الصين: مستعدون للقيام بدور بناء لإنهاء حرب أوكرانيا
تستأنف فرنسا والجزائر حوارهما الدبلوماسي؛ في محاولة لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي بعد فترة من توتر العلاقات بين البلدين.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، الجزائر خلال الأيام المقبلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون الثنائي بين البلدين، وفق صحيفة "لوفيغارو".
وقالت الصحيفة الفرنسية، إن "هذه الخطوة تأتي في سياق جهود دبلوماسية مكثفة لمعالجة القضايا العالقة، وإعادة فتح قنوات التواصل على مختلف المستويات".
وأكدت ان هذا التقارب يعكس رغبة مشتركة في تجاوز الخلافات وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ولا سيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأبدت باريس ارتياحًا حذرًا إزاء هذه التطورات، إذ يرى المسؤولون الفرنسيون أن هناك فرصة حقيقية لإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح، وفق الصحيفة.
وأكدت أنه رغم التفاؤل الحذر، يبقى الوضع هشًّا، ويحتاج إلى مزيد من الجهود الدبلوماسية لتثبيت هذا التقارب.
ولفتت إلى تصريحات للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وصف خلالها الوضع السياسي في فرنسا بأنه "فوضى"، مؤكدًا أن هذا لا يؤثر على علاقاته الشخصية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضاف تبون أن أي قضايا يجب أن يتم التعامل معها مباشرة مع ماكرون أو مع من يعينه لهذا الغرض، معربًا عن ثقته الكاملة بوزير الخارجية الجزائري أحمد عطف.
من جانبها، تأمل فرنسا أن يكون هذا التبادل الدبلوماسي بداية لمرحلة جديدة من التعاون، إذ يرى المسؤولون الفرنسيون أن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى حلول بشأن القضايا العالقة.
ومنذ بداية العام الجاري، وجه وزير الخارجية الفرنسي دعوات متكررة إلى السلطات الجزائرية، لكن المحاولات السابقة لم تؤتِ ثمارها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تقدمًا إيجابيًّا، إذ تم اللقاء بين الوزيرين بارو وعطف على هامش قمة مجموعة العشرين في روما.
وقالت "لوفيغارو"، إن في الجزائر تفاؤلا حذرا كذلك، ولا سيما بعد تسارع الأحداث في قضية الكاتب الجزائري الفرنسي بوالم سنصال، المعتقل في الجزائر منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2024، موضحة أنه ينتظر أن تنتهي هذه القضية بإصدار حكم قضائي يتبعه عفو رئاسي، وهو ما سيشكل خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
وشددت الصحيفة على أن العلاقات الثنائية لا تخلو من التحديات، فهناك قضايا شائكة مثل ملف الهجرة، إذ تسعى فرنسا إلى ترحيل عدد من الجزائريين المقيمين بشكل غير قانوني في أراضيها.
كما أثار رفض الجزائر تسليم الوزير السابق عبد السلام بوشوارب، المقيم في فرنسا منذ عام 2019، توترًا إضافيًّا، إذ أدانت وزارة الخارجية الفرنسية ما وصفته بـ"التأجيلات غير المبررة" من الجانب الجزائري.
وفي الجزائر، يعتقد المسؤولون أن الخلافات بين البلدين قد بدأت تهدأ، إذ قال مصدر جزائري: "لقد مررنا بفترات صعبة، لكن الجميع الآن يفهم مصالحه، والموقف ربما ليس كما يتم تصويره في وسائل الإعلام الفرنسية".