خبراء: إسرائيل ترفع سقف مطالبها لإنهاء الحرب

قال خبراء سياسيون في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن إسرائيل تسعى إلى فرض شروط تفاوضية صارمة لإنهاء الحرب، متجاهلة الضغوط الدولية، خاصة الأمريكية، ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه الإدارة الأمريكية جهودها الدبلوماسية، قبيل الانتخابات الرئاسية، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

وأشار الخبراء، إلى أن الجهود الأمريكية تمثلت في وصول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط في زيارة قد تكون الأخيرة قبل الانتخابات، وسبقه المبعوث الرئاسي الأمريكي، آموس هوكستين، الذي تحدث عن أن القرار "1701" لوقف إطلاق النار لم يعد كافيًا.

وأضاف الخبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول كسب الوقت، ويصعّد من العمليات العسكرية، ويتجاهل أي مبادرات لوقف إطلاق النار، مستفيدًا من الإنجازات التي حققها في لبنان وغزة، وساعيًا إلى توسيع الجبهات من خلال توجيه ضربة قاسية لإيران قد تكون قريبة مع وصول منظومة الصواريخ "ثاد" إلى إسرائيل.

فرض الاستسلام على حزب الله

 

وأكد رئيس قسم الإستراتيجيا في مركز الدراسات الإنتروستراتيجي، العميد الركن المتقاعد نضال زهوي، في حديث إلى "إرم نيوز"، أن كل المسارات التفاوضية في المنطقة تصب في خانة فرض الشروط الإسرائيلية، بعدما شعرت إسرائيل أنها في موقع الانتصار وفقدان توازن الردع؛ ورغم تعافي بنية ميليشيا حزب الله العسكرية، واستعادة وتيرة عملياته، إلا أن الإسرائيلي يحاول فرض الاستسلام على لبنان وليس فقط على حزب الله.

وأشار زهوي إلى أنه لا مجال للتفاوض في الوقت الحالي، فالجانب الإسرائيلي ربط ملفات المنطقة ببعضها البعض، والسبب هو التفوق الجوي من خلال امتلاكه سلاحًا كاسرًا للتوازن "F-35"، مما يعني أنه قادر على ضرب إيران والسيطرة الجوية في كل الشرق الأوسط.

ولفت زهوي إلى أن خلط الأوراق سيتم بضربة إسرائيلية على إيران، والرد الإيراني سيؤدي إلى تصعيد مستمر بحسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وهذا ما قد يعيد التوازن إلى مساره الطبيعي، بالإضافة إلى قدرة حزب الله على صد الهجمات البرية، وإعادة رسم خطوط الردع التي افتقدها بعد الضربات المتتالية التي تلقاها في الأسابيع الأخيرة.

سقوف عالية

من جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية نبيه عواضة لـ"إرم نيوز"، إن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، فهو سابقًا من أوقف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وليس حركة حماس، وفي لبنان رفع من سقف الشروط التفاوضية.

وبحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" عن الوثيقة الإسرائيلية التي سُلِّمت للإدارة الأمريكية، تضمنت الشروط الإسرائيلية التشدد في تنفيذ القرار "1701" ومن هي الجهات التي تراقب تطبيقه، إضافة إلى حرية العمل العسكري في لبنان، والسماح لسلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ غارات تتعلق بنقل السلاح إلى لبنان، ونزع السلاح من جميع التنظيمات اللبنانية.

وأضاف عواضة، أن هدف نتنياهو هو إقامة منطقة أمنية عازلة عسكرية، ربما تكون خالية من السكان، إضافة إلى إقامة نقاط مراقبة دولية على المعابر الحدودية، وهذه الشروط تعني أنه لا يريد إنهاء الحرب.

ولفت الخبير السياسي، إلى أن إسرائيل تربط لبنان بغزة بسقوف عالية، وتعتبر أنها سيطرت على غزة وحققت إنجازًا عسكريًا؛ أما في لبنان، فتتعامل على أساس هدفها المعلن وهو تغيير الواقع في الشرق الأوسط وربما الذهاب إلى حرب كبرى دون تفجير المنطقة.

وختم عواضة بأن توسيع دائرة الحرب والجبهات ربما يعني أيضًا توسيع دائرة الحلول، لكن زيارة بلينكن وهوكستين ستكون الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية، ومن المرجح أنهما لن يكونا ضمن الإدارة الجديدة حتى لو فاز الديمقراطيون.