مصادر طبية بغزة: ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 230 قتيلا إثر غارات إسرائيلية
يثير تمدد المجموعة الروسية شبه العسكرية "فاغنر" في منطقة الساحل الأفريقي تساؤلات حول وضع موريتانيا التي لا تزال شريكًا للغرب على الرغم من التطورات السياسية والجيو استراتيجية في الدول المجاورة لها مثل تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي.
وكانت تشاد أحدث بلد يطرد القوات الفرنسية، في خطوة تكرس قطيعة بين القوى الغربية ودول الساحل الإفريقي، فيما تقترب تلك الدول بشكل كبير من روسيا التي تنشر بالفعل قوات ومرتزقة على الأرض.
وثارت، أخيرًا، مخاوف في موريتانيا من تمدد فاغنر، خاصة بعد دخول عناصر منها الأراضي الموريتانية، في خطوة هددت نواكشوط بالرد عليها إذا تكررت مستقبلاً.
وكانت فاغنر قد نشرت وقتها صوراً لاحتجاز بعض الأهالي في قرية حدودية وتفتيش للسيارات وغير ذلك، في خطوة أثارت غضبًا في موريتانيا.
وعلق المحلل السياسي الموريتاني، سيد أحمد محمد باب، على الأمر بالقول إن: "موريتانيا تبقى شريكًا استراتيجيًا مع الولايات المتحدة والناتو، وهي قادرة على لعب دور مهم سواء في مواجهة الإرهاب أو غير ذلك بصرف النظر عن وضع فاغنر أو توجهات الدول المجاورة".
وأوضح باب في حديث لـ"إرم نيوز" أن: "علاقات موريتانيا الخارجية ووضعها الإقليمي لم يتأثر بوجود فاغنر أو غيرها، وهناك مشاركات في تظاهرات مع روسيا مثل القمة بين موسكو وإفريقيا، لكن العلاقة مع موسكو لا تُطرح كنقيض للعلاقات مع الغرب".
واستنتج أن: "موريتانيا ليست مخيرة لأن تكون مع هذا الطرف أو ذاك، وهو ما يجعلها مؤهلة أكثر من غيرها للعب دور مهم في إرساء الاستقرار والأمن بالمنطقة بغض النظر عن القوة العسكرية الموجودة في دول أخرى".
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمر طليقة، إن: "موريتانيا خشيتها ومخاوفها تبدو مشروعة بشكل كبير، إذ تتوجس من تجاوزات فاغنر التي ليس لها أي رادع بما في ذلك موسكو ورأينا قبل أشهر كيف تم اقتحام قرية حدودية وكيفية تعامل عناصر هذه المجموعة مع السكان الموريتانيين".
وأكد طليقة لـ"إرم نيوز" أن: "الوضع صعب في منطقة الساحل الإفريقي، وتشبث موريتانيا بموقفها الداعم للاستقرار والتنمية ورفض استجلاب أي قوة خارجية، خاصة من المرتزقة ربما يجعلها تواجه مناكفات من فاغنر التي تسعى إلى توسيع نشاطها ونطاق سيطرتها ولو كان ذلك على حساب سيادة بعض الدول".
وأعرب عن اعتقاده أن موريتانيا لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء تمدد فاغنر على حدودها، وهذا لا يعني أنها ستقوم بعمل عسكري أو غير ذلك لكنها ربما تلجأ لطرق دبلوماسية لإبعاد هذا الخطر عن حدودها ومنع تكرار حوادث مثل تلك التي عرفتها قراها العام الماضي".
