الصين وكوريا الجنوبية واليابان تتفق على تعزيز التجارة الحرة

logo
العالم العربي

"صراع ناعم".. كيف يتعاظم الوجود التركي والإسرائيلي في سوريا؟

"صراع ناعم".. كيف يتعاظم الوجود التركي والإسرائيلي في سوريا؟
آلية عسكرية إسرائيلية في الجولانالمصدر: رويترز
29 ديسمبر 2024، 7:08 ص

وصف خبراء في العلاقات الدولية، الوجود التركي والإسرائيلي في سوريا، بـ"الصراع الناعم" الذي يتعاظم، مشيرين إلى أنه قائم على تبادل المصالح وإبرام الصفقات التي تجرى على مكاسب داخل سوريا، عبر وسطاء ووكلاء يعملون للجانبين، سواء أنقرة أو تل أبيب اللتان تتحكمان حاليًّا في مناطق جغرافية واسعة في البلد الذي يشهد مرحلة انتقالية.

وأوضحوا لـ"إرم نيوز"، أن استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد السلطة في الولايات المتحدة قريبًا، سيحمل خريطة تنافس جديدة على "الكعكة" السورية، تعيد ترتيب خريطة الاستحواذ على المكاسب، سواء لإسرائيل أو تركيا، ومصالح واشنطن في الأساس.

وفي وقت سابق، كشفت القناة الـ 12 الإسرائيلية مؤخرًا، أن المسؤولين الأتراك نقلوا رسائل إلى إسرائيل، طالبين فيها إنشاء آلية تنسيق مع الجيش الإسرائيلي في سوريا، على غرار الآلية التي كانت بين الروس وإسرائيل.

 

"صراع ناعم"

أستاذ العلاقات الدولية الدكتور عبد المسيح الشامي، يقول إن هناك تنسيقًا إقليميًّا بين إسرائيل وتركيا، قائمًا على توافق بينهما في الساحة السورية، كان أساسه إسقاط نظام الأسد وإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا؛ ما يخدم أهداف التوسع الإسرائيلي، ويسهم في تقوية وجود تركيا الإقليمي، والذي هدده نفوذ إيران.

وأضاف الشامي، لـ"إرم نيوز"، أنه ليس هناك صدام حقيقي في سوريا بين إسرائيل وتركيا، ولكنه عبارة عن "صراع ناعم" على تبادل المصالح وصفقات تتم على مكاسب بالداخل السوري من خلال وسطاء ووكلاء يعملون للجانبين.

وأكد الشامي أن الصراع الناعم يتعاظم على عدة مصالح تخدم أهدافًا إستراتيجية ومساعي اقتصادية ومخططات توسعية. وقائمة الصفقات تزداد وتتجدد مع المتغيرات التي تشهدها الساحة السورية.

وتابع أنه لا يوجد خلاف حقيقي بين أنقرة وتل أبيب في الداخل السوري حاليًّا؛ لأن ما يحدث منسق ومتفق عليه من البداية، والصراع الناعم يتعلق بمستجدات عمل الوكلاء لصالح الجانبين، ولكن هذا الصراع من الممكن أن يتحول إلى صدام في حال امتداد مواجهات المصالح بينهما إلى احتلال واقتطاع أجزاء من الأراضي السورية.

"تقاسم مصالح"

فيما ترى الباحثة في العلاقات الدولية رضوى سلامة، أنه رغم أن هناك تنسيقًا بين أنقرة وتل أبيب، فإن الصراع قائم على مناحي عدة ستكون لها خريطة تعامل جديدة على "الكعكة" السورية، مع استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد السلطة، وإعادة ترتيب خريطة الاستحواذ على المكاسب بالحفاظ في المقام الأول على مصالح واشنطن الاقتصادية في شمال شرق سوريا من آبار النفط والغاز، ومقتضيات الأمن الإسرائيلي، إلى جانب مكاسب اقتصادية أخرى، فضلًا عن إرضاء تركيا ببعض الحوافز.

أخبار ذات علاقة

إدارة بايدن تسعى للاعتراف بالحكومة الجديدة في سوريا قبل تنصيب ترامب

وأكدت سلامة في حديث لـ"إرم نيوز"، أن من أشكال تحول سوريا لساحة صراع قائم على تقاسم مصالح بين أنقرة وتل أبيب، ما تعمل عليه إسرائيل من جهة من التواصل مع الأكراد لدعم مصالحها وقطع الطريق على أي وجود إيراني؛ انطلاقًا من شمال شرق سوريا، في حين أن المكون الكردي يعد العدو الأساس لتركيا وتعمل على القضاء عليه، ولا سيما لإنهاء هذا التهديد وفرض سيطرتها باستقطاع أجزاء في هذه المنطقة والحصول على جانب من مخزونات الغاز والنفط هناك.

وأردفت أن من مصالح إسرائيل أيضًا، تأمين المياه العذبة في الجنوب والسيطرة عليها واستقطاع 500 كم جغرافيًّا جديدة بجانب الجولان، وهو ما يتم العمل عليه بشكل نشط من تل أبيب في الوقت الحالي.

أخبار ذات علاقة

خاص- كأنه "احتلال دائم".. الجنوب السوري تحت سيطرة إسرائيل

ولفتت إلى أن من أبرز مصالح تركيا، إنهاء الوجود الكردي من حيث الشق العسكري في شمال شرق سوريا، ليس لاعتبار ذلك تهديدًا لحدود تركيا فقط ، ولكن للحصول على حصة من آبار البترول ما بين دور الزور والحسكة والقامشلي.

وبحسب "سلامة" فإن هناك مكافأة مهمة تجري وراءها تركيا، بالاستحواذ على حلب والرغبة في استقطاع أراضٍ في هذه الناحية، ولا سيما أن حلب تعد عاصمة سوريا الاقتصادية ومركز الصناعات، والبيئة جاهزة من حيث وجود مدن صناعية ولا يبقى سوى إعادة بعض الترتيبات هناك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات