محللون: زعيم "إخوان" المغرب يشعل "حرب تصريحات" منذ إخفاقه بتشكيل حكومة

عادت "حرب التصريحات" مجدداً إلى الساحة السياسية المغربية، بعدما وجه زعيم "إخوان" المغرب، عبدالإله بنكيران، انتقادات لاذعة للائتلاف الحكومي بقيادة حزب "التجمع الوطني للأحرار"، وهو ما رأى فيه التجمع "ممارسة للسب والقذف في السياسة".

بينما رأى محللون أن تصريحات بنكيران تعكس "غصة الإعفاء" إذ إنه يوجه اتهامات "ثقيلة" لخصومه السياسيين منذ عودته لزعامة "العدالة والتنمية" المعارض، وإخفاقه في تشكيل الحكومة الذي أدى إلى إعفائه.

ووجه بنكيران انتقادات لاذعة لرئيس حزب "الأحرار"، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، متهماً إياه بـ"سرقة أموال الأرامل".

واختار أخنوش منصة "جامعة الشباب الأحرار" للرد على هجوم بنكيران،  مشدداً على أن حكومته مدعومة بأغلبية متماسكة، مستدركاً: "فخورون بهذه الأغلبية التي ساندت الحكومة، وهذا الذي كان ينقص الحكومة السابقة". وذلك في إشارة إلى الحكومة التي كان يقودها حزب "العدالة والتنمية".

"السياسة أخلاق"

وأضاف أخنوش مخاطباً بنكيران "ممارسة السب والقذف في السياسة تعبير عن الفشل"، ذلك أن "السياسة أخلاق قبل كل شيء، ولا يمكن لمن يفتقد الأخلاق أن يدافع عن السياسة". على حد تعبيره.

ورد قائد الائتلاف الحكومي، الجمعة، أمام حوالي 4 آلاف شاب وشابة من مختلف جهات المملكة على اتهامات بنكيران بشأن ملف الأرامل قائلا: "الحكومة مكّنت أزيد من 430 ألف أرملة من الاستفادة من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر"، مبرزًا أن هذا العدد تضاعف 4.5 مرة مقارنة بالحكومات السابقة".

 

وبعث أخنوش رسائل سياسية قوية مؤكداً أن "البعض لن يجُرّونا إلى الكلام الساقط، لأننا نملك أخلاق سياسية لا تسمح لنا بسب الناس واستهدافهم". 

بينما قال عضو المكتب السياسي لـ"حزب التجمع الوطني للأحرار"، محمد أوجار، إن "المغاربة طردوا حزب العدالة والتنمية من الحكم عبر صناديق الانتخابات"، مسجلا أنه "عند كل انتخابات جزئية تأبى الصناديق إلا أن تعاقب المتاجرين بالدين".

بدوره،  وصف القيادي البارز بالحزب رشيد الطالبي العلمي والذي يشغل أيضا منصب رئيس البرلمان المغربي، بنكيران بـ"البدائي".

وزاد بنبرة حادة: "لا يُمكن أن نخاطب البدائيين إلا بلغته، رغم أنني أتحفظ للنزول إلى مستوى كلامه المشخصِن والبذيء".

وعاد بنكيران، اليوم السبت، للرد على تصريحات رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار" ورئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش. 

وقال بنكيران في كلمة له ضمن أشغال الملتقى الوطني الـ18 لشبيبة العدالة والتنمية: "إن اهتمام حزب الأحرار بتصريحاته دليل على أن المعركة السياسية بالمغرب حاليا أصبحت بينه وبين أخنوش".

وردا على شعارات رددها بعض المشاركين في الجامعة الصيفية للأحرار - والتي جاء فيها "بنكيران ارحل.. السياسة لا تناسبك"، قال زعيم "إخوان" المغرب إنه يرفض مواجهة أخنوش أو "السجال معه" لأنه لا يملك إرثاً سياسياً أو فكرياً.

غصة الإعفاء

ورأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سعد ناصر، أن الحرب الكلامية بين حزبي "العدالة والتنمية" و"التجمع الوطني للأحرار"، زادت حدتها بشكل لافت، مشيراً إلى أنها لم تأت من فراغ وإنما هي ناتجة عن تراكمات عديدة.

وأوضح ناصر في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه ومنذ إعفاء بنكيران من تشكيل الحكومة بسبب عدم قدرته على ذلك سنة 2017، وهو يقوم بتوجيه مدفعيته الثقيلة صوب خصومه السياسيين خاصة بعد عودته إلى زعامة "العدالة والتنمية". 

ورأى المحلل السياسي، أن حزب "التجمع الوطني للأحرار" ومن خلال تصريحات قادته يحاول الدفاع عن حصيلته الحكومية خاصة فيما يتعلق بالملفات الاجتماعية التي تمس مصلحة المواطنين. مشيراً إلى أن تصريحات بنكيران عادة ما تحظى بمتابعة كبيرة، وهو ما يثير حنق الحزب الحاكم.

وأبرز الكاتب الصحفي أن هذه الاتهامات المتبادلة لن تفيد المواطنين المغاربة في أي شيء بل إنها ستُحدث قطيعة مع الحقل السياسي، واستحضر النسبة الضعيفة التي شاركت في الانتخابات الجزئية الأخيرة في عدد من الدوائر، وهي في اعتقاده مؤشر سلبي بشأن ثقة المغاربة في الأحزاب.