الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء مناطق في جباليا
تلقّى تنظيم داعش ضربة قوية بعد مقتل عبد الله مكي مصلح الرفاعي المعروف باسم أبو خديجة الرجل الثاني في التنظيم والمسؤول عن العمليات الخارجية، مما يثير تساؤلات حول قدرته على تجاوز هذا الفراغ القيادي ومدى استمرار تهديده للدول التي ينشط فيها.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن قواتها نفذت بالتعاون مع الاستخبارات العراقية غارة جوية دقيقة في محافظة الأنبار في 13 مارس أدت إلى مقتل أبو خديجة وعنصر آخر من التنظيم.
وكان أبو خديجة يشغل منصب رئيس العمليات العالمية وأمير اللجنة المفوضة وهي الهيئة المسؤولة عن صنع القرار داخل داعش، كما كان يشرف على تمويل التنظيم وخططه اللوجستية.
وعلى الرغم من الضغوط الأمنية نفذ "داعش" خلال الأشهر الماضية عدة هجمات في مناطق مختلفة حول العالم، من أبرزها:
في الولايات المتحدة نفّذ جندي سابق هجوم دهس خلال احتفالات رأس السنة في نيو أورلينز ما أدى إلى مقتل 14 شخصا.
وفي روسيا نفذ انتحاري هجوما في قاعة حفلات موسيقية في موسكو ما أدى إلى مقتل 140 شخصا وإصابة أكثر من 360 آخرين.
وفي إفريقيا هاجمت جماعة متحالفة مع داعش قاعدة عسكرية في الصومال ما أسفر عن مقتل 22 جنديا كما شهدت الكونغو الديمقراطية هجوما أدى إلى مقتل 15 مدنيا.
وفي العراق استهدف هجوم في محافظة كركوك قوة عسكرية ما أدى إلى مقتل 4 جنود.
وكان أبو خديجة مسؤولا عن العمليات الخارجية لداعش ما يجعل ارتباطه بهذه الهجمات أمرا محتملا سواء عبر التخطيط أو تقديم الدعم اللوجستي.
ويرى الباحث في الشؤون الأمنية عبد الغني الغضبان أن داعش لم يعد يعتمد على قيادة مركزية واضحة وإنما يعمل عبر مجموعات متناثرة تعتمد على خطط فردية دون الحاجة إلى تلقي أوامر مباشرة من قيادة موحدة.
وقال الغضبان إن مقتل أبو خديجة يشكل ضربة معنوية للتنظيم لكنه لن يوقف عملياته لأن عناصره تعتمد على مجاميع صغيرة تعمل في مناطق مختلفة مثل الصحاري والوديان والجبال دون استراتيجية موحدة.
ووُلد أبو خديجة عام 1991 وانضم إلى التنظيم منذ سنوات مراهقته، ألقت القوات العراقية القبض عليه في وقت لاحق وأودعته في سجن تسفيرات الرصافة لكنه تمكن من الفرار وعاد لنشاطه في التنظيم.
وتولى عدة مناصب منها أمير الشرطة العسكرية في فرقة القادسية ونائب والي ديالى ثم أصبح واليا للمحافظة بعد مقتل سلفه أمير مكتب ولاية بلاد الرافدين الذي يتخذ من العراق مقرا له.
في شهر يونيو 2023 أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية اسمه على قائمتها الخاصة بالإرهابيين بسبب دوره في التخطيط لهجمات تهدد الأمن الدولي.
ويرى الباحث الاستراتيجي رياض الجبوري أن مقتل أبو خديجة شكل ضربة قوية لداعش خاصة أنه كان من العناصر المؤهلة لقيادة التنظيم في المستقبل.
وأضاف الجبوري لـ"إرم نيوز"، أن متابعة تحركاته استمرت لسنوات وخضع لاستهدافات عدة دون نجاح لكن العملية الأخيرة تمت عبر تنسيق بين عدة أجهزة أمنية ما أدى إلى تحديد موقعه بدقة وتنفيذ الغارة ضده.
وأكد الجبوري أن مقتل الرفاعي سيؤثر على قدرة داعش في التخطيط والتمويل وقد يؤدي إلى إضعاف التنظيم على المدى القريب خاصة مع تصاعد الضغوط الأمنية على عناصره النشطة.