logo
العالم العربي

ليبيا.. هل أحيت الانتخابات البلدية شعبية أنصار القذافي؟

ليبيا.. هل أحيت الانتخابات البلدية شعبية أنصار القذافي؟
الانتخابات البلدية في ليبياالمصدر: أ ف ب
04 ديسمبر 2024، 6:25 ص

أثار تقدم العديد من القوائم في الانتخابات البلدية التي عرفتها ليبيا أخيراً، وهي قوائم محسوبة على تيار العقيد الراحل معمر القذافي، تساؤلات حول ما إذا كان هذا الاستحقاق قد أحيا شعبية أنصاره.

وأعلن سيف الإسلام القذافي عن تحقيق أنصاره "فوزاً ساحقاً" في الانتخابات البلدية، وذلك بعد تأكد تقدم قوائم "إعمار" في مصراتة و"الميزان" في بئر الأشهب و "سواعد الوطن" في وادي عتبة وغيرها في هذا الاستحقاق.

 

تمسك بالحقبة الماضية

ولم تتأخر ردود الفعل تجاه هذا التطور كثيراً، إذ توعّد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أنصار القذافي، بالقول: "لن تحكمونا".

وعلق المحلل السياسي، الدكتور خالد محمد محمود الحجازي، على نتائج الانتخابات، قائلا إن: "الانتخابات البلدية في ليبيا تعد مؤشرًا مهمًا على التوجهات السياسية والاجتماعية داخل المجتمع الليبي، خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة، وتقدم تيار المترشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي يعكس التوجه الحقيقي لأغلب شرائح الشعب، وهو تمسكهم بالحقبة الماضية التي يرون أنها كانت أكثر استقرارًا".

أخبار ذات علاقة

"فاينانشال تايمز": الحنين إلى حكم معمر القذافي قد يدعم فرص سيف الإسلام برئاسة ليبيا

 

وأوضح الحجازي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن: "هناك عدة أسباب تقود إلى هذا التقدم، من بينها شعبية العهد السابق، إذ إن هناك شريحة واسعة ترى في الدكتور سيف الإسلام شخصية قادرة على تحقيق الاستقرار وإعادة ليبيا إلى مسار التنمية والسيادة وهناك بعض الناخبين ربما يحنّون إلى فترة حكم القذافي، رغم التحديات التي كانت فيها، كبديل عن الصراعات المستمرة بعد 2011".

وزاد قائلا إن: "هناك ضعفًا في المنافسة، فالتيارات السياسية الأخرى ربما تعاني من التشتت أو ضعف القاعدة الشعبية، ما يفسح المجال لهذا التيار لتحقيق تقدم. وتحقيق هذا التيار نجاحات على مستوى البلديات، يؤكد أن الدكتور سيف الإسلام لاعب رئيسي وأساسي في الساحة السياسية على المستوى الوطني، وأنه الرقم الصعب إذا تم التوجه نحو الانتخابات الرئاسية".

 

زيادة الاستقطاب

وحول تصريحات الدبيبة، قال الدكتور الحجازي إنها "تشير إلى أن الأطراف الحاكمة تنظر بقلق إلى هذا التقدّم، ومثل هذه المواقف قد تؤدي إلى تعميق الانقسام داخل الساحة الليبية، خاصة إذا استمرت لغة الإقصاء، وتجد ذلك جلياً في رد الجماهير على الدبيبة بالهتافات للدكتور سيف الإسلام منذ يومين في احتفالية الفروسية في العاصمة طرابلس، الأمر الذي قوبل برمي الجماهير بالرصاص الحي وإلغاء الاحتفالية".

وتابع: "إذا استمر صعود القوائم المحسوبة على أنصار سيف الإسلام، فقد يشكل ذلك تهديدًا فعليًا للتيارات الأخرى في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، ومن الممكن أن يكون هذا التقدّم مقدمة لعودة أقوى في مؤسسات الدولة".

وشدد الحجازي على أن "عودة أنصار الدكتور سيف الإسلام وأنصار القذافي بقوة قد تثير قلق بعض الأطراف الإقليمية والدولية، التي لا تزال تتحفظ على أي دور سياسي للدكتور سيف الإسلام، وهذا قد يؤدي إلى تدخلات جديدة لعرقلة صعودهم".

واستنتج أن "عودة أنصار الدكتور سيف الاسلام إلى الواجهة السياسية تعكس تحوّلات كبيرة في المزاج الشعبي الليبي. لكنها أيضًا تمثل تحديًا للأطراف القائمة التي ستجد نفسها أمام خيارين: إما التعامل مع هذه القوائم كجزء من العملية السياسية أو الإصرار على إقصائها، ما قد يؤدي إلى تصعيد جديد. في النهاية، التحدي الأكبر يظل في تحقيق توازن بين مختلف القوى لإخراج ليبيا من أزمتها الحالية''.

أخبار ذات علاقة

مبادرة أممية جديدة لكسر الجمود السياسي في ليبيا

جذب للأنظار

لكن المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، قال: "عندما نجحت الانتخابات البلدية، انبثقت تيارات أصبح كل منها يسعى إلى جذب الأنظار إليه من خلال الإعلان عن فوزه، للإيحاء للجماهير بامتلاك شعبية في ليبيا".

واستدرك العبدلي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "لكن الواقع مختلف جداً واتهام أي قائمة بأنها تتبع النظام السابق أمر غير منطقي، لأن الانتخابات البلدية لا علاقة لها بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، وهي معنية بالأمور الخدمية والتي تخدم مصلحة المواطن". 

وشدد على أن "فوز تيار القذافي بشكل واضح لا يمكن أن يكون إلا في الاستحقاق الرئاسي أو البرلماني، ولا يمكن تبين فوز تيار القذافي أو غيره في الانتخابات البلدية كما سبق، لأن هذه الانتخابات لا علاقة لها بالسياسة وهي انتخابات أيضا شهدت عزوفاً في واقع الأمر". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات