logo
العالم العربي

لماذا ترسل إسرائيل رئيسي "الموساد" و"الشاباك" لمفاوضات التهدئة؟

لماذا ترسل إسرائيل رئيسي "الموساد" و"الشاباك" لمفاوضات التهدئة؟
رونين بار وديفيد برنياع وهيرتسي هاليفيالمصدر: أ ف ب
24 أغسطس 2024، 9:26 ص

أثار تعمّد إسرائيل إرسال رئيسي جهازي الموساد والشاباك للمفاوضات التي يديرها الوسطاء الإقليميون والدوليون مع حركة حماس، بشأن التهدئة في قطاع غزة، التساؤلات عن سبب إقدام حكومة بنيامين نتنياهو على هذه الخطوة. 

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، أن رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع، والشاباك رونين بار، موجودان في مصر لإجراء محادثات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأنهما يفاوضان للدفع قدما نحو اتفاق للإفراج عن الرهائن في غزة.

أسباب رئيسة

وقال الخبير في الشأن الأمني، علي السرطاوي، إن "مشاركة أكبر مسؤولين بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية يأتي في إطار 3 أسباب رئيسة، أولها اطلاع المسؤولين على معلومات دقيقة لا يمكن لغيرهم الاطلاع عليها".

وأوضح السرطاوي لـ"إرم نيوز" أن "طبيعة منصبي رئيسي الموساد والشاباك تجعلهم قادرين على الوصول إلى معلومات حساسة ودقيقة للغاية، ما يمكنهم من إدارة المفاوضات بكفاءة عالية، وهو ما يحقق مكاسب كبيرة لإسرائيل".

وفسّر أن "السبب الثاني يتمثل في المعرفة الدقيقة من قبل هذين المسؤوليْن للخطوط الحمر التي لا يمكن لإسرائيل تجاوزها بأي اتفاق تهدئة مع حماس، الأمر الذي يأتي في ظل الخبرة الطويلة لهما بالقضايا الأمنية والسياسية".

وأشار إلى أن "السبب الثالث يتمثل في حاجة إسرائيل للموازنة بين المعلومات التي يمتلكها جهازا الأمن الداخلي والخارجي، بما يحقق النتائج المرجوة في اتخاذ أي قرار يتعلق بالتصعيد العسكري أو التهدئة، أو حتى تنفيذ عمليات الاغتيال".

وذهب الخبير الأمني إلى أن وجود رئيسي الموساد والشاباك في الوفد المفاوض "يمكّن إسرائيل من تقديم الردود التي تتوافق مع المعلومات الأمنية والعسكرية والسياسية"، كما أنه "يُضعف قدرة حماس على فرض رؤيتها أو شروطها على المفاوضات"، حسب تقديره.

أخبار ذات علاقة

محور فيلادلفيا.. عقدة مفاوضات هدنة غزة

 مصالح نتنياهو

ويرى المحلل السياسي، إياد جودة، أن "إسرائيل لا تعترف بحركة حماس كجزء من الخريطة المستقبلية لقطاع غزة، وتندفع عبر تكليف رؤساء المؤسسات الأمنية بالمفاوضات للتعامل مع قضية غزة على اعتبار أنها ملف أمني أكثر منه سياسياً". 

وقال جودة لـ"إرم نيوز" إن "رؤساء المؤسسة الأمنية في إسرائيل يتحركون بمفاوضات التهدئة ضمن الهامش الممنوح لهم من قبل المستوى السياسي، كما أنهم يدفعون بشكل كبير نحو تحقيق الأهداف السياسية لائتلاف نتنياهو الحكومي".

وأضاف: "الجميع يدرك أن من يعطل صفقة تبادل الأسرى هو نتنياهو الذي لديه أهداف سياسية يريد تحقيقها من وراء الاستمرار بالحرب في غزة، خاصة ما يتعلق بمستقبله السياسي ورغبته في الظهور بمظهر مصحح الأخطاء التاريخية بالنسبة لإسرائيل، خاصة ما يتعلق بالانسحاب من قطاع غزة". 

واعتبر أنه من أسباب اعتماد نتنياهو على رؤساء المؤسسة الأمنية الخلافات العميقة بينه وبين قادة المؤسسة العسكرية، على رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت، مشيرًا إلى أن هناك حالة من انعدام الثقة بين الجانبين.

وخلص المحلل السياسي إلى أن تعارض المصالح بين القادة السياسيين والعسكريين هو ما يدفع نتنياهو للاعتماد بشكل أكبر على المؤسسة الأمنية لتحقيق مصالحه والتوصل لاتفاق يرفع من رصيده السياسي، خاصة أن تلك المؤسسة لا تمتلك القوة والصلاحيات للتمرد عليه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC