شينخوا: الصين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتعاون مع روسيا وإيران ووكالة الطاقة بشأن نووي إيران
رغم استبعادهم القضاء على حكم "حماس" في غزة كليًّا، أشار خبراء في الشأن الفلسطيني والشرق الأوسط، إلى إمكانية خروج الحركة وقيادتها في الفترة المقبلة، من دائرة الحكم؛ سعيًا للحفاظ على بقائها، وسط مخاوف من عودة الحرب بعد المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والحديث المتزايد عن ترحيل الغزيين والتهجير.
احتواء الحركة
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، أن القضاء على حكم حماس في غزة، والحديث عن "اليوم الثاني" من الحرب في القطاع من دونها، هو ضرب من الخيال، مشيرًا إلى أنه من الممكن إضعاف الحركة على المستوى العسكري، لكنها لن تنتهي جماهيريًّا، ومن ثم ستأتي بها على الجانب السياسي، صناديق الاقتراع مرة أخرى.
ويقول الرقب في حديث مع "إرم نيوز"، إنه كان من الأفضل، وضع آليات من جانب منظمة التحرير الفلسطينية، تنظم الوجود داخل القطاع، وأن يتضمن ذلك خطوة احتواء لحركة حماس، بما يخدم القضية الفلسطينية وغزة والسعي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وهو أمر لم يقم به الرئيس محمود عباس، في مناسبات وفرص كانت سانحة لذلك.
وأضاف أنه كان هناك فرص متعددة لهذا الاحتواء للحركة خلال آخر 20 سنة، بما يجعل صورة واحدة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك من خلال تشكيل إطار مؤقت يضم الفصائل كافة، بما فيهم "حماس"، لافتًا إلى أن الاحتواء ما زال ممكنًا من جانب السلطة. ولكن يتم إضاعة هذه الفرصة من جانب منظمة التحرير من جديد.
وشدد "الرقب" على ضرورة الاستفادة من الأزمة الحالية بأن تسعى منظمة التحرير، لإقامة حوار جاد بين الفصائل الفلسطينية كافة، لتجاوز الانقسام الفلسطيني، وأن يكون هناك إطار جامع يضم الجميع، ليتم وضع آلية لإدارة القطاع في ظل ما جاء من جانب القاهرة، بتقديم مقترح لجنة الإسناد المجتمعي، مقترحًا أن تكون إدارة القطاع على المستوى الإداري والأمني "تكنوقراطية".
الحفاظ على البقاء
فيما يفرق الباحث في شؤون الشرق الأوسط، بسام رخيني، بين وجود "حماس" في القطاع، وبين استمرارها في الحكم والإدارة والانفراد بذلك من عدمه، موضحًا أن الحركة قائمة وموجودة في القطاع على المستوى الشعبي والعسكري والسياسي، ولكن خطة إنهاء حكمها في غزة سيكون متعلقًا بشكل كبير، بمدى وقف الحرب وعدم تجددها من جانب إسرائيل وأخذ ذلك ذريعة، ولا سيما بعد المآسي التى ما زال يعيشها أهل القطاع.
وأضاف الرخيني، أن "حماس" من الممكن أن تعمل حاليًّا على عدم وجودها في صدارة الحكم والإدارة، حتى لا تنجح خطة إسرائيل وأمريكا في ظل حكم دونالد ترامب، باستمرار الحرب بعد المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، وإبطال مفعول الضغوط المتعلقة بالترحيل والتهجير التي تتزايد في ظل مساعٍ لجعل القطاع، منطقة خارج الزمن، بحسب الرخيني.
ولفت إلى أن حماس، تفكر بشكل كبير في أن الموجة عالية، وأن أفضل تعامل هو تجاوزها بأن تظل قاعدتها الشعبية قائمة وما تبقى من وجودها العسكري حتى لو بشكل غير مباشر حتى يكون هناك إعادة التأهيل في المستقبل القريب بدلًا من أن يمضي مخطط استكمال إضعافها.
وختم رخيني بالإشارة إلى أن تسليم حكم وإدارة القطاع من "حماس" إلى السلطة الفلسطينية، سيقطع الطريق على العديد من الذرائع والمخططات الإسرائيلية الموجهة إلى غزة، ولا سيما أمام المجتمع الدولي.