تثير رسائل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، الأخيرة، إلى حلفائه الإقليميين، وخاصة إيران ومليشيا حزب الله، تساؤلات عدة حول وضعه الحالي، وقدرته على مواصلة قيادة حماس في ظل الضغوط العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وعلى حين تحاول الرسائل إبراز القوة والسيطرة، فإنها تكشف أيضًا عن التحديات التي تواجه التنظيم، وحاجته إلى تعزيز العلاقات مع حلفائه الإقليميين، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
وهذه هي المرة الأولى، منذ عام تقريبًا التي يُسمع فيها صوت السنوار علنًا، إذ أصدر خلال الأسبوع الجاري، بيانًا يهنئ فيه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بفوزه في الانتخابات، وبعث أيضًا رسائل شكر إلى القادة كافة، والمسؤولين الذين قدموا التعازي لحركة حماس باغتيال إسماعيل هنية.
ويعدُّ السنوار، الذي عُيِّن زعيمًا سياسيًّا لحركة حماس بعد اغتيال هنية في طهران خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، متشددًا عن سلفه في العلاقات مع إسرائيل، وأنه يفضل التعاون وتوثيق العلاقات مع إيران والجماعات الإسلامية المتحالفة معها مثل حزب الله.
وفي هذا الصدد، تناولت تقارير إعلامية، رسالة زعيم حركة "حماس"، يحيى السنوار، التي بعثها إلى زعيم مليشيا حزب الله، حسن نصر الله، التي كشفت رغبته في إظهار أنه على علم بما يحدث خارج قطاع غزة.
وكشفت رسالة السنوار النادرة التي بعثها من داخل مخبئه في غزة إلى نصر الله، أن هذه هي طريقة زعيم "حماس" في إظهار سيطرته على ما يحدث داخل قطاع غزة، ويظهر أيضًا أنه مطلع على ما يحدث خارج القطاع.
وتمثل الرسالة التي نُشرت على قناة مليشيا حزب الله على منصة التواصل الاجتماعي "تلغرام"، كسر صمت السنوار منذ اندلاع حرب "السيوف الحديدية" في غزة، إذ كتب السنوار لنصر الله أن "حماس ملتزمة بطريق المقاومة الذي رسمه سلفه الراحل إسماعيل هنية.
وشدد على أهمية وحدة الأمة الإسلامية في التعامل مع ما أسماه بالمشروع "الصهيوني"، حسب ما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
وكُتبت الرسالة تعبيرًا عن الامتنان لنضال حزب الله المستمر ضد إسرائيل، الذي بدأ بعد يوم من الهجوم الكبير الذي نفذته "حماس" في المستوطنات الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتعهد السنوار في رسالته إلى نصر الله، بمواصلة حماية الأماكن المقدسة للإسلام، خاصة المسجد الأقصى في القدس، حتى طرد الاحتلال وزواله، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس، وأشار إلى أن هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، هو أحد أشرف المعارك في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وتبقى التساؤلات بلا أجوبة حول هذه الرسائل، هل يحضّر السنوار، لمفاجآت قادمة، أم أنها مجرد دعاية و"بروباغندا"، لإظهار أنه ما زال قويًّا في الميدان، بحسب محللين وخبراء.
