روبيو: التوصل لاتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا "سيستغرق وقتا"
رجحت مصادر سياسية سورية ذات صلة بملف الحدود مع لبنان، وما شهده من انفجارات مسلحة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أن يكون لميليشيا حزب الله دور في محاولة "توريط" النظام اللبناني الجديد بمواجهات مسلحة مع قوات النظام السوري الجديد.
وبعد الاشتباكات الدامية عبر الحدود السورية اللبنانية، التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، تم الاتفاق بين وزيري الدفاع في البلدين على وقف إطلاق النار، لكن الاتفاق لم يصمد سوى ساعات، بعد قيام ميليشيا حزب الله المتمركزة في بلدة القصر اللبنانية بإطلاق قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة باتجاه منازل الأهالي في قريتي زيتا والمصرية غربي حمص السورية.
وتؤكد المصادر، لـ"إرم نيوز"، أنه في كلّ من الاشتباكات التي تتفاوت حيثيات انفلاتها، كانت الاتهامات تتوجه نحو حزب الله بـ"افتعال الصدام"، مباشرة أو من خلال العشائر التي تدين للميليشيا بالولاء الطائفي، وتتوزع على طرفي الحدود المتداخلة غير المُرسمة، والتي ينشط فيها التهريب.
وفي كل مرة كان حزب الله ينفي مسؤوليته.
وترصد المصادر السياسية القواسم المشتركة بين جولات الاشتباك العابر للحدود، التي تتفاوت وتتضارب البيانات الرسمية بشأنها، ثلاث ملاحظات اعتبرتها ذات دلالات راجحة، موضحة أن الملاحظة الأولى تتمثل في أن النظامين في دمشق وبيروت يتماثلان في أن لا مصلحة لهما في الانشغال باشتباكات مسلحة متبادلة، فكلاهما جديد مثقل بالأجندات والتحديات الداخلية التي تستهلكهما، وتحظى بالأولوية، ولا تترك لهما مصلحة في الاشتباك العسكري مع الجوار اللصيق.
أما الملاحظة الثانية، فتتمثل في أن حزب الله الذي فقد ورقته في سوريا الجديدة، يعيش الآن تحت ضغط استحقاق نزع ما تبقى من سلاحه تنفيذًا لاتفاق وقف النار في حربه مع إسرائيل.
في حين تتمثل الملاحظة الثالثة بأن حزب الله يمتلك نفوذًا طائفيًا على العشائر المسلحة المنتشرة على الحدود غير المرسمة، التي امتهنت طوال العقود القليلة الماضية تجارة وتهريب السلاح والمخدرات، التي توثق أجهزة المخابرات والمنظمات الدولية أنها تجارة ترعاها الميليشيات الطائفية الموالية لإيران كمصدر دخل رئيسي على امتداد ما كان يسمى "الهلال الشيعي".
وينطلق المحلل السياسي المتخصص بتاريخ الميليشيات المسلحة، لطيف أبو السبع، في رصده للاشتباكات التي حصلت عبر الحدود السورية اللبنانية خلال الأشهر القليلة الماضية، من قراءة البيانات الرسمية التي اتسمت بالتفاوت الكبير في تشخيص ما حصل، وفي الطرف الذي يتحمل المسؤولية.
ففي اشتباكات الأسبوع الجاري، كانت نقطة التفجير مقتل 3 جنود من الجيش السوري في قرية القصر اللبنانية، يوم الأحد الماضي، إثر دخولهم إلى لبنان.
وتقول الرواية السورية الرسمية إن عناصر من "حزب الله" دخلوا إلى ريف القصير في ريف حمص الغربي، على الجانب الآخر من الحدود مع لبنان، من جهة الهرمل، وخطفوا الجنود الثلاثة ثم اقتادوهم إلى داخل الحدود اللبنانية وقتلوهم.
أما الرواية اللبنانية الرسمية، فقد أفادت بأن القتلى الثلاثة هم مهربون سوريون.
وفي المقابل، نفى حزب الله علاقته بتلك الأحداث على الحدود اللبنانية السورية.
ويخلص أبو السبع، في حديثه لـ"ارم نيوز"، إلى القناعة بأن حزب الله يمتلك في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا بيئة عمل يمكنه توظيفها لتنفيذ ما يشاء، حتى بدون أن يستخدم عناصره الرسمية.
ويقرأ في البيانات الرسمية للطرفين اللبناني والسوري ما يشي بأن كليهما وصلا هذه المرة إلى قناعة بمسؤولية حزب الله عن إشعال فتيل الاشتباك وتأجيجه دون مشاركة مباشرة من طرف كوادر الحزب.
وأظهرت البيانات التي صدرت بهذا الخصوص، أن الطرفين السوري واللبناني توافقا على وقف إطلاق النار مصحوبًا باستمرار التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية، للحيلولة دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين، ما يعني أن كليهما في بيروت ودمشق توصلا إلى القناعة بوجود طرف ثالث له مصلحة في تشبيك وبناء أزمات حدودية متعاقبة، وهي أزمات لا مصلحة لأي من الدولتين فيها، وفق تأكيد أبو السبع.
من جانبه، يصف المحلل السياسي، يوسف نصار، منطقة الحدود اللبنانية السورية بأنها "مسرح مثالي لتصنيع الأزمات المسلحة القابلة للتوظيف".
وأشار نصار، لـ"إرم نيوز"، إلى أن تلك المنطقة تكاد تكون تحت السلطة الاجتماعية الكاملة لحزب الله، الذي بإمكانه توجيهها دون أن تحسب عليه المسؤولية المباشرة.
ويستذكر نصار أن العشائر اللبنانية التي تعيش في مناطق الأطراف المتاخمة للحدود، ظلت تعاني الإهمال الرسمي منذ إعلان استقلال لبنان عام 1948.
وبين أن تلك العشائر اللبنانية على امتداد وقرابة مع عشائر سورية على الطرف الآخر من الحدود، ونتيجة هذا التداخل وعدم ضبط الأمن والإهمال الخدماتي، اضطر الكثيرون للجوء إلى التهريب.
وقال نصار إن النظام السوري السابق كان يسهل تمرير السلاح والمخدرات من وإلى لبنان عبر تلك العصابات، وهي ورقة استثمرها حزب الله معززًا بولاء طائفي.