قالت مصادر سياسية لبنانية مطلعة إن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت رئاسة الدولة بقرار يربط بين السماح بإعادة الإعمار في الجنوب اللبناني ونزع سلاح حزب الله.
ويأتي القرار الأمريكي بهذا الخصوص، عقب رفض إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، ما يعد مخالفة صريحة لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الجانبين، الأمر الذي من شأنه إدخال البلاد في أزمة جديدة، بحسب ما تؤكده المصادر السياسية .
وقالت المصادر في تصريح لـ"إرم نيوز" إن القرار الأمريكي الذي تم بالتنسيق مع إسرائيل، يستهدف افتعال أزمة جديدة بين الدولة وحزب الله، وهي الأزمة التي لا يمكن التنبؤ بتبعاتها السلبية على المشهد اللبناني المتأزم أصلا.
وتسعى أمريكا بالتنسيق مع إسرائيل لإخراج حزب الله من المشهد السياسي اللبناني وذلك بعدما رأت إسرائيل أنها ألحقت بالحزب هزيمة كبيرة خلال الحرب التي شنتها عليه في الآونة الأخيرة.
وتؤكد المصادر السياسية أن سعي أمريكا وإسرائيل للقضاء نهائيا على حزب الله دفعهما لقرار اشتراط نزع ما تبقى من سلاح الحزب للسماح بإعادة إعمار جنوب لبنان، وذلك لضمان أن يصبح جنوب لبنان منطقة منزوعة السلاح ولا تشكل أي تهديد للدولة العبرية.
من جانبه، يرفض حزب الله نزع سلاحه، ويرى أن سلاحه هو جزء من دفاع لبنان عن نفسه، كما يرى أن أي محاولة لنزع سلاحه ستكون بمثابة استسلام للضغوط الأمريكية الإسرائيلية.
ومن المقرر أن تنتهي اليوم المهلة التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، لكن الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق نيته عدم الانسحاب من 5 تلال يسيطر عليها في الجنوب اللبناني، وهو ما يعد مخالفة صريحة للاتفاق المبرم بين الجانبين.
وتؤكد رئاسة الدولة اللبنانية حرصها على استعادة كافة الأراضي اللبنانية المحتلة بالطرق الدبلوماسية، كما اعتبر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن عدم التزام إسرائيل بالانسحاب من أي نقطة في لبنان يعني "العودة إلى المقاومة"، وفق تعبيره.
ويقول مراقبون إن التقييم الاستراتيجي العسكري للتلال الخمس التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها، يظهر أنها لا تتميز بأي قيمة عسكرية، خاصة في ظل ما تملكه إسرائيل من تقنيات متقدمة للمراقبة والرصد.
ويرى لبنان أن إصرار إسرائيل على عدم الانسحاب من هذه التلال يرتبط بعوامل داخلية إسرائيلية، في مقدمتها عامل نفسي معنوي، وذلك لطمأنة المستوطنين وتشجيعهم على العودة إلى المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية.
ووسط هذه الأزمات المتلاحقة التي تشهدها الساحة اللبنانية يبقى التساؤل قائما ما إذا كانت البلاد ذاهبة باتجاه تصعيد كبير خلال الأيام القادمة على المستوى الأمني في الداخل، في ما يخص ملفات متعلقة بحزب الله.