الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر
أقرت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، كامالا هاريس، بعد أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية في غزة، بوجود "إبادة جماعية" للفلسطينيين.
ما قالته هاريس، لم يُعرف إن كان زلة لسان، أو تأكيدًا لحقيقة واضحة وضوح الشمس، حاولت الإدارة الأمريكية، التي تضم نائبة الرئيس هاريس، تجاهلها طوال أشهر الحرب الطويلة.
وأشعل اعتراف هاريس جدلًا وردود أفعال واسعة، سواء من قبل الإسرائيليين أنفسهم، أو من خلال مؤيديهم في الولايات المتحدة، التي تقف على أعتاب انتخابات رئاسية حاسمة، بطليها نائبة الرئيس الحالي، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وأكدت السيدة التي قد تصبح خلال أيام قليلة رئيسة أقوى دولة في العالم، في فعالية انتخابية بجامعة ويسكونسن، يوم السبت الماضي: "حقيقة الإبادة في غزة"، وذلك في معرض ردها على سؤال محتج حول هذه القضية الأهم في الحرب على القطاع.
وعلقت هاريس قائلة: "ما يتحدث عنه حقيقي.. هذا ليس الموضوع الذي جئت لمناقشته اليوم، لكنه حقيقي"، مضيفة أنها تحترم صوته، قبل أن تعود إلى تصريحاتها المعدة مسبقًا.
و اعتبرت هاريس أن مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، قبل أيام، فرصة لوقف الحرب في غزة، مشيرة إلى أن "العقبة" أمام وقف إطلاق النار قد ذهبت.
وأضافت في تصريحات تلفزيونية: "أستمع إلى عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين قُتلوا في غزة، إنه أمر غير مقبول حقًّا، وعلينا أن نكون صادقين بشأن ذلك".
ويرى خبراء أن هذه التصريحات تأتي في اللحظات الأخيرة للانتخابات الرئاسية، وهي مرحلة حاسمة، يكثف فيها المرشحان اللعب على القضايا الرئيسية لجلب أكثر عدد من أصوات الناخبين.
وبحسبهم، فإن تصريحات هاريس الأخيرة حول الحرب في غزة، تأتي في هذا الإطار، إذ إنه ليس بالضرورة أن تعبر عن حقيقة ما في داخلها، إلى جانب أنه كلام لا يعوَّل عليه.
الخبير السياسي والإستراتيجي الأردني، عامر السبايلة، يرى أن تصريحات كامالا هاريس "لا تسمن ولا تغني من جوع"، سواء أقرت بوجود "إبادة" أم لا.
ويقول السبايلة، لـ "إرم نيوز"، إن تصريحات هاريس تعتمد على المكان الانتخابي الذي تتواجد فيه، لكسب أصوات الناخبين هناك.
ويشير إلى أن "السياسة الأمريكية لا يحددها اليوم ما صرحت به هاريس من عدمه".
ويردف: "قضية الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل واستمرار الحرب في غزة، كله خارج موضوع الحسابات السياسية، ليس لهاريس فقط، بل لمنافسها دونالد ترامب".
من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، الدكتور محمد المصالحة، أن موقف هاريس من الحرب على غزة يبقى "باطنيًّا"، ولا يعبر عن موقفها الحقيقي الذي سيظهر في حال فوزها بالانتخابات، وينطبق الحال على المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ويشير المصالحة، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إلى أن أي مرشح للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يقدم أجمل تصريحاته كمن يعرض الأزياء في بوتيك بأجمل صورة لجلب أكبر عدد من الزبائن.
ويعتقد أن الأقليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، تحكم خياراتها بناء على مواقف المرشحين من قضايا بلدانهم الأصلية، وبالتحديد ما يجري في غزة ولبنان يؤثر بشكل كبير على خيارات تلك الأقليات التصويتية.
ويوضح أن المرشحين تارة يقولون للصوت اليهودي ما يعجبه، وللصوت الآخر ما يعجبه، بناء على الحالة المكانية، رغم تأثير الصوت اليهودي في فوز أي من المرشحين من عدمه، مقارنة بأصوات الآخرين.
ووفق المصالحة، فإنه في اللحظات الأخيرة من الانتخابات، ستثير تصريحات المرشحينِ الديمقراطي والجمهوري كثيرًا من الجدل والتبدل والتأرجح، والموقف الحقيقي سيظهر بعد النتائج.