الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر
كشفت مصادر متطابقة عن قرار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مواجهة الفصائل والميليشيات المسلحة التي تستهدف المصالح الأمريكية وأهداف إسرائيلية، في وقت دخلت فيه القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي حالة "الإنذار القصوى".
وجاء قرار السوداني، بملاحقة الجماعات المسلحة غير الخاضعة للحكومة، بعيد تقديم إسرائيل وثيقة لمجلس الأمن حملت فيها بشكل رسمي ولأول مرة الحكومة العراقية مسؤولية استخدام أراضي البلاد لاستهدافها.
ودعت تل أبيب بغداد، عبر وثيقة تقدم بها وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، للالتزام بتعهداتها والوقف الفوري لهجمات المليشيات المسلحة، مخطرة مجلس الأمن الدولي بحق رد على تلك الهجمات.
وقال مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، لـ"إرم نيوز"، إن "القيادة السياسية والعسكرية في بغداد بدأت تستشعر خطرا حقيقيا للاستهداف الإسرائيلي للعراق، خصوصاً مع تقديمها إخطاراً للأمم المتحدة بحق الرد على العراق".
وأضاف أن "رئيس الوزراء وصل إلى طريق مسدود مع الفصائل التي لا تخضع للحكومة وما زالت مستمرة بهجماتها ضد إسرائيل رغم عشرات الرسائل والوساطات للحكومة لإقناعها بوقف هجماتها لعدم منح إسرائيل ذريعة لاستهداف البلاد".
وأكد، المصدر، الذي اشترط حجب اسمه، أن "السوداني أمر الأجهزة الاستخبارية والقطاعات الأمنية بملاحقة الجماعات المسلحة التي تقوم بنشاطات عسكرية خارج نطاق الدولة"، في إشارة منه إلى ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تستهدف إسرائيل بالطائرات المسيرة "الانقضاضية".
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عقد، في ساعة متأخرة من الليلة، اجتماعاً أمنياً مع القيادات الأمنية العليا، وطالبها بـ"إعداد خطط طوارئ لتعزيز الأمن الداخلي، فضلاً عن إعادة انتشار القوات الأمنية في الحدود الغربية للبلاد وانتشار القوات لضمان عمق أمني فعال"، ويقصد السوداني بالحدود الغربية محافظة الأنبار وصحراءها التي تستغلها الجماعات المسلحة لإطلاق الطائرات المسيرة.
ودعا السوداني، بحسب بيان مكتبه عقب اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني، إلى "تأمين الحماية الجوية للمواقع الحيوية، وتحميل القيادات الميدانية مسؤولية أي خرق أمني، هذا مع ضرورة قيام الأجهزة الاستخبارية بتحليل ورصد ومتابعة أي نشاط جوي معادٍ، أو استهداف أرضي وملاحقة مطلقيه، وتقديم التقارير الاستخبارية الفورية عن كل ما يقع ضمن عملها وتخصصها الاستخباري".
وبحسب المؤشرات على الأرض ووفق خبراء أمنيين، فإن العراق سيتعرض لضربة إسرائيلية مرتقبة لا يمكن تفاديها بسهولة، إلا في حالة حراك دبلوماسي كبير يعطي فيه العراق تعهدات لأمريكا وإسرائيل بعدم الاستهداف مرة أخرى.
ويقول العميد المتقاعد، إبراهيم العاني، لـ"إرم نيوز"، إن "تعزيز الولايات المتحدة الأمريكية لقواتها في القواعد العسكرية في سوريا، وارتفاع مؤشر الضربات الإسرائيلية التي تطال الجماعات المسلحة في الجانب السوري، كلها مؤشرات على معركة عسكرية قادمة ستعصف بالعراق عاجلاً أم آجلاً".
وأضاف، أن "الحكومة عليها أن تقوم بخطوتين رئيستين لتلافي الضربة الإسرائيلية: الأولى مواجهة الجماعات التي تطلق الطائرات المسيرة والصواريخ لخارج البلاد، فهذا أهون من مواجهة إسرائيل وأمريكا، والثانية هي الاتكاء على اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة مع الولايات المتحدة والتي تضمن الحماية الأمريكية للعراق في حال تعرضه لعدوان خارجي جوي أو بري".
مصدر برتبة عميد في القوة الجوية، كشف لـ"إرم نيوز"، عن "إعلان حالة الإنذار القصوى للقوة الجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي، وتم استدعاء كل الطيارين وقادة الأسراب واتخاذ أقصى أنواع الاستعداد لمواجهة أي هجوم خارجي محتمل".
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تمكنت حكومة، السوداني، من إقناع عدد كبير من الفصائل المسلحة من إيقاف هجماتها ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، فضلاً عن استهداف الأهداف الإسرائيلية في الجولان أو غيرها.
لكن، بحسب المصادر، فإن هناك فصيلين، وهما: كتائب حزب الله بقيادة أبو حسين الحميداوي، وحركة النجباء، بزعامة أكرم الكعبي، امتنعتا عن إيقاف هجماتهما، ودفعتا باتجاه تصعيد عملياتهما بمعدل (3-5) هجمات يومياً بواسطة الطائرات المسيرة.
ويتمتع الفصيلان، كتائب حزب الله والنجباء، بحسب الخبير في الشأن الإيراني، سردار خوشناو، على غير باقي الفصائل المسلحة، بـ"علاقات وثيقة ومباشرة مع الحرس الثوري الإيراني، وهما ملتزمان بتعليمات وقرارات المرشد الأعلى الإيراني، على اعتباره المرجعية الدينية العليا لهما، وليس المرجع في النجف علي السيستاني".
وقال، خوشناو، لـ "إرم نيوز"، إن "الحكومة تمتلك قاعدة بيانات متكاملة حول الكتائب أو النجباء وكل الفصائل المسلحة التي تعمل داخل هيئة الحشد الشعبي أو خارجه؛ لذا فإنها إن قررت مواجهة تلك الفصائل فسيكون ذلك ليس صعباً عليها".
وأضاف، أنه "ليس أمام، السوداني، سوى الصدام مع تلك الفصائل، على الأقل لإقناع المجتمع الدولي بأن القرار الحكومي بعدم تدخله بالحرب ليس فقط عبر البيانات، وإنما عبر مواجهة تلك الفصائل".
وكان مستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي، قد سلّم، قبل أيام قليلة، قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، رسالة من رئيس الوزراء العراقي، تطالبه بكبح جماح الفصائل الموالية لطهران ووقف هجماتها ومنعها من توريط العراق بالحرب الدائرة في المنطقة.
ومن جهته، توقع الخبير الإستراتيجي، أوس الراوي، أن "تحجم الفصائل المسلحة العراقية عن أية عمليات عسكرية خارجية فيما تم إعلان وقف إطلاق النار في لبنان؛ لأنها دخلت المعركة بقوة بعد مقتل أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وبدء استهداف حزب الله، وفيما تم وقف العمليات ضد حزب الله ستتوقف الفصائل العراقية؛ لأن ذلك سيكون بأمر من المرشد، الخامنئي".
وكان رئيس الوزراء العراقي قد أكد في مناسبات عديدة بأن قرار السلم والحرب هو من اختصاص الحكومة العراقية وحدها، مع استمرار الإجراءات لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات.