الفاتيكان يعلن الحداد تسعة أيام على البابا فرنسيس اعتبارا من السبت
أكد محلل سياسي أن ثمة قلقًا في الأوساط السياسية العراقية من تداعيات الأحداث الأخيرة في سوريا وأثرها على الداخل العراقي.
وقال مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عضو مجلس إدارة مؤسسة غالوب الدولية، الدكتور منقذ داغر، إن الأحداث الأخيرة في سوريا كشفت عن أبعاد معقدة للصراع في المنطقة، انعكست بشكل مباشر على العراق.
وأوضح داغر في حوار مع "إرم نيوز" أن "الفصائل المسلحة في العراق تمثل تحديًا كبيرًا للحكومة، خصوصًا في ظل ارتباط بعضها بمشاريع إقليمية ودولية متنافسة؛ ما يؤشر إلى ضرورة حصر سلاحها بيد الدولة، ودمج الحشد الشعبي ضمن المؤسسة العسكرية".
وتاليًا نص الحوار..
سوريا والعراق بلدان لا يتشاركان الجغرافيا فقط، بل يمتلكان تاريخًا مشتركًا يمتد لآلاف السنين، فسوريا كانت دائمًا امتدادًا لحضارة وادي الرافدين، وهذا يظهر بوضوح من خلال الآثار والروابط الثقافية على طول حوض الفرات، والعلاقة بين البلدين ليست حديثة، بل تعود إلى مراحل تاريخية متعددة، بما في ذلك العصر الإسلامي وما تبعه من تداخلات سياسية وثقافية.
أما اليوم، فإن البلدين جزء من مشاريع إقليمية ودولية كبرى تتصارع على النفوذ في المنطقة.. سوريا والعراق يمثلان ساحتي تنافس للمشاريع الدولية، إذ إن سقوط النظام السوري يعكس ضربات موجهة للمحور الإيراني، واستغلال هذا الضعف من قبل المشاريع الأخرى؛ ما يجعل العراقيين قلقين من أن تمتد هذه التداعيات إلى الداخل العراقي، برغم أن ذلك غير واضح لغاية الآن.
نعم، القوى السياسية العراقية قلقة بشدة، فسقوط النظام السوري يعني خسارة إيران ممرًا إستراتيجيًا مهمًا يربط طهران بالبحر المتوسط.
وما يقلق القوى السياسية بشكل أكبر هو فقدان مشروع إيراني متماسك يمكن أن يحمي مصالحها، وهذا القلق نابع من احتمال أن تتأثر أذرع إيران في العراق، خاصة إذا امتدت تداعيات التغيير السوري إلى اليمن أو لبنان؛ ما يضعف النفوذ الإيراني بشكل أكبر".
كيف تنظر إلى تعامل الحكومة العراقية مع ما حصل في سوريا، بداية رفض سقوط النظام، ولاحقًا إرسال وفد مخابراتي، وبين ذلك تصريحات متضاربة للأحزاب ورؤى متعددة؟
الحكومة العراقية تعاملت مع الأزمة السورية بطريقة تعكس الانقسام الداخلي في العراق، فهناك تيار سياسي يرى في سقوط النظام السوري تهديدًا للأمن القومي، ويعتبر ما حدث مؤامرة ضد المشروع الإيراني الذي يدعمه. في المقابل، هناك تيار آخر يرى أن سقوط النظام فرصة لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.
هذا الانقسام في الرؤى أدى إلى غياب رؤية حكومية واضحة، وإلى تصريحات متضاربة من الأحزاب والقوى السياسية.
لا يمكن لأي دولة أن تقبل بوجود فصائل مسلحة خارج إطار الدولة، والصيغة الأنسب هي حصر السلاح بيد الدولة، باعتبار أن هذا المشروع مُدرج ضمن المنهاج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
أما الحشد الشعبي فهو مؤسس بقانون، ويجب دمجه مع المؤسسة الأمنية، خاصة أن أعداده تضخمت بشكل كبير؛ ما يجعله قوة موازية للجيش.
لا أعتقد أن الفصائل العراقية ستكون رأس الرمح لإيران.. خصوصًا بعد التجربة الأخيرة، فليست لديها الإمكانية للقيام بهذا الدور، وكل شيء يعتمد على ما ستسفر عنه العلاقة بين الإدارة الأمريكية الجديدة وإيران، سواء تعرضت إيران لضغط مباشر أو غير مباشر عبر أذرعها في العراق واليمن، وهذا الأمر وارد.
نعم، أعتقد أن الانتخابات ستُجرى في موعدها، كما أؤمن أن الصدر سيعود إلى المشهد السياسي في الوقت المناسب.