البنتاغون: وزير الدفاع الأمريكي يأمر بإرسال عتاد جوي لتعزيز الوضع العسكري بالشرق الأوسط
طالب اللواء احتياط عاموس يادلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان" الأسبق، بتمرير تسوية في لبنان، وإنجاز صفقة في غزة، مهما كانت مكاسب حزب الله وحركة حماس من وراء ذلك، والهدف من وراء ذلك "التركيز على التهديد النووي الإيراني".
وعدَّ رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلي الأسبق في تصريح غير تقليدي، للقناة "12" الإسرائيلية، أن التحدي الحقيقي الذي ينتظر إسرائيل، في مفاوضات تسوية مع لبنان، ليس بند حرية الحركة للجيش الإسرائيلي، بل الخوف من صنع إيران قنبلة نووية.
وأوضح يادلين، أن الاتفاق مع لبنان مهم للغاية كجزء من تحرك واسع، لإعادة تشكيل وجه الشرق الأوسط، خاصة أن التسويه ستقطع الصلة بين لبنان وغزة، وستنهي على حلم يحيى السنوار بـ"وحدة الساحات"، حسب قوله.
وبحسب رئيس "آمان" الأسبق، فإن الإصرار على بند "حرية العمل" في لبنان لا جدوى منه، والاختبار الحقيقي، هو، هل ستتحرك إسرائيل في حالة انتهاك الاتفاق من قبل حزب الله؟ وألمح بــ "نعم، ستتحرك".
وبعيدًا عن تمهيد الطريق أمام عودة المستوطنين الشماليين إلى المستوطنات، فإن الاتفاق المطروح يوفر أيضًا فرصة لتحرك واسع النطاق لتغيير الواقع الإقليمي، بما يتوافق مع المصالح الإسرائيلية، كما يقول يادلين.
وطالب يادلين، بالتركيز على التهديد الرئيس الآن، وهو إيران، وتجنب الإصرار العقيم على صياغة غير ضرورية في الاتفاق مع لبنان، فيما يتعلق بحرية عمل الجيش، الذي لا يشترط موافقة لبنان أساسًا.
وعدَّ أن بند تحرك الجيش، سيعتمد تنفيذها بشكل أساسي على قرار إسرائيل والاتفاقيات مع الولايات المتحدة، وفق يادلين.
وشدد يادلين على ضرورة أن يسفر الاتفاق المتوقع، الذي تمت مناقشته بين الطرفين عن نظام أمني متطور ومتعدد المستويات والمراحل في جنوب لبنان، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن رقم "1701"، الذي يهدف إلى منع التواجد العسكري لحزب الله جنوب الليطاني، بوصفه يشكل تهديدًا مباشرًا للمستوطنين، شمال إسرائيل.
ففي المستوى الأول، سيزيد الجيش اللبناني انتشاره بشكل كبير في جنوب البلاد، وكمرحلة ثانية، ستساعده قوات "اليونيفيل" في ملاحقة حزب الله بطريقة أكثر تصميمًا وقوة من ذي قبل.
ولكن رئيس "آمان"، استدرك، قائلًا" رغم أنه لا ينبغي للمرء أن يعلق آمالًا مفرطة على الجيش اللبناني، واليونيفيل التي هي آلية إشراف وإنفاذ دولية تقودها الولايات المتحدة وبمشاركة فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستضاف إليها، وهو ما يعارضه لبنان في هذه المرحلة، وفق المصدر.
ودعا يادلين أيضًا للتدخل الإسرائيلي لوضع أطر عمل مناسبة لتعزيز القرار "1559"، الذي دعا إلى حل جميع الميليشيات في لبنان، كمصدر للشرعية وأفق للمستقبل.
وأشار إلى أنه من التجربة السلبية السابقة مع لبنان، من الواضح أنه ليس متوقعًا أن يواجه الجيش اللبناني واليونيفيل حزب الله بقوة القرار "1701".
وقد يفرضان عقوبات على مسؤولين كبار في لبنان، ولكن لا ينبغي أن نتوقع أنهما سيتوليان ضبط التعامل مع الانتهاكات، وليتعامل الجيش الإسرائيلي معها مباشرة، بتجاهل بند حرية الحركة، بحسب يادلين.
وشدد يادلين، على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، كما أن حق مستوطني الشمال غير قابل للتفاوض، وهو بالتأكيد لا يتوقف على موافقة الحكومة اللبنانية ضمن اتفاق، والإصرار على الصياغة، في هذا السياق، غير ضروري وخاطئ لتعريض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في قتال مستمر.
وتوقع يادلين بعد الحرب، أن يحاسب الشعب اللبناني حزب الله، وهذا إعادة تشكيل للشرق الأوسط بحد ذاته.
والأهم بالنسبة لإسرائيل، ما أشار له يادلين، وهو أنه منذ لحظة دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، ستقطع العلاقة العسكرية بين لبنان وغزة فعليًّا، وستجد حماس نفسها معزولة عن المحور الراديكالي.
كما أن إيران لن تكون في عجلة من أمرها لمواجهة إسرائيل بعد الضربة الجوية الأخيرة التي تلقتها، وهي خائفة من تحركات الإدارة الأمريكية المقبلة، بدليل أن انتقاداتها تتزايد ضد الميليشيات في العراق، خوفًا من أن تؤدي هجماتها إلى رد فعل إسرائيلي، وفق يادلين.
ويتابع يادلين، "يجب على إسرائيل أن تستغل ذلك، من أجل تحقيق ما عرّفه بالتزامها الأسمى، بإعادة المختطفين خلال صفقة في أسرع وقت ممكن، حتى لو كان ذلك على حساب مكاسب مؤقتة لحماس.
وأكد رئيس "الآمان" الأسبق ، أن نهاية الحرب في لبنان، خاصة إذا أعقبتها هدنة وإطلاق سراح الرهائن في غزة، تشكل ضرورة أساسية على المستوى الإستراتيجي لإسرائيل.
كما أن إغلاق حدود لبنان مع سوريا، بحرًا وجوًّا، لمنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله، سيبعد سوريا عن دائرة المحور الراديكالي الذي تقوده إيران، وفق قوله.
وبعد هذه الخطوة، سيسمح لإسرائيل بـما أسماه "مسح الطاولة" قبل دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بهدف تركيز الحوار معه على التعامل مع التهديد الأكثر أهمية بالنسبة لنا، وهو إيران وجهودها النووية.
وختم يادلين بالقول" يجب على إسرائيل التفرغ لإيران، والفرصة سانحة الآن، فإيران والنظام الدولي على مسار تصادمي فيما يتعلق بتوسيع برنامجها النووي، كما يتضح من التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى النهج المتشدد الذي تتبعه الدول الأوروبية تجاه طهران.