إيران: جولة المحادثات المقبلة مع واشنطن ستعقد السبت المقبل وعُمان ستبقى محور الوساطة
يعيق الفراغ القيادي الذي تعيشه حماس، عملية صناعة القرار داخل أروقة الحركة العسكرية والسياسية، بشأن التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل، في قطاع غزة.
وتشهد مواقف الحركة بهذا الخصوص تضاربًا إعلاميًّا، ففي الوقت الذي يكشف فيه بعض قياداتها عن تقدم جوهري وملموس بمفاوضات التهدئة مع إسرائيل، أصدرت حماس بيانًا رسميًّا تتهم فيه إسرائيل بوضع شروط جديدة أمام تلك المفاوضات.
ووفق بيان حماس، فإن "شروطًا جديدة وضعتها إسرائيل أدت إلى تأجيل التوصل لاتفاق تهدئة"، فيما وصفت المفاوضات المتواصلة في قطر بـ"الجدية".
وأوضح البيان أن "الشروط تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار وملف الأسرى وعودة النازحين، ما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحًا".
وبهذا الصدد، يرى المحلل السياسي، تيسير عابد، أن "المؤشرات تؤكد وجود تقدم حقيقي في مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل"، لافتًا إلى أن غياب قيادة واضحة للحركة يعيق بشكل أساسي التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة.
وقال عابد، لـ"إرم نيوز"، إن "سيطرة الجناح المسلح لحماس على قرار التهدئة، بصفته الجناح المسيطر على الرهائن الإسرائيليين والمعلومات المتعلقة بهم، وغياب دور القيادة السياسية، يعيق التوصل إلى تهدئة منذ أشهر".
وأوضح أنه "رغم مقتل رئيس مكتب حماس السياسي، يحيى السنوار، الذي كان الأكثر تشددًا بمطالبه للتهدئة، فإن القيادة العسكرية التي تولت من بعده تسير في الاتجاه ذاته، وتتبع مساره التفاوضي نفسه".
وأضاف عابد أن "حماس لا ترجح رأي الأغلبية في صفوف قياداتها السياسية التي تريد التوصل لاتفاق مع إسرائيل بشكل عاجل"، مشددًا على أن المسيطر على القرار في الوقت الحالي داخل الحركة هم قادة الجناح المسلح من غزة.
وأشار إلى أن "هؤلاء القادة يستغلون امتلاكهم للمعلومات الخاصة بالرهائن والمحتجزين، وهو ما يعطيهم أفضلية عن القيادة السياسية التي تتعرض لضغوط غير مسبوقة من أجل تقديم التسهيلات المتعلقة بالتوصل لاتفاق تهدئة".
بدوره، يرى الخبير في الشأن الفلسطيني، يونس الزريعي، أن "التخبط داخل صفوف حماس قد يؤخر الاتفاق مع إسرائيل قليلًا، إلا أن الحركة تأخذ بجدية تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن اتفاق تبادل الأسرى".
وقال الزريعي، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس بقيادتها العسكرية والسياسية تبحث عن أي صورة للنصر، وترغب بالتوصل لاتفاق يضمن لها الحفاظ على وجودها في الشارع الفلسطيني"، مبينًا أنها ستكون مندفعة نحو القبول بالاتفاق خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن "الصراع داخل حماس سيظهر للعلن بعد التوصل لاتفاق مرحلي، لا سيما أن القيادة السياسية بالخارج ترغب بأن تدفع قيادة الداخل السياسية والعسكرية الفاتورة الباهظة للحرب في غزة، على اعتبار أنها الطرف الذي اتخذ القرار بشأنها".
وزاد الزريعي: "هناك حالة من التردد والقلق الكبيرين لدى قيادات حماس، خاصة أن الوسطاء قد يلجؤون لاتخاذ قرارات عقابية بحقهم حال فشلت مفاوضات التهدئة، على حين يرغب حلفاء الحركة، وتحديدًا إيران، باستمرار القتال في غزة وإفشال صفقة الرهائن".
وختم بالقول:"الحل الوحيد هو قبول الحركة باتفاق مرحلي ينهي الحرب، ولو بشكل جزئي، واستغلال حاجة إسرائيل للإفراج عن الرهائن، والتفرغ لجبهتي سوريا واليمن"، مؤكدًا أن عودة ترامب دون اتفاق سترفع وتيرة القتال بالمنطقة.