logo
العالم العربي

بعد مقتل أبرز قادة "القسام".. هل ينجح "الصف الثاني" في ترميم الحركة؟

بعد مقتل أبرز قادة "القسام".. هل ينجح "الصف الثاني" في ترميم الحركة؟
عناصر من كتائب القسامالمصدر: رويترز
31 يناير 2025، 5:36 م

أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، مقتل قادتها البارزين، وعلى رأسهم القائد العام محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، والقادة أيمن نوفل ورافع سلامة وغازي أبو طماعة، ما يثير التساؤلات حول إمكانية نجاح من تبقى من القيادات العسكرية في ترميم قدرات الحركة.

وخلال الحرب في غزة التي استمرت 15 شهرًا لم تنجح إسرائيل في اغتيال ثلاثة من قادة الأركان: رائد سعد، ومحمد السنوار، ومحمد عودة، إضافة إلى قادة الألوية، عز الدين الحداد، ومحمد شبانة، ورائد ثابت.

أخبار ذات علاقة

على رأسهم الضيف.. حماس تؤكد مقتل 6 من أبرز قادتها خلال حرب غزة

 وعلى الرغم من تأكيد "القسام" عدم وجود فراغ قيادي في داخلها فإن الجناح المسلح بحاجة لإعادة ترتيب هيكله التنظيمي وتكليف شخصيات جديدة بالمراكز القيادية العليا، الأمر الذي سيؤدي لصعود أسماء جديدة، وتغيير الهيكلية العسكرية للحركة.

ويعد محمد السنوار عضو هيئة الأركان، وعز الدين الحداد قائد لواء غزة، ومحمد شبانة قائد لواء رفح، ورائد سعد قائد وحدات التصنيع، من أبرز الشخصيات التي يمكن أن تتولى قيادة القسام في المرحلة المقبلة، في حين يقلل الخبراء من حظوظ القيادات الأخرى.

محمد السنوار

السنوار هو الشخصية الأوفر حظًا لتولي قيادة القسام خلفًا للقادة الذين اغتالتهم إسرائيل، وتحديدًا المنصب الذي شغله محمد الضيف لسنوات، خاصة أنه من المسؤولين الرئيسيين عن هجوم عناصر حركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول، وهي الحادثة التي أدت لاندلاع الحرب.  

والسنوار من الدائرة المقربة جدًا في صنع القرار العسكري، كما أن المعطيات الإسرائيلية تشير إلى أنه من تولى المسؤولية عن القرار المتعلق بالتهدئة مع إسرائيل بعد مقتل شقيقه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى بمدينة رفح قبل عدة أشهر.

5315fa86-8481-4f57-891d-afe99cc9cc20

وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، إن "السنوار سيكون من الشخصيات البارزة في المرحلة المقبلة على المستويين السياسي والعسكري"، لافتًا إلى أنه سيكمل مسيرة شقيقه يحيى، وسيبذل جهدًا لتطويع الحركة وقادتها.

وأوضح هواش، لـ"إرم نيوز"، أن "محمد السنوار هو المسؤول الأول عن العمليات الاستعراضية خلال صفقات تبادل الأسرى لأنها تخدم أفكاره وأفكار شقيقه يحيى، كما أنه سيكون المسؤول عن إعادة هيكلة الحركة وترميها".

وأضاف أن "القوة التي يملكها السنوار تمكّنه من تحقيق الأهداف التي يصبو إليها، علاوة على أنه الشخصية الوحيدة القادرة على فرض القرارات السياسية والعسكرية في الحركة"، مبينًا أنه لا يمكن ترتيب أوضاع حركة حماس دون موافقته.

أخبار ذات علاقة

تقرير إسرائيلي: انتشال جثة محمد الضيف ودفنها في "مكان سري"

محمد شبانة

وعلى الرغم من أن قائد لواء رفح محمد شبانة لم يتسلم أي منصب بالقيادة العسكرية للجناح المسلح لحركة حماس فإن له مكانة عسكرية كبيرة، اكتسبها بسبب الدور الاستثنائي لعناصر الحركة في رفح، التي اختارها يحيى السنوار لتكون مركز قتاله.

ووفق هواش، فإن "شبانة من القيادات التي يمكن أن توكل لها مهمة نائب القائد العام للقسام، خاصة أنه من المقربين من عائلة يحيى ومحمد السنوار، كما أن له دورًا مميزًا في عمليات قتالية لحركة حماس على مدار السنوات الماضية".

وأوضح أن "الخبرة العسكرية لمحمد شبانة تمكّنه من الحصول على دور قيادي في الجناح المسلح لحركة حماس إلا أن هذا الدور سيكون بتوجيهات محمد السنوار، الذي يمثل أهم قيادات الحركة للمرحلة المقبلة على مختلف المستويات".

وأردف، "بتقديري حركة حماس وجناحها المسلح يمران بمرحلة حساسة، والقيادة المقبلة ستكون مضطرة إلى دفع ثمن جميع قرارات القيادة السابقة، ما يعني أن من سيتم اختيارهم لقيادة الجناح المسلح سيكونون من المشاركين بقرار هجوم أكتوبر/تشرين الأول".

عز الدين الحداد

تمتع قائد "لواء غزة" عز الدين الحداد بمكانة استثنائية في الحركة يمكن أن تمكّنه من تولي مركز مهم بالجناح المسلح إلا أنه أيضًا لا يمكن أن يكون قائدًا عامًا للقسام، إذ يقدر الخبراء أن هذا المنصب سيكون حصرًا لشقيق يحيى السنوار.

وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "تولي الحداد منصبًا مهمًا في الجناح المسلح سيمكّن الحركة من إعادة ترميم نفسها جزئيًا، خاصة أن الحركة تسلّمه ملف مركز القطاع، ما يعني أنه بمنزلة أمين السر للجناحين العسكري والسياسي".

وأضاف الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، "دون الحداد لا يمكن لحركة حماس أن تتمكن من إعادة تهيئة نفسها عسكريًا، خاصة أن غزة تحت مسؤولياته الأمنية والعسكرية"، مبينًا أن ظهوره الإعلامي أخيرًا يؤكد أنه سيتولى دورًا قياديًا كبيرًا في المرحلة الجديدة لحركة حماس.

أخبار ذات علاقة

ما أثر مقتل السنوار في قدرات كتائب القسام؟

رائد سعد

وبسبب تولي رائد سعد المسؤولية عن ركن التصنيع فإن له دورًا هامًا في المرحلة المقبلة إلا أن هذا الدور سيكون صعبًا ومعقدًا في ظل الظروف الجديدة التي أفرزتها الحرب، والقيود التي تضعها إسرائيل على قطاع غزة.

ووفق الشرقاوي، فإن "سعد سيكون ركنًا أساسيًا في إعادة هيكلة وتأهيل الجناح المسلح لحركة حماس إلا أن هذا الدور سيكون في إطار ملف التصنيع، ما يعني أنه سيكون بعيدًا عن دائرة القرارات العسكرية والسياسية، على الرغم من أنه سيوكل بالمهمة الأصعب".

واستطرد "بتقديري سيكون لسعد دور استثنائي، وسيعمل بشكل حثيث من أجل تهيئة الحركة وإعادة قدراتها العسكرية، ما يحول دون دخوله في مجال المنافسة على المناصب العليا بالجناح المسلح لحركة حماس"، مؤكدًا أن الحركة أمام خيارات صعبة للغاية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات