إعلام سوري: روسيا تستعد لتسليم خام القطب الشمالي إلى سوريا لأول مرة
يشهد إقليم كردستان العراق منذ عقود، تنافسا على السلطة بين حزبين أساسيين، هما الحزب الوطني الكردستاني بزعامة بافال جلال الطالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وكلا الحزبين يرتبطان بعلاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع طهران وأنقرة، حيث تعد الانتخابات التشريعية التي تجري اليوم الأحد في إقليم كردستان العراق، حدثا مفصليا ومحوريا في تحديد حجم النفوذ الخارجي الإيراني والتركي في الإقليم، فلمن ستكون الغلبة؟.
وتتنافس إيران وتركيا، باعتبارهما قوتين إقليميتين متقاربتين في القوة، على العديد من الدوائر الجغرافية في الشرق الأوسط، ومنها النفوذ المتزايد في العراق بشكل عام وإقليم كردستان بشكل خاص.
وتغلغلت الدولتان اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً في كردستان العراق، وهيأ الفراغ الأمني لتغيير النظام السابق عام 2003، فرصة كبيرة لهما لزيادة نفوذهما في المنطقة.
فمن الناحية الأمنية، تهتم إيران وتركيا بشكل مفصل بالداخل الكردي، إذ يرى الكاتب والخبير الإستراتيجي الكردي، هافال دوسكي، أن أي تغير في ميزان القوى السياسية داخل إقليم كردستان، قد يؤثر على الاستقرار الأمني، وهو ما يهم كلا من إيران وتركيا بسبب مخاوفهما من الحركات الانفصالية الكردية في الداخل".
وأضاف دوسكي لـ "إرم نيوز"، إن "تركيا تخشى من صعود حزب العمال الكردستاني في المنطقة، بينما تهتم إيران بتأمين حدودها مع العراق ومنع أي نشاط قد يهدد أمنها الداخلي عبر الجماعات الكردية المعارضة لها، لذا هما يهتمان بالانتخابات في إقليم كردستان وتعمل كل جهة على دعم حليفها في تلك الانتخابات".
ويرجح، دوسكي، أن "تحدد الانتخابات التوجهات الإقليمية في العراق عامة، وتعيد تشكيل العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد، وهو ما سيكون له تأثير مباشر على النفوذ الإقليمي لكل من إيران وتركيا".
وتتخذ، طهران، موطئ قدم لها في إقليم كردستان العراق، وتستخدم الكثير من أساليب القوة الناعمة لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك اعتماد نهج الإكراه بالسياسة المحلية، والتبشير، والتوسع الثقافي، ويجري ذلك كله عبر حليفها الأبرز، الاتحاد الوطني الكردستاني، بحسب المحلل السياسي، سامان سردار.
وقال سردار لـ "إرم نيوز"، إن "التغلغل الإيراني في كردستان ليس وليد اللحظة، بل يمتد منذ ستينيات القرن الماضي، بهدف تحقيق لحظات مصلحية تمكنها من زيادة نفوذها في المنطقة".
وأوضح، أن "الانتخابات في الإقليم ستحدد مدى توسع أو تراجع نفوذ كل من إيران وتركيا في كردستان".
لكن سردار، أبدى "مخاوفه من تأثيرات أمنية كبيرة على الإقليم، نتيجة صراع القوى الخارجية، قائلا: "يمكن أن تدفع الحزبين الحاكمين للصدام المسلح، ما بعد الانتخابات الحالية".
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين في أربيل، رزكار عبد الرحمن لـ "إرم نيوز":إن "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يتمتع، تاريخيًا، بعلاقات أقوى مع إيران، بينما الحزب الديمقراطي الكردستاني، يرتبط بعلاقات أوثق مع تركيا".
وتابع عبدالرحمن" "إن نتائج الانتخابات، قد تؤثر في توازن القوى بين الحزبين، مما يعزز أو يضعف نفوذ إحدى الدولتين".
وتعتمد تركيا على إقليم كردستان، لتأمين خطوط أنابيب النفط والغاز، بينما تسعى إيران إلى توسيع نفوذها الاقتصادي عبر التجارة والاستثمار في المنطقة، وفي حال فوز الحزب الديمقراطي بالأغلبية، قد يُعزز ذلك المصالح التركية عبر استمرار التعاون بالمجال النفطي، وفق عبدالرحمن.
وأما إذا "حظي الاتحاد الوطني الكردستاني بالأغلبية، قد يعزز ذلك فرص إيران، لتعزيز علاقاتها الاقتصادية بالإقليم"، بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين في أربيل.