انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا جراء عدة أعطال
أشعل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أزمة سياسية جديدة خلال الساعات الأخيرة، مثلت هزة للائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، ما أثار تساؤلات حول إمكانية سقوط الائتلاف قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وفي انقلاب مفاجئ صوّت بن غفير ضد الموازنة الجديدة لسنة 2025 التي طرحها ائتلاف نتنياهو. ورغم أن ذلك لم يمنع تمرير الموازنة بالقراءتين خلال التصويت في الجلسة العامة للكنيست، فإنه عزز التكهنات بأن يكون بن غفير الوزير المقال التالي بعد يوآف غالانت.
ويمتلك بن غفير وحزبه 7 مقاعد في الائتلاف الحكومي الذي يضم 68 عضوًا في الكنيست، فيما واجه الوزير الإسرائيلي هجمات وصفها الإعلام العبري بـ"غير العادية" من نواب الائتلاف الحكومي، الذين أكدوا أن الائتلاف لن يسكت بعد ذلك على "ابتزاز هذا المختل"، حسب قولهم.
وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود، نسيم فاتوري، إن "تصويت بن غفير وحزبه ضد الموازنة أمر ما كان ينبغي أن يحدث"، مستبعدًا أن يكون هناك رغبة في إقالة بن غفير في الوقت الحالي.
وأوضح فاتوري، لإذاعة (103) العبرية، أن "تصويت حزب داخل الائتلاف الحكومي ضد الموازنة أمر مؤلم ولم يحدث من قبل"، لافتًا إلى أن سقوط ائتلاف نتنياهو يعني تولي حكومة يسارية زمام الحكم في إسرائيل.
وأشار إلى أن "نتنياهو لن يسمح بتصويت أي شخص من داخل الائتلاف ضده، حتى لو اضطر لإقالة بن غفير"، مبينًا أن الائتلاف يمتلك 68 مقعدًا في الكنيست، في إشارة إلى أن المقاعد السبعة لحزب بن غفير لن تؤدي لانهيار حكومة نتنياهو.
ولم يستبعد فاتوري إمكانية الذهاب لانتخابات مبكرة للكنيست بعد التوصل لصفقة تبادل الرهائن والمحتجزين مع حركة حماس في قطاع غزة، قائلًا: "يمكننا بعد ذلك أن نجدد ثقة الشعب بنا لأربع سنوات أخرى".
ويرى عضو الكنيست السابق، إمطانس شحادة، أنه "من المستبعد أن ينهار الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو في الوقت الحالي حتى لو تمت إقالة بن غفير"، لافتًا إلى أن ترامب سيتولى الحكم بالولايات المتحدة ونتنياهو رئيس للوزراء بإسرائيل.
وقال شحادة، لـ"إرم نيوز"، إن "تحرك بن غفير ضد ائتلاف نتنياهو سيتم احتواؤه سواء من خلال الضغوط التي ستمارس عليه من الأحزاب اليمينية، أو بإقالته من منصبه وتخلي الائتلاف الحكومي عنه"، مبينًا أن نتنياهو يضع ذلك في حساباته.
وأوضح أن "ضم جدعون ساعر للائتلاف الحكومي قبل إقالة غالانت وسع خيارات نتنياهو تجاه حلفائه، وخفف من الضغوط التي يمارسها بن غفير من أجل الحصول على مكاسب حزبية وسياسية وفرض قراراته على الائتلاف الحكومي".
وأشار إلى أن "بن غفير، بالرغم من قراراته المتمردة على الائتلاف الحكومي، معني بالبقاء في منصبه، وليس لديه رغبة في تفويت الفرصة التي جعلت منه وزيرًا في الحكومة الإسرائيلية، ما سيدفعه للتراجع خطوات للوراء خلال الفترة المقبلة".
وتابع: "في حال أصر بن غفير على خيار التمرد فإنه سيواجه ذات المصير الذي واجهه غالانت قبل عدة أسابيع"، مؤكدًا أن نتنياهو لديه القدرة في الوقت الحالي على التخلي عن الوزير المتطرف دون إسقاط ائتلافه.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن "نتنياهو بنفسه سيعمل على تفكيك ائتلافه الحكومي بعد تحقيق أمرين أساسيين".
وأوضح أن الأمر الأول هو تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، ووضوح طبيعة سياساته تجاه الأحزاب اليمينية.
وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "الأمر الثاني يتمثل في التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس ووقف مؤقت للقتال في غزة"، مبينًا أن ذلك سيرفع من أسهم نتنياهو في الشارع الإسرائيلي ما سيدفعه للتخلص من أعباء شركائه اليمينيين.
وأشار إلى أن "نتنياهو يدرك أن بن غفير سيكون الوحيد المعارض لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وأنه سيصوت ضده ويهاجم الاتفاق بشكل علني، الأمر الذي سيدفعه لاتخاذ خطوة متقدمة والذهاب نحو انتخابات مبكرة".
ولفت إلى أن "الانتخابات المبكرة ستجبر المؤسسة القضائية في إسرائيل على تأجيل جلسات محاكمة نتنياهو بتهم الفساد"، مشددًا على أن ذلك يمثل هدفًا إستراتيجيًّا لنتنياهو في الوقت الحالي، وقد يتخذ أي قرار من أجل تحقيق هذا الهدف، وفق تقديره.
