وزارة الصحة التابعة لحماس: ألف قتيل منذ استأنفت إسرائيل هجماتها قبل أسبوعين
أشار تحقيق نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، إلى أن نظام عائلة الأسد تحول تصنيع الكبتاغون وتجارته إلى عملية صناعية كاملة، تتم عبر شبكة معقدة تضم المصنعين والمهربين والوسطاء، تعمل تحت إشراف مباشر من الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وأكد التقرير أنه منذ عام 2018، أصبح الكبتاغون واحداً من الأنشطة الرئيسية للنظام، لتحقيق إيرادات من العملات الصعبة تعوّض خساراته المالية الهائلة بسبب الحرب، وتغطي جزءاً مهماً من تكاليف جهوده الحربية.
وأوضح التقرير، أن سوريا تحولت إلى المنتج الأول للمخدرات على مستوى العالم، حيث غزت حبوب الكبتاغون عدة مناطق، بعد تهريبها إلى العراق والأردن ولبنان.
وانطلاقاً من الشرق الأوسط، وصلت حبوب الكبتاغون السورية إلى مناطق أبعد، مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا، ما فتح "أسواقاً" جديدة ورفع مداخيل خزينة نظام الأسد.
وبحسب الدراسات، قدرت أرباح تجارة الكبتاغون بمليارات الدولارات، إذ تشير تقديرات مشروع تتبع تجارة الكبتاغون بمعهد "نيو لاينز" في نيويورك، إلى أن دمشق كانت تحقق أكثر من 2.4 مليار دولار سنوياً من هذه التجارة.
ويُعد هذا الرقم مرتفعاً للغاية، إذا ما قورن بإجمالي حجم تجارة الكبتاغون في العالم، الذي يقدر بنحو 10 مليارات دولار.
دبلوماسية الكبتاغون
وأكدت مديرة مشروع تتبع الكبتاغون، كارولاين روز، أنها لم تتفاجأ من العدد الكبير من منشآت ومخابر تصنيع الكبتاغون التي ظهرت بعد سقوط نظام الأسد، مشيرة إلى أن الخبراء يقدرون أن عددها قد يبلغ المئات.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الأرباح الضخمة التي شكلت طوق نجاة مالي للنظام، فإن تجارة الكبتاغون لعبت دوراً "دبلوماسياً" أيضاً، إذ سعى نظام الأسد إلى كسر العزلة الدولية التي فرضت عليه عبر استخدام المخدرات كأداة للضغط السياسي.
وأوضحت روز، أنه على رأس ذلك، استخدم النظام هذه التجارة لإغراق دول الجوار بملايين الحبوب المخدرة، مما أدى إلى ضغوط سياسية واجتماعية، وكان الهدف من ذلك إعادة فتح قنوات الاتصال مع تلك الدول.
وأكد التقرير أن "دبلوماسية الكبتاغون" نجحت في تحقيق أهدافها، حيث عادت الجامعة العربية في مايو/أيار 2023، للاعتراف بنظام الأسد وشارك ممثله في الاجتماعات.
أطراف أخرى
وبيّن التقرير، أن المشهد المعقد للثورة السورية وخريطة السيطرة المتغيرة، يجعل من مكافحة تجارة الكبتاغون أمراً بالغ الصعوبة. حيث تورطت حتى بعض الفصائل المسلحة غير الموالية للنظام في أنشطة تصنيع وتهريب تلك الحبوب المخدرة.
وختم التقرير بقوله "في هذا السياق، تبرز ضرورة تدمير مصانع الكبتاغون، كخطوة أولى نحو القضاء على تلك التجارة، مع توفير بدائل اقتصادية فعالة للسكان، وتنمية القطاع العام من خلال قوانين وتشريعات جديدة، ورؤية سياسية واضحة لتأمين مستقبل سوريا ودورها في المنطقة".