الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر
وليد قاسم
ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تسهم في إنهاء الحرب التي ألحقت دمارًا بمدن وبلدات في لبنان، وأجبرت نصف السكان على النزوح نحو مناطق آمنة.
وأفاد خبراء لـ”إرم نيوز” بأن الوضع اللبناني، رغم أهميته، لن يحظى بحل سريع، نظرًا للعديد من الاعتبارات. فمن جهة، سيتوجب على الرئيس الأمريكي الجديد، سواء كان الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطية كامالا هاريس، معالجة ملفات ضخمة متراكمة. ومن جهة أخرى، فإن تعقيد العلاقة مع إسرائيل وسيطرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مجريات الأمور في المنطقة يجعل من الملف اللبناني أولوية بعيدة المنال.
وقالت الدكتورة زينة محمود، الباحثة في الشأن اللبناني، إن “السياسيين اللبنانيين يتجنبون التصريحات حول الانتخابات الأمريكية ونتائجها، وذلك خشية مهاجمة مرشح قد يكون له الفضل لاحقًا في التأثير على الشأن اللبناني”. وأوضحت محمود أن هذا الحذر نابع من إدراك واسع بأن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب دقيقة، وأن أي جهود أمريكية لإنهاء الحرب في لبنان أو مساعدة في إعادة الإعمار ستكون مرتبطة أولاً بمصالح إسرائيل، خاصة في ظل مواجهة نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة.
وأضافت محمود أن الاعتقاد السائد بتهدئة سريعة بعد الإعلان عن الرئيس الجديد غير واقعي، حيث سيحتاج الرئيس الفائز إلى فترة انتقالية تصل إلى 70 يومًا قبل تولي مهامه رسميًا، وهي المرحلة التي سيظل خلالها الرئيس جو بايدن المسؤول الأول عن السياسة الخارجية.
وتشير محمود إلى أن التعامل الأمريكي مع الملف اللبناني لن يشهد تغييرات جوهرية، إذ يتبع الحزبان الجمهوري والديمقراطي سياسات مشابهة تجاه لبنان، وإن اختلفت بعض التفاصيل.
ويتفق المحلل السياسي عبد النبي بكار على هذا الرأي، مشيرًا إلى أن ملفات متعددة تنتظر الرئيس الأمريكي الجديد، منها العلاقات مع روسيا وأوروبا، والوضع في أوكرانيا، بالإضافة إلى ملفات إقليمية كالعلاقات مع تركيا وسحب القوات الأمريكية من العراق وسوريا، وأيضًا الملف الإيراني بشقيه النووي والعسكري.
أما بخصوص لبنان، فيؤكد بكار أن الرئيس المقبل سيركز على قضايا تتعلق بحزب الله، وتحديدًا سحبه إلى شمال الليطاني، وتقليص قدراته العسكرية والسياسية، إلى جانب ملف الشغور الرئاسي في لبنان، وضبط الوضع الداخلي بما يتوافق مع المسار السياسي الإقليمي.
ويضيف بكار أن معالجة الملف اللبناني ستتم وفق القنوات السابقة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية، إذ ستحافظ هاريس، إذا فازت، على نهج الرئيس السابق باراك أوباما، الداعم للحزب الديمقراطي. أما ترامب، في حال فوزه، فسيتابع علاقاته الوثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حيث يستمر التصعيد في الجنوب اللبناني دون تحقيق تقدم يذكر على الصعيد العسكري.
وبصرف النظر عن الفائز، فإن الرئيس الجديد سيضطر إلى انتظار استكمال خطط نتنياهو في المنطقة، ما يعني أن اللبنانيين قد يحتاجون إلى التحلي بالصبر، بانتظار إشارة خضراء قد تسهم في حل الأزمة المتفاقمة.
ويشير بكار إلى أن الحل القادم لبنانيًّا مرهون بالداخل اللبناني وسرعة تجاوبه مع ما قد تطلبه الإدارة الأمريكية، خاصة من ناحية تنفيذ القرار 1701 وهو ما يقوم به سياسيو لبنان بالترويج له كنوع من الرسائل إلى الرئيس الأمريكي المقبل الذي سيكون إيجابيا من جهة تنفيذ هذه القرار الدولي.
ولفت إلى أن مسألة تسليح الجيش اللبناني تحتاج لوقت قبل نشره على الحدود الجنوبية إذ إن الأمر لا يتعلق فقط بالتسليح بل بعمليات زيادة العديد وإجراء الدورات التدريبية للعناصر الجديدة ليكونوا على أتم استعداد لتنفيذ المهام التي ستوكل إليهم.