ترامب: سأتخذ قرارا بشأن فرض الرسوم الجمركية الثانوية على إيران
سارة عيسى
يشهد الشمال السوري تصعيدا معقدا نتيجة التدخلات الخارجية، حيث تتصاعد الهجمات المسلحة بدعم من قوى إقليمية ودولية، ومع انسحاب الجيش السوري من بعض المواقع لتفادي خسائر مدنية، برزت إستراتيجية إعادة الانتشار وتعزيز الدفاعات لاحتواء التهديدات.
في ظل هذه التطورات، يتزايد الضغط على حلفاء سوريا لتقديم دعم عسكري أكثر فاعلية لمواجهة التمدد الأمريكي والفصائل المدعومة من تركيا، وسط مشاريع جيوسياسية تسعى إلى تقسيم المنطقة بما يخدم المصالح الغربية.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء محمد عباس في حوار خاص مع "إرم نيوز"، إن الوضع في الشمال السوري أصبح معقدا بشكل كبير بسبب التدخلات المتعددة.
الفصائل الموالية لتركيا دخلت إلى مدينة حلب، مثل هيئة تحرير الشام، التي توغلت في الأحياء السكنية، هذا يجعل التعامل مع الموقف تحديًا كبيرًا للجيش السوري، خاصة مع المخاطر الكبيرة على المدنيين. ولهذا السبب فضّل الجيش الانسحاب من المدينة لتجنب وقوع خسائر مدنية كبيرة.
هناك انتقادات لهذا القرار، إذ كان يمكن للجيش أن يصمد أكثر لمنع دخول الفصائل إلى المدينة، لكن الإستراتيجية الآن أصبحت واضحة، بين العمل على إعادة الانتشار والسيطرة على الجغرافيا من نقاط أقوى، كما حدث عندما أوقف الجيش محاولات التوغل باتجاه ريف حماة من خلال تعزيز خطوط الدفاع.
إن كان هناك ترقب لدور روسي أكثر حدة وسرعة في الرد على هذه الهجمات، ربما استشعرت روسيا الآن الخطر بعد التمدد الأمريكي المتزايد في سوريا، والذي يهدد وجودها في مياه البحر المتوسط، بالنسبة لروسيا، الأمر إستراتيجي؛ فهي لن تسمح للولايات المتحدة بتحقيق أهدافها في المنطقة بسهولة.
أما إيران تحاول دعم سوريا دبلوماسياً وعسكرياً، لكن الدعم العسكري هو الأكثر إلحاحاً الآن، على الرغم أن الحضور الروسي مؤثر بالنيران، فإن الدور الإيراني يبقى مهماً في هذا السياق.
جزئياً نعم، يعتبر ذلك عودة لبدايات الأزمة السورية، الولايات المتحدة تحاول إعادة سوريا إلى "المربع الأول" من الفوضى كنوع من الانتقام لمواقفها الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين.
إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تلعب دوراً محورياً، خاصة في دير الزور خلال هجومها الأخير على القرى السبع يكشف التنسيق المستمر مع الولايات المتحدة، كما يبدو أنها تشكل جزءاً من مشروع أكبر لإعادة رسم الخارطة السياسية والجغرافية لسوريا، وربما المنطقة ككل، بما يتماشى مع المصالح الغربية، وهذا ما يمكن ربطه بما يسمى "خرائط حدود الدم"، بالتأكيد.
هذه الخريطة التي طرحها "رالف بيترز" تسعى لإعادة تشكيل المنطقة إلى كيانات صغيرة متناحرة، والمشروع الغربي هنا يدعم جماعات مثل قسد لتقسيم سوريا وإنشاء ولايات مستقلة، وكل ذلك يخدم مصالح القوى الكبرى في النهاية.
سوريا بحاجة إلى دعم إستراتيجي وعسكري من حلفائها، وخاصة روسيا وإيران، مع التركيز على احتواء التمدد الأمريكي والتركي، كما يجب تعزيز الدور الشعبي والمقاومة المحلية لمنع الفصائل المسلحة من تحقيق أهدافها، لأن المنطقة اليوم أمام وضع خطير إن لم يتم التصدي لذلك سنكون أمام تشكيل وبناء شرق أوسط جديد يتناسب مع المخطط الغربي بأدواته آنفة الذكر.