أوكرانيا: 7 قتلى بقصف روسي على دنيبروبتروفسك
عصام العبيدي
تحتدم الخلافات بين الأحزاب الكردية، في إقليم كردستان العراق، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، في وقت أجرى رئيس الوزراء في الحكومة الاتحادية محمد شياع السوداني وساطة لرأب الصدع.
وتنافس في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، ألف و191 مرشحا بينهم 368 امرأة، لدخول البرلمان المكون من 100 مقعد.
وحصل الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني على 39 مقعداً، وذهبت 23 لغريمه التقليدي الاتحاد الوطني، فيما حلت حركة الجيل الجديد في المرتبة الثالثة بـ 15 مقعداً.
وحصلت حركة الجيل الجديد على 15 مقعدا، والاتحاد الإسلامي على 7 مقاعد، وجماعة العدل الإسلامي على 3 مقاعد، ومكونات كردستان على 5 مقاعد، وجبهة الشعب على مقعدين، والموقف على 4 مقاعد، وحركة التغيير على مقعد واحد، والتحالف الكردستاني على مقعد واحد أيضا.
ويسعى الاتحاد الوطني برئاسة بافل طالباني، للحصول على أحد المناصب الرئيسية في الإقليم، مثل رئاسة الوزراء أو رئيس الإقليم، في وقت يطالب الحزب الديمقراطي بأن تسري قرارات الحكومة الجديدة أياً كانت على جميع مناطق الإقليم، وتوحيد قوات البيشمركة.
وقال رئيس برلمان الإقليم السابق يوسف محمد، إن "تشكيل حكومة إقليم كردستان سيكون صعبا؛ بسبب عدم حصول أي حزب على الأغلبية المطلقة، ورفض بعض الأحزاب المعارضة الصغيرة الدخول إلى البرلمان، والمشاركة في الحكومة، حيث تفضل البقاء معارضة فقط".
وأوضح يوسف محمد، لـ"إرم نيوز"، أن "قرب الانتخابات الخاصة بالبرلمان الاتحادي (العام المقبل) ستدفع الحزبين إلى التصلب في موقفهما، لتجنب خسارة جمهورهما، ما يعني صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن المناصب العليا، التي ربما تتأخر لما بعد الانتخابات النيابية في البرلمان الاتحادي".
وبنجاح الأحزاب المعارضة من حيازة ثلث أصوات البرلمان الكردي، فإن مشهداً جديداً سيتشكل في الإقليم -وفق مراقبين– بعيداً عن السيطرة التقليدية للحزبين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني).
وبرغم امتلاك كتلة الديمقراطي أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لكن في المقابل فإن الاتحاد الوطني بإمكانه من خلال مقاعده الـ 23 مع مقعدين للأقليات المتحالفين معه، أن يلجأ إلى الربع المعطل لكي يفرض شروطه.
وفي مسعى لحلحلة الخلافات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق بشأن توزيع المناصب، أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، جولة في الإقليم، زار خلالها قادة الأحزاب ودعا إلى الإسراع بتشكيل الحكومة.
وأكد المكتب الإعلامي للسوداني، أن الأخير بحث مع حكومة إقليم كردستان الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، فضلاً عن السبل الكفيلة بتشكيل حكومة إقليم كردستان المقبلة.
ونقل بيان عن السوداني تأكيده أهمية تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، بما يعزز مستويات التعاون الحالي بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية.
ويرى الباحث في الشأن السياسي، كاظم ياور، أن "وساطة السوداني، جاءت لإدارك الجميع بأن الخلافات الكردية تنعكس على الوضع السياسي في البلاد بمجمله، حيث تحتاج حكومة بغداد، أن تكون حكومة أربيل منتخبة وتمارس أعمالها بشكل سليم، للتفاهم معها، وتسيير الأعمال".
وأضاف ياور، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك حاجة ملحة لإنهاء خلافات كردستان، والإسراع بتشكيل الحكومة؛ نظراً للمتغيرات المتسارعة في المنطقة، كما أن العراق مقبل على انتخابات نيابية، وبالتالي فهو يحتاج إلى جهوزية الإقليم في تنفيذ هذا الاستحقاق".
وتحذر أوساط سياسية عراقية، من دخول أحزاب كردستان في "نوبة" خلافات، قد تقلب الأمور رأسا على عقب، في ظل الحاجة الملحة لوجود حكومة كاملة الصلاحيات، وما يجعل هذا السيناريو قريبا للواقع، هو امتلاك الاتحاد الوطني ورقة "الثلث المعطل"، التي تمكنه من تعطيل أية محاولة لتشكيل الحكومة دون موافقته.
ويعيد الوضع للأذهان سيناريو الانتخابات الاتحادية عام 2021، عندما استخدم الإطار التنسيقي "الثلث المعطل" لتعطيل جلسات البرلمان؛ مما يعني أن المفاوضات قد تكون شاقة وطويلة مع رفض القوى المعارضة الانضمام إلى حكومة يهيمن عليها الحزبان.
