أكد خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيكون مضطرًا لتقديم تنازلات كبيرة لإرضاء شركائه في الأحزاب اليمينية؛ من أجل تمرير الاتفاق المحتمل مع حركة حماس بشأن الحرب الدائرة في غزة.
ويرفض شركاء نتنياهو اليمينيون اتفاقًا مع حماس، ويشددون على مواصلة العمل العسكري لإعادة الرهائن والمحتجزين لدى الحركة في غزة، كما يهددون بالانسحاب من ائتلافه الحكومي في حال التوصل لاتفاق ووقف الحرب.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أسعد غانم، إن "نتنياهو مضطر لإرضاء شركائه اليمينيين وتقديم تنازلات كبيرة لهم من أجل تمرير أي اتفاق محتمل مع حماس"، مبينًا أن تلك التنازلات ستكون متعلقة بملفين أساسيين.
وأوضح غانم، لـ"إرم نيوز"، أن "الملف الأول مرتبط بالشأن الداخلي، إذ سيرفع نتنياهو من وتيرة الترويج لقوانين الإصلاح القضائي لإرضاء اليمينيين، كما سيقبل بالتحرك من أجل إقالة المستشارة القضائية للحكومة".
وبيّن أن "الملف الثاني مرتبط بالاستيطان في الضفة الغربية والجولان، إذ سيعطي نتنياهو الضوء الأخضر للأحزاب اليمينية بالعمل على تنفيذ عدد من الخطط الاستيطانية، كما ستعلن حكومته الاعتراف بعدد كبير من المستوطنات".
وأشار إلى أن "ذلك يمكن أن يرضي شركاءه اليمينيين ويدفعهم لعدم معارضة أي صفقة لتبادل الأسرى مع حماس"، مشددًا على أن نتنياهو الأقدر على التعامل مع رفض بعض شركائه لتلك الصفقة، خاصة أنها مدعومة من شركاء آخرين.
ولفت إلى أنه "لولا إدراك نتنياهو أنه قادر على التعامل مع رفض شركائه لأي اتفاق، لما أقدم على التعاطي مع المساعي الأخيرة للوسطاء"، مؤكدًا أن شركاءه يدركون أهمية وقف الحرب بشكل مؤقت في غزة مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن "مساومة الشركاء اليمينيين هي أحد خطط نتنياهو لمواجهة رفضهم التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس في غزة"، مبينًا أن هؤلاء يدركون أن المقابل سيكون الإطاحة بهم وخسارتهم الائتلاف الحكومي.
وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو سيسمح لائتلافه الحكومي بتمرير بعض الخطط المتعلقة بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، كما سيمنحهم صلاحيات جديدة"، لافتًا إلى أن نتنياهو سينجح في تعطيل أي تمرد.
وأشار إلى أن "المخاوف الوحيدة تبقى من استقالة وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير وانسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي"، مستدركًا "إلا أن انسحابه لن يؤدي لانهيار الائتلاف الذي يمتلك 68 عضوًا في الكنيست".
وبيّن أن "انسحاب بن غفير سيؤدي لخسارة ائتلاف نتنياهو 7 من الأعضاء، لكنه سيبقي على الأغلبية بين يديه، وهو الأمر الذي يعتبر أحد أهم مكاسب رئيس الوزراء الإسرائيلي من ضم جدعون ساعر لائتلافه الحكومي، قبل أشهر".
وختم بالإشارة إلى أن "الاتفاق أقرب من أي وقت مضى، وبتقديري سيتم تمريره دون انهيار ائتلاف نتنياهو، وسيكون سببًا بتعزيز قوة الأحزاب اليمينية في الشارع الإسرائيلي؛ مما يدفعها للمضي قدمًا في خطة الإصلاح القضائي المؤجلة".
