إعلام سعودي: السحب الكثيفة تعيق عملية تحري هلال شوال
تحول حلم عودة مئات آلاف النازحين من وسط وجنوب قطاع غزة إلى مدينة غزة وشمالها، إلى كابوس بعد أن أجلّت إسرائيل السماح لهم بالعودة، عقب خلاف طرأ خلال تنفيذ الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
وأفرجت حماس، السبت، عن 4 مجندات إسرائيليات مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني، وكان من المقرر أن تسمح إسرائيل بعودة النازحين لشمال القطاع عقب الإفراج عن المجندات.
لكن إسرائيل أعلنت انها لن تسمح للنازحين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، بعد اتهامها لحماس بالتراجع عن التزاماتها وعدم الإفراج عن الرهينة أربيل يهود، التي كانت تطالب تل أبيب بأن تكون ممن سيتم الإفراج عنهن السبت.
وعلى الطريق الساحلي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وعند أقرب نقطة من حاجز "نتساريم" العسكري الإسرائيلي الذي يقسم القطاع، افترشت عائلات فلسطينية الأرض بانتظار السماح لهم بالعودة مشيًا على الأقدام لشمال غزة.
وتقول السيدة منار الرزاينة، إنها "كانت تنتظر بفارغ الصبر عبور حاجز نتساريم وصولاً لمخيم جباليا الذي نزحت منه، وانتهاء معاناة النزوح التي بدأت قبل نحو 14 شهرًا".
وأضافت لـ"إرم نيوز": "فككنا خيامنا ووصلنا لهذه المنطقة المتقدمة عند أقرب نقطة من نتساريم، حتى نكون من أوائل من سيسمح لهم بالعودة لشمال قطاع غزة، لكن يبدو حتى اللحظة أن هذا لن يحدث".
وفي ظل أجواء البرد الشديد، لجأت بعض العائلات إلى إشعال ما توفر لديهم من أخشاب وحطب لتدفئة أطفالهم، خاصة أن المنطقة التي يجلسون فيها قرب شاطئ البحر، ما يزيد من برودة الطقس.
وحاولت بعض العائلات استخدام المتاع القليل الذي استطاعت حمله للحصول على قليل من الدفء، ولكي يحظو بفرصة النوم لساعات قليلة، على أمل أن تحدث انفراجة تفضي للسماح لهم بالعودة لمنازلهم.
وبالنسبة لمحمد شومر، فإن هذه من أسوأ الليالي التي عاشها خلال نزوحه الطويل بعد أيام من اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل، عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وقال لـ"إرم نيوز": "فضلنا أن نسلك طريقًا للسير على الأقدام وصولاً لشمال قطاع غزة لأننا ظننا أن ذلك سيكون أسرع في الوصول، وأقل تكلفة من التنقل عبر المركبات، لكن وجدنا معاناة جديدة بانتظارنا".
وأضاف "لا نريد سوى العودة لمناطق شمال قطاع غزة، رغم علمنا بأن منزلنا مدمر، لكننا نريد أن ننتهي من معاناة النزوح بعيدًا عن منطقتنا، حتى لو كنا سنعيش في خيمة من جديد هناك".
ولفت إلى أن إسرائيل تريد المزيد من معاقبة وإذلال الفلسطينيين من خلال هذه التصرفات، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار تجاه من حاول التقدم باتجاه الطريق المؤدي لمدينة غزة.
ومساء السبت، قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيًا وأصاب 5 آخرين بعد إطلاق النار عليهم، بدعوى اقترابهم من حاجز نتساريم الذي يتواجد فيه الجيش الإسرائيلي.
وسيسلك النازحون مسارين للعودة، أحدهما عبر الطريق الساحلي مشيًا على الأقدام، في حين سيسلك النازحون العائدون عبر مركباتهم من خلال شارع صلاح الدين، بعد أن تخضع مركباتهم للفحص والتفتيش من قبل شركات متخصصة بإشراف إسرائيلي.