إعلام سوري: روسيا تستعد لتسليم خام القطب الشمالي إلى سوريا لأول مرة
انتهى وقف إطلاق النار في غزة، فيما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تحميل حركة حماس مسؤولية استئناف القتال، محذرًا من أنه "ليس إلا البداية"، إلا أن الحقيقة هي أن بذور تجدد العنف تكمن في السياسة الداخلية الإسرائيلية، وفقا لمجلة "ذا كونفرزيشن" الأمريكية.
وتقول المجلة إنه منذ دخول المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني، أشار خبراء السياسة الإسرائيليون إلى مشكلة محتملة لا يمكن حلها، وهي أن تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، التي ستشهد، في حال تنفيذها، انسحابًا كاملاً للقوات العسكرية الإسرائيلية من قطاع غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، أمرٌ غير قابل للتنفيذ بالنسبة للعناصر اليمينية المتطرفة في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي الذي يعتمد عليه نتنياهو في بقائه السياسي.
وأضافت المجلة أن الانسحاب من قطاع غزة يتعارض مع الإيديولوجيات المتطرفة لأعضاء رئيسيين في حكومة نتنياهو، بمن فيهم بعض أعضاء حزبه الليكود، بل إن موقفهم المعلن هو بقاء إسرائيل مسيطرة على القطاع، ودفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين للخروج منه.
ولهذا السبب، هلل كثيرون في حكومة نتنياهو عندما أشار الرئيس دونالد ترامب إلى ضرورة إخلاء غزة من الفلسطينيين لإفساح المجال أمام مشروع إعادة إعمار ضخم تقوده الولايات المتحدة.
وتعتقد المجلة أن الرؤية اليمينية المتطرفة لغزة ما بعد الصراع، التي تتشاركها أجزاء من حكومة نتنياهو، لا تتوافق مع خطة وقف إطلاق النار، ولكن يبدو أنها تتوافق بشكل متزايد مع آراء البعض في الإدارة الأمريكية التي ربما كانت، بصفتها الراعي الفعلي لوقف إطلاق النار، الكيان الوحيد الذي كان بإمكانه إلزام الحكومة الإسرائيلية بشروطها.
وتوفر الحرب أيضًا غطاءً لنتنياهو لتحييد بعض أشد منتقديه. بحسب المجلة التي تضيف أنه في الأشهر التي تلت هجوم 7 أكتوبر، أقال نتنياهو بشكل منهجي أعضاءً معاديين له في القيادة الأمنية والسياسية، متهمًا إياهم بالمسؤولية إما عن هجوم "حماس" وإما عن سوء إدارة الصراع.
ويتزامن انهيار وقف إطلاق النار الواضح الآن مع تزايد الضغوط على نتنياهو من اليمين السياسي في ائتلافه الحاكم.
وبموجب القانون الإسرائيلي، يتعين على الحكومة الموافقة على ميزانيتها السنوية بحلول نهاية مارس، وإلا ستُحل، وهو أمر من شأنه أن يُفضي إلى انتخابات جديدة.
ولضمان التصويت على الميزانية السنوية وتجنب الانتخابات، يحتاج نتنياهو إلى الدعم، وإذا لم يكن هذا الدعم من الأحزاب الحريديمية المتشددة، فعليه دعم أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف.
ويؤيد غالبية الإسرائيليين إنهاء الحرب، واستكمال اتفاق وقف إطلاق النار، واستقالة نتنياهو.
وتستعيد حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة زخمها، كما يتضح من الاحتجاجات واسعة النطاق في المدن الإسرائيلية ضد استئناف القتال في غزة ومحاولة إقالة رئيس جهاز الأمن رونين بار.
ونظرًا إلى أن الشعب والحكومة الإسرائيليين يبدوان كأنهما يتجهان في اتجاهين متعاكسين، فإن استئناف القصف على غزة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الداخلية التي سبقت الحرب، والتي تراوحت حدتها منذ ذلك الحين.
لكن نتنياهو راهن، على ما يبدو، على أن المزيد من الحرب هو أفضل فرصة له للبقاء في السلطة واستكمال خطته لتغيير النظام السياسي في البلاد. تواجه إسرائيل وضعًا غير مسبوق، إذ يمكن القول إن رئيس وزرائها أصبح أكبر تهديد لاستقرار البلاد.