تجدد الغارات الأمريكية على مدينتي صنعاء وصعدة في اليمن
أكد خبراء في العلاقات الدولية أن الولايات المتحدة تعمل على خلق مشكلة لروسيا في مناطق نفوذها، ما يعد هدفا واضحا لواشنطن في مواجهتها مع موسكو.
وأوضحوا لـ"إرم نيوز" أن هذا هو ما جرى في الشمال السوري عبر تحريك واشنطن مجموعات مسلحة في محاولة لتغيير المشهد واستنزاف روسيا وجرها بشكل مباشر إلى سوريا لصالح الجانب الأوكراني.
ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن تحقيق هذا المسعى الغربي بقيادة واشنطن على أرض الواقع أمر صعب.
الخبير في إدارة المخاطر، تيمور دويدار، قال إن الوجود الروسي في سوريا قائم منذ سبتمبر أيلول العام 2015، وفي الوقت نفسه، لا يوجد أي إنهاك لروسيا في أوكرانيا.
وبحسب دويدار، فإن ما يحدث في سوريا هو خطة مشتركة شاملة من الغرب وأوكرانيا وتركيا وإسرائيل ضد سيادة الدولة السورية.
وتابع أن "تركيا التي تحتل أراضي في الشمال السوري وما زالت تمول مجموعات مصنفة إرهابية عالميا، تنطلق في هذا المخطط، بعد أن رفضت سوريا الخضوع للتطبيع معها".
واستكمل دويدار بالقول إن "ما يحدث من روسيا في أوكرانيا عملية عسكرية محدودة، ولم يرتق إلى ما يصنفه البعض بالحرب، لأنها لو كانت كذلك، لما كانت أوكرانيا تستطيع الصمود يوما واحدا".
ومن جهته، يؤكد مدير مركز جي إس إم للدراسات، الدكتور آصف ملحم، أن قيام واشنطن بـ"نصب فخ" لموسكو في سوريا، هو أمر قائم في ذهن روسيا.
وأشار إلى أن خلق بلبلة في سوريا ومحيطها الجغرافي هو مصلحة أمريكية مباشرة، في ظل الاعتقاد الأمريكي بأن موسكو ستقوم بجلب بعض عناصرها من أوكرانيا إلى سوريا، ما يؤدي إلى إضعاف الجبهة الأوكرانية، وهو أمر مستبعد لاسيما أن روسيا تساعد سوريا عن طريق الجو.
وأوضح ملحم أن إرسال بعض الطائرات الروسية لاستهداف عناصر مسلحة سواء في حلب وإدلب أم الريف الشمالي لمحافظة حماة، ليس بالأمر الذي ينهك روسيا على الإطلاق، في ظل قدرتها على إدارة الجبهتين الأوكرانية والسورية.
وذكر أن هناك الكثير من اللاعبين في الجغرافيا السورية، أهمهم إيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، وجميعهم يتضاربون في المصالح هناك.
وأوضح أن روسيا تسعى منذ سنوات إلى توسيع نفوذها في المنطقة العربية، وكانت سوريا موطئ القدم الأول للتوسع وتطوير العلاقات، لذلك فإن خلق فوضى في هذه البقعة مصلحة أمريكية غربية مباشرة.
وأضاف ملحم: ليس بالغريب أن تحرك واشنطن مجموعات مسلحة ضد روسيا، ليس في سوريا فقط ولكن في دول أخرى حتى في أفريقيا.
ولفت إلى أنه لا توجد طريقة أخرى للاشتباك بين روسيا وأمريكا، إلا بالمواجهة عبر مناطق النفوذ في ظل تحاشي الصدام المباشر، وسوريا واحدة من هذه المناطق لهذا الصراع.
وتابع أن التلاعب بأطراف الاشتباك جعل واشنطن تدفع الجانب الأوكراني في هذا الصراع في مناطق أخرى، وهذا ما جرى مؤخرا في سوريا، عندما تبين وجود تواصل بين هيئة تحرير الشام والاستخبارات الأوكرانية، وتقديم كييف طائرات مسيرة لتلك الفصائل، وهي ذاتها التي يتم بها قصف مناطق في روسيا.