قصف مدفعي إسرائيلي في محيط محور نتساريم وسط قطاع غزة
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، أن "القيادة الفلسطينية ترفض بشدة التعاطي مع المقترحات الأمريكية المتعلقة بالضفة الغربية وقطاع غزة، مشددا على أن القيادة ستواجه هذه المقترحات بقرارات استثنائية وصارمة.
وقال زكي، لـ"إرم نيوز"، إن "مخططات الإدارة الأمريكية الجديدة تهدف بالدرجة الأولى لإرضاء إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والأحزاب اليمينية في حكومته، وذلك على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين".
وأوضح أن "القيادة تجري مباحثات مع الدول العربية وأصدقاء فلسطين في مختلف دول العالم من أجل الخروج برؤية واضحة تتعلق بمستقبل الضفة الغربية وقطاع غزة"، لافتا إلى أن ذلك سيكون على أساس حل الدولتين.
وأضاف: "نرفض كفلسطينيين التنازل عن التسوية السياسية القائمة على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على كامل حدود 1967"، متهما إدارة الرئيس دونالد ترامب بالعمل على تصفية قضايا الفلسطينيين وتهجيرهم إلى خارج الضفة وغزة.
وأشار زكي إلى أن "المخططات الأمريكية لن تلقى قبولا عربيا أو دوليا، وأن صمود الفلسطينيين هو العامل الأساسي لإسقاط المؤامرات ضده"، قائلا "يبدو أن العلاقات الفلسطينية مع واشنطن ستكون صعبة للغاية وقد تصل لحد القطعية".
وتابع: "القيادة الفلسطينية وحركة فتح في حال استنفار واجتماعات مستمرة على جميع المستويات من أجل وضع الخطط والقرارات المناسبة للرد على المخططات الأمريكية الإسرائيلية ووضع حد لها"، مشيدا بالدعم العربي للقرارات الفلسطينية.
ولفت إلى أن "زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للمنطقة وتجاهله عقد اجتماعات مع القيادة الفلسطينية تؤكد سعي واشنطن لتحييد منظمة التحرير وقيادة السلطة عن القرار الفلسطيني، وتعاونها في محاولات خلق بدائل للمنظمة".
وبين أن "عقبة رئيسة تواجه القيادة الفلسطينية في مواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية تتمثل في استمرار الانقسام"، مشددا على ضرورة أن تتجاوب حركة حماس مع أي مقترحات تؤدي لتحقيق المصالحة وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
واستكمل زكي بالقول: "قطعنا علاقتنا في السابق مع إدارة ترامب وقد نلجأ للقرار ذاته في حال سار ترامب على نهجه القديم نفسه، وحاول فرض رؤيته للتسوية المسماة صفقة القرن على الفلسطينيين، أو حتى أي رؤية معدلة منبثقة عنها".
وزاد: "قيادة فتح قدمت رؤية بشأن الحكم في غزة للدول العربية وأصدقائها حول العالم، والكرة الآن في ملعب حماس التي يجب عليها إعادة حساباتها، والتعامل مع المسألة من منظور المصلحة الفلسطينية وليست الحزبية والإقليمية".
ولفت إلى أن "هذه الرؤية تقوم بشكل أساسي على عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وتوليها مختلف شؤون القطاع، خاصة ما يتعلق بإعادة الإعمار"، مؤكدا أن الحكومة الفلسطينية المعترف بها دوليا هي الأقدر على إدارة الملف.
وشدد زكي على أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وبالرغم من أي تحفظات من جانب قيادة فتح والسلطة على بنوده، وعدم وضوح الرؤية بشأنه، فإنه مدعوم من مختلف الأطراف نظرا لأنه أحد أسباب وقف سفك دماء سكان غزة".
واستطرد: "حماس ذهبت منفردة لتوقيع الاتفاق مع إسرائيل برعاية الوسطاء، وسعينا جاهدين خلال الفترة الماضية لاستعادة الوحدة، إلا أن كل الجهود لم تكلل بالنجاح، أما الآن فالتحديات كبيرة وخطيرة للغاية ولا يمكن تجاوزها في ظل استمرار حالة الانقسام".
وعبر القيادي الفلسطيني عن آماله أن تنجح اللقاءات العربية المرتقبة في بلورة رؤية واضحة بشأن قطاع غزة والضفة الغربية، خاصة ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، مشددا على أن ذلك أقوى رد على المخططات الأمريكية والإسرائيلية.