زيلينسكي: روسيا لا تريد أي نوع من السلام في أوكرانيا

logo
العالم العربي

خبير: إسرائيل "ستتمدد" نحو دمشق بذريعة حماية أمنها

خبير: إسرائيل "ستتمدد" نحو دمشق بذريعة حماية أمنها
مظاهرة في مدينة السويداء رفضًا لتصريحات نتنياهو بشأن الدروزالمصدر: (أ ف ب)
26 فبراير 2025، 7:28 م

قال خبير إن إسرائيل تستغل حالة الضعف والتفكك التي تعيشها سوريا، لتحصيل أكبر قدر من المكاسب في الجنوب السوري، موضحاً أن "إسرائيل ستتمدد على مراحل، وتحاول ضم مزيد من الأراضي للاقتراب من دمشق أكثر فأكثر"، على حد تعبيره.

وأضاف المحلل الاستراتيجي سركيس أبو زيد، اليوم الأربعاء، في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، أن "الصحافة الإسرائيلية صرحت أكثر من مرة بأن سوريا المقسمة لدويلات ضعيفة هي ما يناسب إسرائيل، ويضمن أمنها"، بحسب تعبيره.

ورأى أن "الوضع الحالي يشكل فرصة ذهبية لتحقيق الأطماع الإسرائيلية، بعد أن تم حل الجيش السوري، وتدمير قدراته العسكرية، وأصبحت إسرائيل تتحرك دون وجود أي قوة قادرة على ردعها"، على حد قوله.

وتجددت الغارات الإسرائيلية على سوريا، في وقت تحاول فيه الإدارة الجديدة إنجاز ملفاتها الداخلية، وبناء مؤسساتها الأمنية والاقتصادية، متجنبة الدخول في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل، على الأقل حاليا.

وتبدو الإدارة السورية في وضع لا تحسد عليه، خاصة بعد قيام تظاهرات شعبية في درعا والسويداء ودمشق تطالب برحيل الاحتلال، واستخدام كل الأساليب لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

2c9d5fad-d693-428d-9b10-e59fcffd8d35

واعتبر أن "تصريح بنيامين نتنياهو بأنه لن يسمح لأي قوات من هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالوجود في الجنوب السوري يعني فرض السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، فمدينة الكسوة التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية لا تبعد إلا 18 كم عن دمشق".

وعن أطماع إسرائيل جنوبا وأسبابها، أوضح أبو زيد أن "الجنوب السوري يضم 3 محافظات: القنيطرة، ودرعا، والسويداء، وهي منطقة استراتيجية، لأنها قريبة من الجولان السوري المحتل، الذي تصر إسرائيل على الاحتفاظ به رغم صدور عدة قرارات دولية تقول بعدم شرعية الاحتلال، منها قرارات مجلس الأمن رقم 338 و242 و497".

وأكد أن "الجنوب السوري هو خزان المياه الذي يغذي مناطق واسعة تصل إلى ريف دمشق الغربي، حيث حوض نهر اليرموك كان الهدف الأول للقوات البرية الإسرائيلية التي تقدمت منذ سقوط النظام يوم 8 ديسمبر، مستغلة حالة الفوضى، بعد أن دمرت معظم القدرات العسكرية للجيش السوري".

وذهب الخبير إلى أن "تداعيات السيطرة الإسرائيلية على الجنوب السوري لن تتوقف عند سوريا فحسب، بل ستطال الأردن الذي يعتمد على نهر اليرموك في تأمين جزء كبير من مياه الشرب"، وفق رأيه.

وبحسب أبوزيد فإن "العامل الاقتصادي يشكل إغراء أيضًا بالنسبة لإسرائيل، حيث يقع في الجنوب السوري سهل حوران، وهو من خزانات القمح الأساسية لسوريا، إضافة إلى أنه مصدر لمختلف أنواع المزروعات، نظرًا إلى خصوبة أراضيه".

وأشار إلى الخريطة التي حملها نتنياهو ووزير ماليته سموتريتش، معتبرا أنها "أظهرت أطماع إسرائيل التوسعية في المنطقة"، مؤكدًا أن "إسرائيل لن تتردد بالسيطرة على مساحات جغرافية جديدة كلما رأت أن الظروف تسمح بذلك، لأن حلمها التوراتي هو احتلال جميع الأراضي من الفرات إلى النيل".

ولفت إلى أن "الإدارة السورية ستلجأ للأساليب الدبلوماسية، وتعتمد على الدعم العربي والدولي، للضغط على إسرائيل من أجل وقف الغارات والانسحاب من المناطق التي احتلتها".

واستدرك بالقول: "لكن للأسف، فمن غير المرجح أن تخضع إسرائيل للضغوط، بل ستعمل على إيجاد منطقة عازلة أو شريط حدودي كبير، يوفر لها الأمن، مستغلة حالة التفكك التي تعاني منها سوريا، ومن غير المستبعد أن تلجأ لتأسيس ميليشيا تابعة لها تكون بمرتبة حرس حدود لإسرائيل في الجنوب السوري".

ونوّه أبو زيد بأن "تذرع نتنياهو بحماية الدروز في السويداء هو لتبرير دخول قواته إلى سوريا وقيام الطائرات الإسرائيلية بغارات متكررة على المنطقة"، وفق رأيه.

ورجّح "إعطاء إسرائيل وعودًا وضمانات لبعض المجموعات وتشجيعها على إقامة كانتونات منفصلة عن الدولة السورية، والهدف إضعاف سوريا وتفكيكها، بحيث لا تشكل أي خطر على إسرائيل".

أخبار ذات علاقة

سياسيون سوريون: زيارة جنبلاط تبدد مخاوف انفصال الدروز

وشدد على أن "صمت المسؤولين السوريين عن الاعتداءات الإسرائيلية غير مبرر، إذ لم نسمع تصريحا يشجب الغارات والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية".

واستدل على ذلك بأن "المظاهرات الشعبية المناهضة للاعتداءات والاحتلال قامت في درعا والسويداء ودمشق والعديد من المناطق الأخرى، في حين ظل الصمت الرسمي مطبقًا، نتيجة عدم امتلاك الإدارة السورية الجديدة القدرة العسكرية لردع إسرائيل".

وعلّق على ذلك بقوله: "لكن هذا يظهر ضعف الإدارة، ما يدفع لتشكّل حالة من المقاومة الوطنية السورية في الجنوب". 

أخبار ذات علاقة

بعد التصعيد الإسرائيلي "الكبير".. ما خيارات سوريا للرد؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC