زيلنسكي: نحتاج إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي والمساعدات الحقيقية
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الفصائل المسلحة السورية تتقدم بسرعة إلى الجنوب والشرق، مما يخلق سلسلة من التهديدات لإسرائيل، أهمها سقوط الصواريخ والأسلحة الكيميائية في أيدي المتشددين، والتوسع الإيراني في سوريا وسقوط نظام الأسد.
وأضافت الصحيفة أنه "كما هو الحال مع إسرائيل، فإن لدى الرئيس التركي رجب أردوغان أيضًا مصلحة في الحفاظ على النظام السوري، حيث سيضطر الرئيس الأسد في النهاية لاختيار من يخشى أكثر: الفصائل المسلحة أو إسرائيل" بحسب تعبيرها.
وأوضحت الصحيفة أن التقدم السريع للفصائل المسلحة نحو الجنوب واحتلالها مدينة حماة كان السبب وراء المشاورة العاجلة التي عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع قادة المؤسسة الأمنية، فالهجوم المفاجئ على المتمردين خلق تهديدات عدة، لكنه أيضًا فرصة لإسرائيل تتطلب مراقبة دقيقة.
أبرز التهديدات
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن أول التهديدات هي احتمال وقوع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ والأسلحة الكيميائية، في أيدي المتشددين، وبالذات المجمع الصناعي في السفيرة بالقرب من حلب، الذي ينتج صواريخ دقيقة وأسلحة كيميائية؛ ويشكل هذا تهديدًا محتملاً لإسرائيل، لذلك شنت القوات الجوية الإسرائيلية ضربات على هذا المجمع ومخازن الأسلحة الأخرى.
وثاني تلك التهديدات هو ضعف الجيش السوري وعدم قدرة روسيا على دعم النظام كما في السابق؛ فمنذ بداية الحرب الأهلية، ساعدت روسيا النظام بشكل مكثف، لكن مع تراجع قوتها بسبب الحرب في أوكرانيا، أصبح الأسد يعتمد بشكل أكبر على إيران، التي أرسلت مستشارين وميليشيات شيعية لدعمه.
وقالت الصحيفة، إن ثالث التهديدات يكمن في احتمال انهيار نظام الأسد وتحول سوريا إلى دولة فاشلة، وهو ما يهدد أمن إسرائيل؛ وفي حال انهيار النظام، قد يتسع وجود المتشددين والميليشيات الإيرانية بالقرب من حدود الجولان، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للمستوطنات الإسرائيلية.
استراتيجية أردوغان
وأكدت الصحيفة أن الهجوم المفاجئ للفصائل المسلحة السورية جاء بدعم تركي، ويتحرك المسلحون جنوبًا، بينما تتحرك قوات أخرى مدعومة من تركيا شرقًا نحو المناطق الكردية في شمال سوريا.
وأضافت أن تركيا تسعى إلى تفكيك منطقة الحكم الذاتي الكردية، التي تعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، كما تريد تعزيز مصالحها عبر إضعاف الأسد، وأبرزها إقامة منطقة أمنية ضد الأكراد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إسرائيل ترى في هذا الوضع فرصة، حيث سيكون على الأسد أن يقرر من يخشى أكثر: إيران وميليشيا حزب الله أو إسرائيل التي ستسعى لضرب أي محاولات لتمكين إيران من نقل الأسلحة إلى حزب الله.
وترى الصحيفة، أنه في حال انهيار النظام، ستتغير المعادلات في المنطقة بشكل جذري، لكن أردوغان نفسه لا يريد انهيار النظام تمامًا لأن ذلك يشكل تهديدًا لأمن تركيا أيضًا.
وتوقعت الصحيفة، أن يواصل أردوغان دعم النظام السوري، لكن في الوقت نفسه سيظل يضغط لتحقيق أهدافه ضد الأكراد؛ معتبرة أن الوضع معقد للغاية، خاصة مع وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، التي لا تزال تدعم الأكراد.