الخارجية الأمريكية: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخطط لإرسال فريق إلى إيران خلال أيام

logo
العالم العربي

ناشط فلسطيني: حماس خلقت "أجواء سينمائية" في عمليات تبادل الأسرى (فيديو إرم)

ناشط فلسطيني: حماس خلقت "أجواء سينمائية" في عمليات تبادل الأسرى (فيديو إرم)
الناشط السياسي الفلسطيني أمجد أبو كوشالمصدر: إرم نيوز
27 يناير 2025، 2:43 م

أكد الناشط السياسي الفلسطيني أمجد أبو كوش أن الاحتفالات التي صاحبت عمليات تبادل الأسرى في قطاع غزة بمثابة "الصوت الفلسطيني لفرحته بالنجاة لا الانتصار"، ووصف مراسم عمليات التبادل التي نفذتها حركة حماس بـ"الاستعراضات السينمائية لتثبيت صورة النصر على حساب الركام وجثث الفلسطينيين".

ويشير أبو كوش في حوار مع "إرم نيوز" إلى أن حماس لم تخسر فقط "الحرب العبثية" التي بدأتها بل حتى أنها خسرت المؤيدين من حولها في غزة، إضافة إلى جزء من قواعدها.

يتطرق الناشط السياسي الفلسطيني عن مستقبل الحركة، وطبيعة المقاومة خلال السنوات المقبلة، حيث يرى أنه في سياق الأدوات التي اتخذتها حماس، فإن "المقاومة قد تتعطل 50 عاما، بفعل تغير الأولويات التي أنتجتها حرب الإبادة على القطاع".

فإلى نص الحوار:

-  شاهدت هذه الأيام حجم التعاطف والحضور القوي للفلسطينيين لاستقبال الأسرى والترحيب بهم عبر الاحتفالات، وتقول دائما إن غالبية الغزيين لا يؤيدون حماس فكيف تقيم هذا الالتفاف الآن؟

أولاً اسمح لي أن أعقب على مصطلح غزيين وضرورة ضبط المصطلحات أمام مشاريع الاحتلال لفصل الشعب الفلسطيني عبر فصل همومه، وهنا أؤكد على تعريفه بـ"شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة". 

بخصوص سؤالك، ففيما يتعلق بقضية الأسرى وخروجهم والتعاطف معهم، فهذه ليست قضية حماس وحدها، بل هي قضية جميع الفلسطينيين، فلا يوجد فلسطيني لا تتملكه الفرحة فيما يخص خروج الأسرى، فهذه لم تكن يومًا نقطة جدلية بالنسبة لشعبنا، وهي من المقدسات الأساسية التي يلتف الجميع حولها، أيا كانت الجهة التي أسهمت في إخراجهم.. هذا الملف دائمًا وأبدًا منفصل عن التجاذبات والاختلافات.

أما بخصوص بعض الاحتفالات التي خرجت من قطاع غزة، فهي تعبير لصوت شعبنا الفلسطيني بفرحته بالنجاة لا الانتصار، والتواجد أثناء عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين فالجزء الأكبر منه هو ظهور شعبي لمشاهدة الفصل الأخير "وأتمنى أن يكون الفصل الأخير بعد أن دفع الثمن 50 ألف شهيد".

وفي جانب آخر بالإمكان ملاحظة نزول العدد يوم تشييع قادة حماس، ونقصه أكثر وأكثر حتى في مراسم التبادل السينمائية التي تجيدها حماس في الوقت الذي مئات الآلاف من أهل غزة يجمعون شملهم للعودة للشمال على حدود نتساريم كما كانت بنود الصفقة، تاركين خلفهم هذه الاستعراضات المفرطة، والتي تدل على عمق الأزمة في صفوف حماس التي تدرك أن هذه الحيل والمشاهد لا تنطوي على سكان غزة، بل إنها بمجملها مقدمة إلى الخارج.

وفي النتيجة حماس تنظيم شعبي، لديه قواعده، وما قبل الحرب كان باستطاعتها جمع ما يزيد عن 100 ألف في أي من مهرجاناتها، ولكن هل تستطيع أن تحشد 10٪؜ من هذا الرقم؟ لا أعتقد ذلك، لأنها لم تتأثر فقط بخسارة المؤيدين من حولها في غزة، بل حتى بخسارة جزء من قواعدها.

- مشاهد انتشار عدد كبير من عناصر حماس خلال عمليات تبادل الأسرى صدم الشارع الإسرائيلي، ووصف إعلام عبري هذه المشاهد بمثابة "صورة للنصر المطلق"، كيف تعلق؟

أعيد وأكرر أننا كفلسطينيين وخصوصا سكان القطاع في غزة لدينا مشكلة حقيقية مع استخدام حماس لهذه الاستعراضات في الوقت الخطأ وتسخيرها تماما لخدمة أهداف الاحتلال كما يريد بمعنى تخلي حماس عن اللبس العسكري وقت الحرب دفع ثمنه أهل القطاع من لحوم وأشلاء أطفالهم ولباس حماس الآن والظهور بهذا الشكل المفرط ربما يلقي بظلاله على العالم العربي وليس في قطاع غزة.

لكن الأخطر هو ردة الفعل في إسرائيل التي تخشى من تكرار 7 أكتوبر جديد وما سيستثمره اليمين وسيشكل عنوانا سياسيا لنتنياهو لاستقرار حكومته واستكمال الحرب لا سيما أن الاتفاق هش ولا توجد أي ضمانات فيه خصوصا بعد تصريح نتنياهو الأخير الذي أكد فيه أنه لن ينسحب من محور فيلادلفيا.

أما الحديث عن النصر فبكل شفافية لا يعنيني كفلسطيني ما يتم تداوله في الإعلام الإسرائيلي ولا ينطوي علينا ولا على شعبنا في غزة الاستدلال بتصريحات الإعلام الإسرائيلي لبيع انتصارات ونحن فوق ركام غزة.

بمعنى كوني فلسطينيا ولست إسرائيليا علي أن أراجع أسباب فتح المعركة وأهدافها وأقارنها في النتائج وبالاتفاق الفارغ من أي بعد سياسي، فلا حديث عن دولة أو وقف استيطان، ولا حديث عن اقتحام الأقصى وتهويد القدس، ولا يوجد أي بند متعلق في الضفة الغربية والذي من شأنه تقسيم المقسم وشرذمة وحدة شعبنا بفصل همومه.

كما لا حديث في الاتفاق عن وقف الاعتقالات، أو تبييض السجون، بالإضافة إلى اقتطاع 11٪؜ من قطاع غزة أو ما يسمى "بافر زون - المنطقة العازلة" ناهيك عن الشهداء والدمار.

أخبار ذات علاقة

الرهينات الإسرائيليات الـ4: "أُجبرنا" على تعلم الطبخ ورعاية أطفال حماس

- لك رأي بأن حماس حققت رغبات اليمين الإسرائيلي المتطرف من خلال هجوم 7 أكتوبر، كيف ذلك؟ ولماذا ترى أنها عززت خطاب اليمين؟ 

هذا ليس كلامي، نتنياهو قال حرفيا إن إصلاح الخطأ الذي ارتكبه رابين في أوسلو يبدأ من احتلال محور فيلادلفيا والذي لن يكون إلا باحتلال القطاع وهذا الشيء يحتاج إلى ذريعة، التي لم تتوفر إلا في هجوم 7 أكتوبر.

هذه إشارة، إشارة أخرى أنه تسربت العديد من الأخبار والتحقيقات بتورط مسؤولين في الدولة العميقة في إسرائيل بإخفاء أو الاستخفاف بمعلومات استخبارية عن هجوم 7 أكتوبر.

التقاء مصالح اليمين الإسرائيلي والفلسطيني ممثلا بحماس هو ما جعلهم على طول الخط بسياسة "العدو الذهبي" أي تغذية الجناح المتطرف في عدوك لإغراقه وتدميره ذاتيا.

هذه سياسة اليمين الإسرائيلي على طول الصراع بداية من منح التصريح الإسرائيلي لنواة حركة حماس في إنشاء المجمع الإسلامي في نهاية السبعينيات مرورا بالعمليات التي باشرها كلا الطرفين من اليمينيين عقب توقيع اتفاق أوسلو حيث نجح اليمين الصهيوني بقتل رابين بتهمة التفريط بعد توقيعه لاتفاق إعلان المبادئ في أوسلو، بينما فشلت حماس وقد حاولت اغتيال أبوعمار.

إسرائيل تعمل دائمًا على تغذية اليمين والتطرف في الجانب الفلسطيني ليستثمروا هذا الأمر بتقويض شرعية نضالنا عبر ارتكاب أخطاء كارثية التي كان 7 أكتوبر أحد أشكالها.

- طالما تعارض نهج حماس ومواقفها يسأل البعض من البديل؟ وكيف يكون شكل الكفاح لاستعادة حقوق الفلسطينيين؟ 

تجاوزنا حماس منذ زمن بعيد بترسيخ الهوية وعبر اعتراف العالم بشعبنا وبتمثيله الشرعي عبر نضال 70 عاما خاضته منظمة التحرير الفلسطينية وأصبحنا اليوم دولة وإن كانت تحت الاحتلال ولا يجوز بأي حال من الأحوال وتحت شعارات شعبوية شرذمة التمثيل السياسي لشعبنا وتفسيخ وحدة شعبه وتمرير مشاريع إقليمية فوق جماجم أهلنا في القطاع بحجة المقاومة وتفرد جماعة تعجز عن توفير الطحين وحليب الأطفال بقرار الحرب والسلم هذه سذاجة سياسية بأحسن الأحوال.

الكفاح والنضال فعل يفيد شعبنا ونضاله في تثبيت حقوقه لا ضياعها وتشويه نضاله.. ⁠الكفاح هو لتسجيل أهداف في الخصم وإيذاء العدو ومصالحه وليس إيذاء النفس والحديث عن التضحيات و"الخسائر التكتيكية".

⁠الحلول ببساطة تبدأ من إنهاء حماس لحالة الانقلاب فلا يوجد أي علاقة بين المقاومة والحكم ومن هنا تعاد لحمة الجغرافيا السياسية ووحدة المؤسسات الشرعية لبلورة برنامج وطني ينتهج وسائله النضالية لخدمة أهدافه السياسية الكبرى عبر تحقيق الاستقلال وحق تقرير المصير وذلك لا يكون إلا من قلب الوطن كون أهل مكة أدرى بشعابها وليس من طهران أو أي عاصمة أخرى.

و⁠بالمناسبة وقعت حماس في اجتماع الأمناء العامين لكل الفصائل في 2020 استراتيجية نضالية، مثل وفد حماس يحيى السنوار، وورد فيها حرفيا: حقنا في كل أنواع المقاومة المشروعة إلا أن الأنسب مرحليا هي المقاومة الشعبية التي يكون فيها للجماهير دور طليعي على نموذج الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة التي ستحيد بالضرورة ترسانة إسرائيل التي رأينا مفاعيلها في تحويل قطاع غزة إلى كومة ركام.

- وصفت قيادات في حماس ما حدث في غزة بـ "الخسائر التكتيكية"، وبعض أبنائها قتلوا فيها رغم أنك تقول إنهم لا يعلمون شيئا عن معاناة الغزيين؟

للأسف إن الفشل الأكبر ليس في 7 أكتوبر بل سلوك وعقلية وعلاج حركة حماس لمسؤولياتها وتبعات أفعالها خلال الحرب وتصريح خالد مشعل الذي قضى عمره في الخارج وهو يسترخص دماء أهل القطاع. 

من الطبيعي أن يكون بعض القادة وأطفالهم وصناع القرار في الصف الأول يواجهوا نفس مصير 2 مليون نسمة الذين قررت حماس أن يكونوا رصيدها الأول في المعركة وهؤلاء من يجب التركيز عليهم.

وإذا كان هناك اثنان أو ثلاث استشهدوا في غزة من القيادات، فهناك العشرات ممن غادروها هم وعائلاتهم وأبناؤهم ما قبل الحرب، غازي حمد وخليل الحية وطاهر النونو وفتحي حماد وسامي أبو زهري وغيرهم، وللحقيقة أكثر، أن الإشكالية بالنسبة لي لا تتعلق فقط بمكان تواجدهم، بل تتعلق بالدرجة الأولى بعبثية قراراتهم، هم يستطيعون أن يقرروا مصير أنفسهم وعائلاتهم، لكن ليس لديهم الحق أن يقرروا مصير شعبنا بهذه السذاجة.

- ما مصير المقاومة في قطاع غزة بعد هذه الحرب التي قادتها حماس؟ 

المقاومة في فلسطين متجذرة بدأت قبل 100 عام منذ مطلع القرن العشرين قبل حماس وقبل الفصائل ولا خوف على نضال شعبنا وإرادته في الحرية لكن الأولوية الآن تصب في ترميم جراح أهل القطاع وتثبيت عوامل صمودهم في أرضهم بعزة وكرامة، هذا لا بد أن يكون أولى الأولويات. 

ولكن بالسياق الذي رسمته حركة حماس، سياق الأدوات التي اتخذتها، أنا أعتقد أنه سيتعطل إلى 50 عاما قادما، بفعل تغير الأولويات التي أنتجتها حرب الإبادة على قطاع غزة.

أخبار ذات علاقة

رئيس هيئة شؤون الأسرى لـ"إرم نيوز": متخوفون من ضم الضفة الغربية في عهد ترامب

 - قلت سابقا "لن أتفاجأ إذا ما ثبت أن ما حدث في السابع من أكتوبر تم التخطيط له في تل أبيب"، ماذا تقصد بذلك؟

المقصد هنا، أنه عبارة عن نقد لاذع للتعبير عن حجم المصالح التي استطاعت إسرائيل تحقيقها ما بعد 7 أكتوبر، فهذه العملية مهدت بشكل كامل لتدمير قطاع غزة بأكمله وتحويله إلى بيئة طاردة للسكان، وتقويض حزب الله في لبنان، واحتلال أجزاء من الجنوب السوري وإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط وفق ما يتناسب مع مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي.

كل هذه المسائل بمجملها لم تكن إسرائيل حتى في أحلامها تتخيل أن بإمكانها تحقيقها بهذه السرعة وبهذه الدقة.

- ما مستقبل حركة حماس في قطاع غزة؟ 

أنا أجزم أن لا مستقبل لها، لكن ليس المهم مستقبل حركة حماس، المهم مستقبل شعبنا الفلسطيني ووحدته التي يفترض أن حماس خرجت من رحمه لتأمين مصالحه القومية والسياسية ومصير الحركة سيحدده القضاء الفلسطيني وصندوق الاقتراع الذي تعرف حماس تماما نتائجه لذا تهربت على مدى أعوام من أي استحقاق انتخابي.

أهل القطاع أخي الكريم أكرم الناس عطاءً وشجاعة لكنهم ساموا العبث في حياتهم مقابل مصالح حزبية وإقليمية بينما كانوا في الطليعة دوما لتأمين مصالح شعبنا السياسية وصوت أهلنا في القطاع سيصب في من يؤمن له حياة كريمة وحالة نضالية حقيقية تصل بنا إلى بر الأمان عبر الاستقلال وليس إلى الخيام في رفح أو سيناء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات