الجيش الإسرائيلي: قواتنا في رفح استهدفت مبنى للصليب الأحمر نتيجة عملية تحديد خاطئة
عرض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، رؤية تتعلق بقطاع غزة تقضي بخفض عدد سكانه إلى النصف وتشكيل إدارة مدنية إسرائيلية لحكمه، الأمر الذي يثير التساؤلات حول إمكانية أن تمضي إسرائيل بتنفيذ تلك الرؤية.
وكان الوزير الإسرائيلي، دعا لاحتلال قطاع غزة وتشجيع نصف سكانه على الهجرة خلال عامين، قائلًا: "من الممكن خلق وضع كهذا، ولن يكلف الكثير من المال، وحتى لو كان مكلفاً، فلا ينبغي لنا أن نخاف من دفع ثمنه".
ويأتي ذلك، بالتزامن مع مؤشرات قوية لوجود خطة إسرائيلية لحكم غزة عسكريًا، واستئناف بناء المستوطنات فيها، فيما تعزز تصريحات سموتريتش المخاوف من وجود أهداف غير معلنة للحرب في غزة، بعيدًا عن القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن.
خطط اليمين الإسرائيلي
وقال الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، إن "إسرائيل تعمل بشكل غير معلن على تطبيق خطط اليمين الإسرائيلي فيما يتعلق بالسيطرة العسكرية والأمنية على قطاع غزة"، لافتًا إلى أن الخطط العسكرية تؤكد نية الجيش إعادة احتلال القطاع.
وأوضح عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أنه "بالرغم من التصريحات الإسرائيلية المتناقضة بهذا الشأن؛ إلا أن ما تقوم به المؤسسات الأمنية والعسكرية على أرض الواقع يؤكد رغبتها في تنفيذ خطط المستوى السياسي بشأن غزة".
وأضاف أن"تقسيم القطاع عبر المحاور العسكرية، وإجبار السكان على النزوح من المناطق الشمالية والشرقية، ومحاولات اقتطاع أجزاء كبيرة من غزة، يؤكد نية إسرائيل تنفيذ رؤية سموتريتش والأحزاب اليمينية".
وتابع: "تفريغ الشمال من سكانه يُمهد لخطة أقسى وأصعب تتمثل في تفريغ مناطق أخرى من السكان، وتحديدًا مدينة غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل تُعقد الأوضاع في القطاع لفرض واقع جديد يصعب تغييره في أي اتفاق مع الفلسطينيين.
ووفق المحلل العسكري، فإن "هجوم أكتوبر مثّل فرصة ذهبية لليمين الإسرائيلي لتنفيذ المخططات غير المعلنة بشأن السيادة على الضفة الغربية وأجزاء من غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل ستنهي القتال بعد تنفيذ مخططاتها.
نموذج الضفة الغربية
ويرى الخبير في الشؤون الإقليمية، رفيق أبو هاني، أن "إسرائيل تعمل على تحويل قطاع غزة إلى نموذج مماثل للضفة الغربية"، لافتًا إلى أن المحاور العسكرية ستكون أمرًا واقعًا يصعب تجاوزه خلال الفترة المقبلة، وسيعزز تطبيق رؤية سموتريتش واليمين الإسرائيلي".
وقال أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، إنه "من الواضح أن إسرائيل تخطط لبقاء طويل الأمد في غزة، كما أنها ستعيد احتلاله وبناء المستوطنات، ما يحول دون تنفيذ فكرة حل الدولتين على أرض الواقع"، مؤكدًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينسجم بقوة مع مخططات اليمين.
وأضاف: "رؤية سموتريتش أصبحت واقعًا في غزة، وينقصها تنفيذ بعض البنود الخاصة بتقليص عدد السكان، وإجبار عدد كبير منهم على النزوح"، وأضاف: "يأتي ذلك في إطار الحرب الديموغرافية بين الفلسطينيين وإسرائيل".
وشدد على أن "حركة حماس لن تتمكن عبر أي اتفاق مرتقب بينها وبين إسرائيل، على تغيير الواقع الجديد في غزة، خاصة وأن مثل هذه المخططات ستنفذ بوتيرة أسرع مع بدء ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب".
