بلومبيرغ: وفدا أمريكا وأوكرانيا يبحثان هدنة جزئية مع روسيا لمدة 30 يوما
تباينت الآراء حول ما سيقدِم عليه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بشأن قرار محتمل بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، كما فعل في ولايته الأولى.
ويعود ترامب إلى البيت الأبيض هذه المرة بسياسات صريحة تتعلق بخروج الولايات المتحدة من مناطق النزاعات في العالم، وأن ينصب الاهتمام على مصلحة "أمريكا أولًا".
ومع تطورات الأحداث في الشمال السوري مؤخرًا، في ظل سقوط حلب في يد مجموعة من الفصائل المسلحة، يرى خبراء في الشأن الدولي أن هناك أمورًا ستمنع ترامب من إغلاق القواعد الأمريكية في سوريا.
وقال آخرون إن ترامب لن يعطي أهمية كبيرة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وسيعمل على إغلاق القواعد بشكل مباشر وسريع.
وكان الرئيس الجمهوري أغلق القواعد الأمريكية في سوريا في عام 2018، في ظل قناعته بأنه مع نهاية الحرب على تنظيم داعش، لا يوجد ما يستدعي وجود القواعد الأمريكية هناك.
الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، الدكتور سعد الحامد، استبعد تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا في الوقت الحالي، لعدة اعتبارات منها مخاطر محتملة بعودة الجماعات المتطرفة مرة أخرى.
وأشار إلى دعم ترامب لإسرائيل عبر تقليل النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما يتطلب وجود القوات الأمريكية هناك، بالإضافة إلى الأبعاد التي تخص صراع النفوذ الأمريكي الروسي.
وقال الحامد، لـ"إرم نيوز"، إن ترامب يريد الانسحاب من سوريا ولكن التخلص من الميليشيات الإيرانية وضرورة دعم إسرائيل ومحاربة الإرهاب الذي لا يستطيع الانفكاك منه، أمور تجعل القوات الأمريكية حاضرة فضلًا عن عمل واشنطن على دعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وأوضح الحامد أن ارتكاز الوجود العسكري الأمريكي حاضر من شمال غرب الحسكة إلى الجنوب الشرقي؛ ما يوضح مدى تداخل القوات الامريكية وأهمية وجودها في المشهد الحالي.
وذكر أن هدف الوجود الأمريكي هو مواجهة تنظيم داعش في الفرات والشام، ولكن مع العمليات الأخيرة ووصول الفصائل إلى حلب وطلب تعزيزات من روسيا للجيش السوري لصد تقدمها، تتغير الحال وأهمية استمرار الوجود الأمريكي.
وبين الحامد أن واشنطن أقامت 20 قاعدة عسكرية في سوريا على أراض خاضعة للأكراد، وكانت أهداف واشنطن تهدئة الأوضاع بما يتلاءم مع طموحات حلفائها ومنهم إسرائيل في هذه المناطق.
وأضاف: بما أن أمريكا تحاول دعم تل أبيب في تقليص النفوذ الإيراني داخل سوريا، فلا شك أن وجود القوات الأمريكية عامل مهم لدحر الميليشيات الإيرانية .
ومن جهته يعتقد الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، أن ترامب لن يعطي أهمية كبيرة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وسيعمل على إغلاق القواعد بشكل مباشر وسريع للغاية، في ظل الرغبة في عدم فتح بضع جبهات وعدم فقدان العديد من الجنود الأمريكيين.
وقال يعقوب لـ "إرم نيوز": ربما يكون هناك نوع من التفاهم السياسي مع إيران في هذا الصدد، يصاحبه تخفيف حدة خطاب ترامب نحو طهران مقارنة بفترات ماضية، مع عدم استبعاد إعادة إحياء الاتفاق النووي مجددًا.
ويرى يعقوب أن سوريا لا تشكل لترامب أهمية كبرى، وحتى الحركات المسلحة هناك لا يوليها أي اهتمام، مشيرًا إلى أنه لا يوجد نوع من الأولوية في إسقاط نظام بشار الأسد من قبل ترامب، كما كانت الحال في ولايته الأولى.
وأشار يعقوب إلى أن الملف السوري سيكون ثانويًّا للغاية خلال الولاية القادمة لترامب الذي سيميل بشكل كبير إلى إنهاء الوجود الأمريكي هناك، وكذلك قطع الصلات الأمنية والاستخبارية مع المنظمات المسلحة سواء المدعومة من تركيا أو من تحسب على تنظيمات متطرفة.
واستكمل يعقوب بالقول إن سياسة ترامب، كما أعلن مرارًا في الأشهر الأخيرة، ستعمل على "إطفاء الحرائق" والخروج من العديد من الملفات التي تشكل خسائر اقتصادية للولايات المتحدة وتمثل نوعًا من الاستنزاف العسكري لأمريكا.
وتابع يعقوب أنه في ضوء ما يشهده في الشرق الأوسط من حرائق ملتهبة، سيعمل ترامب على إطفاء الملف السوري بكل حزم والميل إلى فتح نافذة مع نظام الأسد نظرًا لرغبة الرئيس الجمهوري في عدم الارتباط بجبهات خلال ولايته وربما أيضًا يكون هناك توافق مع بعض الدول في الحفاظ على وجود الأسد في السلطة، وعدم وجود بؤر ملتهبة في سوريا.