي لـ"إرم نيوز"، أن "الإدارة الأمريكية السابقة، وفّرت الحماية للعراق من الهجمات الإسرائيلية، وهو مسار غير مضمون مع مجيء دونالد ترامب، الذي بدأ بسلسلة عقوبات اقتصادية ضد إيران، فضلًا عن تحركه الأخير ضد الحوثيين".