هآرتس: الجيش الإسرائيلي غير قادر على معرفة أماكن احتجاز المختطفين في غزة
تبرز قضية الصحفي الأمريكي "أوستن تايس"،المختفي في سوريا منذ 12 عامًا، كأحد الملفات الإنسانية والسياسية التي قد تحمل في طياتها مفاتيح جديدة لتغيير مسار العلاقة بين المعارضة السورية والولايات المتحدة.
وأوضح خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن قضية تايس من الممكن أن تكون فرصة مواتية لتوحيد الجهود بين الفصائل السورية بقيادة هيئة تحرير الشام، والإدارة الأمريكية، وأن تكون مدخلًا لإعادة فتح الحوار حول قضايا إنسانية أوسع.
وأشار الخبراء إلى إمكانية أن يكون تايس تم نقله من جانب نظام بشار الأسد من دمشق، سواء في فترات سابقة أو قبل سقوطه، إلى مكان آخر لدى حلفائه إيران أو روسيا، حتى لا تستطيع واشنطن الوصول إليه، في ظل تصميم الولايات المتحدة على تحريره من قبضة الأجهزة الأمنية للنظام السابق.
اختفى أوستن تايس، الصحفي في جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية، في جنوب العاصمة السورية دمشق عام 2012، وقد صاحب ذلك أنباء عن اعتقاله من السلطات السورية وسط تردد معلومات عن علاقته بوكالة الاستخبارات الأمريكية، وأنه خدم في وقت سابق بمشاة البحرية الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال مؤخرًا إن حكومة بلاده تعتقد أن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، الذي اختفى قبل 12 عامًا بالقرب من العاصمة السورية، على قيد الحياة، وإن واشنطن ملتزمة بإعادته إلى وطنه بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة في دمشق.
تقول الكاتبة والباحثة السياسية السورية، مزن مرشد، إنه "في ظل الأوضاع الراهنة في سوريا وتعقيدات الملف السياسي والإنساني، يمكن لقضية الصحفي أوستن تايس أن تكون بالفعل فرصة مواتية لتوحيد الجهود بين المعارضة السورية والإدارة الأمريكية".
وأشارت إلى أن تسليط الضوء على هذه القضية يمكن أن يظهر وجهًا إنسانيًّا للنزاع السوري، ويبرز دور الصحفيين كجسر للتواصل بين الأطراف.
وأكدت مرشد، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "القضية ليست فقط اختبارًا للدبلوماسية، لكنها قد تمثل أيضًا مدخلًا لإعادة فتح الحوار حول قضايا إنسانية أوسع، مثل: إقفال ملف الاعتقال السياسي المبني على الرأي نهائيًّا في البلاد، وتخفيف المعاناة المدنية عن المواطنين، وهو ما يمكن أن يعزز مكانة المعارضة السورية كشريك موثوق لدى واشنطن".
وتابعت أن "المهم اليوم هو الكشف عن مصير تايس، حيث كان يُعتقد حتى آخر لحظات سقوط النظام أنه محتجز لدى سلطات الأسد".
وأردفت بأن "نظام الأسد لم يعترف بسجن تايس، ومع ذلك بقيت الحكومة الأمريكية في حالة إصرار على أنه في سجون النظام، بما في ذلك تصريحات الرئيس جو بايدن التي تشير إلى أدلة تدعم وجوده في سجون الأسد".
وأشارت مرشد إلى أنه "في عام 2015، كشفت تقارير عن رؤية مبعوث أمريكي لتايس من خلال وساطة دبلوماسية تشيكية، حيث أُفيد بأنه كان محتجزًا في منشآت تابعة للحرس الجمهوري السوري قرب مطار المزة العسكري. كما أن السلطات الأمريكية تعمل منذ سنوات على إطلاق سراحه من خلال قنوات دبلوماسية، لكنها لم تُحرز تقدمًا كبيرًا حتى الآن".
يرى الباحث في العلاقات الدولية، سمير حسن، أن فصائل المعارضة التي استلمت السلطة في الوقت الحالي داخل سوريا، ستستطيع تقديم نفسها بشكل جيد ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضًا للدول الغربية، حال الوصول إلى تايس أو الوقوف على معلومات تتعلق بمصيره.
وأضاف حسن: "سيكون ذلك متماشيًا مع الصورة العصرية التي ظهرت بها مؤخرًا الهيئة وقائدها أبو محمد الجولاني، بأنها تهتم بالقضايا الحقوقية؛ ما يعطي لها صورة إيجابية أمام منظمات حقوقية دولية، ويدعمها أيضًا في إزالة سمعتها المتعلقة بالأعمال الإرهابية".
وأوضح حسن، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "وصول الهيئة إلى تايس سيظهرها أيضًا على أنها قادرة على حل معضلات، وسط عمل الولايات المتحدة وأجهزتها على فك شفرة مصير الصحفي المختفي والوصول إليه بشتى الطرق منذ سنوات، الأمر الذي قد يترتب عليه جانب من الثقة من جانب عواصم غربية تجاه الهيئة وحكومتها".
وتابع أن "قضية تايس تحمل طلاسم خاصة في ظل إمكانية أن يكون نظام الأسد قبل سقوطه قام بنقله إلى أيٍّ من حلفائه، سواء طهران أو موسكو، لمنع الوصول إليه من جانب أمريكا".