الحوثيون: استهدفنا مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي وأصاب هدفه بنجاح
مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ارتفعت نسب احتمالات توجيه إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
ومردّ مثل هذا الاستنتاج، إلى أن ترامب لا يعرف الحلول الوسط، وفق خبراء، إضافة إلى انحيازه اللامحدود لإسرائيل، وهو ما تجلى في الحفاوة البالغة التي حظي بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن، كأول زعيم أجنبي يلتقيه ترامب في البيت الأبيض.
ووسط هذه الأجواء الإقليمية المشحونة، تعكف إسرائيل وإيران على إجراء اختبارات ومناورات عسكرية استعداداً وتحسباً لأي طارئ.
ضمن هذا السياق، تأتي الاختبارات الإسرائيلية على أنظمة دفاع جديدة مضادة للطائرات المسيّرة، التي قطعت إيران أشواطاً بعيدة في صنعها واستخدامها.
وأعلنت مديرية البحث والتطوير الدفاعي، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إكمالها سلسلة اختبارات على أنظمة دفاع جديدة مضادة للطائرات دون طيار، قيد التطوير.
وقدّمت بضع شركات تصنيع أسلحة في إسرائيل حلولاً مختلفة لمواجهة تهديد المسيّرات؛ إذ أُجريت الاختبارات الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول، واختبار نهائي، الثلاثاء، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وستستمر الأنظمة التي اجتازت الاختبارات في التطوير بتمويل كامل من وزارة الدفاع، إذ أظهرت الاختبارات "قدرات اعتراض للطائرات دون طيار ذات المدى والسرعات والارتفاعات المختلفة".
وتم إطلاق نحو 1300 طائرة دون طيار على إسرائيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، من جميع الجبهات، من لبنان وغزة والعراق وسوريا واليمن وإيران.
ووفقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي، ضربت 231 طائرة دون طيار إسرائيل في مواقع مختلفة؛ ما تسبب بوقوع إصابات وأضرار متفاوتة، بينما تم اعتراض الباقي.
إيران بدورها، في خضم مراقبتها الحذرة لما يمكن أن يصدر عن ترامب، استخدمت أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى روسية الصُّنع خلال تدريب عسكري، اليوم الأربعاء.
ويأتي الاختبار الإيراني بعد أن قالت إسرائيل، إنها أضعفت بشكل كبير القدرات الدفاعية لطهران بضربات نفذتها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس الأربعاء، أن منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى الإيرانية (باور-373) ومنظومة (إس300) الروسية الصنع أسقطتا ما يفترض أنه هدف معادٍ بإطلاق الصواريخ، وهو ما يعكس هاجسا إيرانيا حيال هجوم إسرائيلي محتمل.
وتزامنت التدريبات والاختبارات الإسرائيلية والإيرانية مع لقاء نتنياهو وترامب في واشنطن، إذ ناقش الطرفان جملة من الملفات الشرق أوسطية، بينها البرنامج النووي الإيراني.
ورغم سياسة "استعراض العضلات" المتبادلة بين إسرائيل وإيران، غير أن ثمة دائما مساحة للدبلوماسية، بحسب خبراء، إذ نقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير قوله، أمس الأربعاء، إن طهران مستعدة لمنح الولايات المتحدة فرصة لحل الخلافات بين البلدين.
وأضاف أن "رغبة المؤسسة الدينية هي منح فرصة أخرى للدبلوماسية مع ترامب، لكن طهران تشعر بقلق عميق إزاء التخريب الإسرائيلي".
وذكر المسؤول الإيراني أن طهران تريد من الولايات المتحدة "كبح جماح إسرائيل إذا كانت واشنطن تسعى إلى التوصل لاتفاق" مع طهران.
وفي أحدث تصريحات ترامب بشأن هذا الملف، قال إن إيران "لا يمكن أن تمتلك السلاح النووي".
وكتب الرئيس الأمريكي على منصته "تروث سوشل"، "أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، لكن أريدها أيضا أن تكون دولة لا يمكنها امتلاك السلاح النووي" مضيفا: "أفضل اتفاقا نوويا سلميا مع إيران خاضعا للتفتيش يسمح لإيران بالنمو والازدهار سلميا".
وقال أيضا إن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة "بالتعاون مع إسرائيل سوف تفجر إيران وتدمرها مبالغ فيها إلى حد كبير".
لكن خبراء رأوا في هذه التصريحات "المهادنة" تناقضاً، إذ جاءت بعد يوم واحد من توقيع ترامب أمرا يعيد فرض سياسة "الضغوط القصوى" على طهران.
ويرجح خبراء أن إسرائيل التي دمرت معقل "حماس" في قطاع غزة، وأبرمت اتفاقا مع ميليشيا "حزب الله" اللبناني بعد أن دمرت بنيته التحتية وقضت على قياداته وفي مقدمتهم حسن نصر الله، ستتفرغ، في المرحلة المقبلة، لإيران، وللميليشيات الموالية لها في العراق.
ويرى الخبراء أن إيران حالياً تمر بأضعف مرحلة، بعد أن فقدت حليفها الأساس بشار الأسد، وذراعها الطولى في لبنان، وكذلك حركة "حماس" في غزة.
ويوضح الخبراء أن ما سمي بـ"محور المقاومة" أصبح شيئاً من الماضي، ولم تعد هناك حلول وسَط للتعامل مع إيران؛ ففي ظل إدارة ترامب، إما أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإقليمية، وتوقف دعم الميليشيات في المنطقة، وتتخلى طوعا عن برنامجها النووي، وإما ستواجه عاصفة ترامب نتنياهو التي قد تهب في أي لحظة.