الخارجية الأمريكية: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخطط لإرسال فريق إلى إيران خلال أيام
كشفت مصادر أمنية عراقية لـ"إرم نيوز"، عن مصدر الشرارة الأولى التي تسببت باندلاع فوضى الاضطرابات الأمنية الأضخم في الساحل السوري منذ سقوط بشار الأسد، والتي تورطت فيها ذراع إيرانية "مغبونة".
وأكدت المصادر أن غرفة عمليات عسكرية بقيادة غياث دلا أقيمت مسبقا في العراق للتحضير للهجوم، شاركت فيها ميليشيا "فاطميون"، بعد انسحابها من سوريا، إلى جانب قيادات عسكرية تابعة للنظام السوري السابق.
تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ألقى الضوء على ميليشيا "فاطميون" في سوريا، التي تشكلت من لاجئين أفغان انضموا إلى القتال في سوريا مع الحرس الثوري الإيراني، للدفاع عما روج له بشعار "المراقد الشيعية المقدسة" في أثناء معارك النظام مع فصائل المعارضة السورية.
وهربت هذه الميليشيا من الفقر المدقع وخوفا من إعادتهم إلى أفغانستان، ليكونوا قوة في الحروب بالوكالة لصالح طهران، إلا أنهم يشعرون بالغبن بسبب تجاهلهم بشكل كبير في إيران.
ويجزم الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، سيف رعد، بأن خسارة إيران لنفوذها في سوريا جعلها تبحث عن ورقة تفاوض بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية في ملفات مهمة مثل البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب إشغال المنطقة في صراع مع الساحة السورية.
ولفت رعد في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذا التطور يجعل الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة محتملة، قد تشغل ترامب وإدارته بشكل كبير، مبينا أنه يسعى لإنهاء حرب غزة والحرب في أوكرانيا بأي شكل ولو باستخدام القوة الاقتصادية والعسكرية.
ولذلك، يؤكد رعد أن ظهور أي أزمة قد يشغل أمريكا وحتى إسرائيل من استهداف إيران وبرنامجها النووي، وفق تقديره.
وحول غياث دلا، الضابط السابق في الجيش السوري والذراع التنفيذية لماهر الأسد، أوضح الخبير الأمني العراقي سيف رعد أنه، شكل اللواء المعروف باسم "قوات الغيث" وهي ميليشيا خاصة أسسها بدعم إيراني وشاركت في عمليات قمع الثورة السورية منذ 2011 بما في ذلك مجازر في داريا ومعضمية الشام.
وتابع "هناك مصادر تفيد بحصوله على الدعم المالي من فصائل عراقية وحزب الله اللبناني، وهناك تأكيدات حول غرفة عمليات عسكرية أقيمت في العراق وفيها كل من لواء فاطميون وزينبيون وغيرهما من بقايا قيادات عسكرية وبعثية تابعة للنظام السوري السابق".
وأوضح أن تلك المؤشرات كانت نواة لتأسيس مجلس عسكري بقيادة غياث دلا الذي يمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال.
وفي قراءة استراتيجية للمنطقة وسوريا بشكل خاص، يؤكد الخبير الأمني والاستراتيجي، سيف رعد، أنه لا يمكن أن يتحقق "ممر داود" الذي تطمح إليه إسرائيل إلا بوجود صراع داخلي سوري.
وأردف "أما المعادلة الجديدة في سوريا فهي تجمع إيران وحرسها الثوري وفصائلها في العراق مع قوات "قسد".
في سوريا، فهي تعتبر الممر الرئيس الوحيد للدعم اللوجيستي لقيادة محور جديد في الداخل ضد قوات الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع".
ويشير هنا، إلى أن النظام الإيراني يسعى لخلق نفوذ جديد في الساحة السورية، مستطردا "هذا يوصلنا إلى نتيجة بأن من الممكن أن تتقاسم إيران نفوذها ولو على حساب عدوها المعلن إسرائيل"، وفق قراءته.
وحول الدور المحتمل للميليشيات العراقية، في التصعيد الأخير بالساحل السوري، أبان الخبير السياسي العراقي الدكتور محمد نعناع، إلى أن تلك الاشتباكات الأخيرة في سوريا يكتنفها الكثير من الغموض بالنسبة لدور الميليشيات العراقية فيها.
وأرجع في تصريحه لـ"إرم نيوز"، أن هذا الغموض يعود لسببين رئيسين بالنسبة للعراقيين، الأول يعود لحالة الانكفاء الفعلية من الفصائل العراقية.
وأكد أنه وفق المعلومات التي وصلته من قيادة الجيش وجهار الاستخبارات وحرس الحدود العراقي، فإنه ليس هناك معلومات حول تسرب عناصر من الميليشيات العراقية إلى الداخل السوري.
وأضاف نعناع أن هناك انكفاء حقيقيا نشاهده بالبيئة العراقية، ليس فقط ميدانيا، بل حتى على مستوى إعلام الميليشيات فهو لا يهتم كثيرا بما يحدث في سوريا.
وتابع: "هنا أقصد الإعلام الرسمي والبنيوي والإعلام الموازي، بعيدا عن أي تصريح من شخصيات ميليشياوية".
والسبب الثاني بحسب نعناع، وجود توجهات جديدة حازمة من الحكومة العراقية وبعض الأحزاب السياسية والزعامات ترفض انخراط العراق فيما يحدث بسوريا. وبين الخبير العراقي أن هذا الرفض أثر على دور الميليشيات في الميدان.
ويؤكد أن هنالك نأيا بالنفس من قبل المرجعية الدينية المتمثلة بالسيستاني، مستطردا "المشاركة المحتملة للميليشيات العراقية في التصعيد الأخير بسوريا قد تكون إما من لبنان، أو من خلال خط معين بمحاذاة إقليم كوردستان".
وبحسب مصادره المطلعة، قال نعناع "ماهر الأسد تواجد على الأراضي العراقية، وبعض الجهات في إقليم كوردستان أعطته مواقع آمنة للتنقل".
وأضاف "ماهر زار أماكن معقدة في العراق مثل جبل قنديل، وهذا يؤكد الدعم الذي تتلقاه ميليشيات للتدخل مجددا في البيئة السورية من جانب كوردستان".
من جهته، يشير مخلد حازم، الخبير الأمني والاستراتيجي والعميد السابق في جهار الاستخبارات العراقي، إلى أن العميد غياث دلا الذي أنشأ المجلس العسكري وقام بتجنيد العناصر، وهو يتبع للفرقة الرابعة التي كانت لديها بوابات اقتصادية كبيرة جدا في تجارة الكبتاجون.
وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، توقع حازم أن يكون لدى غياث مصادر تمويل قد لا تزال داخل الأراضي السورية، إضافة إلى مخابئ للأموال، وفق قوله.
وأكد أن دخول الدعم إلى الأراضي السورية حالياً من الصعب تحقيقه، نظرا للمراقبة الكبيرة سواء من جانب الحدود العراقية أو السورية.
وبين الخبير الأمني والاستراتيجي، مخلد حازم، أن المشهد الحالي في سوريا مشابه لما حدث في العراق إبان فترة الغزو الأمريكي، حيث وزعت الأموال على المقربين للنظام واستغلت بتنفيذ عمليات.