قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه، تُشكل "ناقوس الموت لحل الدولتين"، ورجحت ألا تتلاشى بالفعل احتمالات إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تمامًا، إذا سيطرت الولايات المتحدة على غزة وهجّرت سكانها، كما يقترح ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدى عقود من الزمن، فضّل الرؤساء المتعاقبون في واشنطن نسخة ما من حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ وما لم يتخيله أحد حتى الآن هو أن الدولة الثانية ستكون أمريكية وليست فلسطينية.
واعتبرت أن خطة ترامب، لم تهز الشرق الأوسط فحسب، ربما تكون قد كتبت أيضًا نعياً للهدف الذي طال انتظاره، والمتمثل في إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في تعايش سلمي.
وقالت الصحيفة إنه رغم وجود رؤية للدولة الفلسطينية تشمل غزة كجزء لا يتجزأ منها، إلى جانب الضفة الغربية، لكن في رؤية ترامب، ستصبح غزة أرضًا أمريكية، وتتحول إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وأنها لن تكون ملكًا للفلسطينيين بعد الآن، وستكون مفتوحة لأي شخص يريد العيش هناك.
وذكرت أن احتمالات قيام دولة فلسطينية تضاءلت بالفعل في السنوات الأخيرة، خاصة بعد هجوم حماس على إسرائيل في الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر لعام 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأدى إلى حرب انتقامية إسرائيلية في غزة أسفرت عن مقتل 47 ألف مقاتل ومدني، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه لم يعد السكان الإسرائيليون أو الفلسطينيون يرون سيناريو الدولتين كخطة قابلة للتطبيق بعد الآن، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
وفي إسرائيل، لا يزال 27% فقط من الناس يؤيدون حل الدولتين، وفق استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" في الصيف الماضي، بينما عارضه 64%، وكان ذلك بمثابة تراجع عن العام 2012، عندما أيدها 61% وعارضها 30% فقط.
وفي المقابل، كان ذلك مطابقًا تقريبًا لآراء الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث أيد 28% فقط ممن أجريت معهم مقابلات، في الصيف الماضي، مثل هذه الخطة، بينما عارضها 64%.
ويمثل ذلك أيضًا انخفاضًا جذريًا في الحماس مقارنة بالعام 2012، عندما أيدها 66% في تلك المناطق مقارنة بـ 32% لم يؤيدوها.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب، هو الآخر، ظل غامضًا بشأن حل الدولتين، هذا الأسبوع، عندما أعلن عن خطته لتولي "الملكية" على غزة في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعندما سُئل ترامب عما إذا كان خطته تُعني أنه لم يعد يدعم حل الدولتين؛ أجاب: "هذا لا يعني شيئا عن حل الدولتين أو الدولة الواحدة أو أي دولة أخرى؛ هذا يعني أننا نريد أن نمنح الناس فرصة في الحياة".
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من تشبث العالم على مدى عقود، بقيادة الولايات المتحدة، بفكرة حل الدولتين كسياسة رسمية؛ ربما فقط لعدم توافر بدائل، لكن العديد حول العالم بدأ يُدرك أن عودة ترامب إلى السلطة تعني أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية أبدًا.
وعلى حين صور الرئيس ترامب نفسه على أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه إحلال السلام في الشرق الأوسط، يبدو أن خطته للسيطرة على غزة دقت مسمارًا جديدًا في نعش حل الدولتين.