المجلس العسكري: ارتفاع حصيلة الزلزال في بورما إلى 1644 قتيلا
اتخذت تركيا منعطفًا حادًا يوم الأحد عندما سُجن المنافس السياسي الرئيس للرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وسط حملة أمنية واسعة النطاق ضد المعارضة.
ليرد إمام أوغلو، العلماني ذو الشعبية الكبيرة، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الرئيس القادم الأوفر حظاً لخلافة أردوغان الإسلامي، بدعوة حماسية إلى مظاهرات حاشدة لـ "إنقاذ الديمقراطية" في الدولة ذات الوزن الثقيل في حلف شمال الأطلسي، بحسب تقرير صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وواجهت خطوة اعتقال أوغلو تنديدًا أوروبيًا، استهلته فرنسا التي وصفته بـ"اعتداء خطير على الديمقراطية"، وكذلك اعتبر تقرير "بوليتيكو" أن اعتقال أوغلو ثم العشرات من مناصريه، جاء رد فعل على "الهزيمة في صناديق الاقتراع"، بعد الانتصارات غير المتوقعة التي حققها حزب الشعب الجمهوري في مدن على مستوى البلاد في الانتخابات البلدية لعام 2024، حتى في المناطق التي كانت لفترة طويلة معاقل لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
ويرى سونر جاغابتاي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن اعتقال إمام أوغلو لحظة حاسمة في التاريخ السياسي التركي، زاعمًا أن يذهب بالبلاد نحو ما أسماه "الاستبداد التنافسي"، إذ تتمتع المعارضة بفرصة الفوز في الانتخابات.
ماذا سيحدث الآن؟
يحدد الدستور التركي مدة الرئاسة بفترتين، وتنتهي ولاية أردوغان الحالية العام 2028. إذا دعا البرلمان إلى انتخابات مبكرة، يُمكن لأردوغان، البالغ من العمر 71 عامًا، الترشح قانونيًا مرة أخرى قبل انتهاء ولايته الثانية.
ويعتقد مراقبون أن خطة أردوغان تتمثل في إجراء انتخابات مبكرة دون الترشح ضد إمام أوغلو، إذ يعتبره الكثيرون المرشح الوحيد القادر على توحيد صفوفه وهزيمته في الانتخابات الرئاسية.
ورغم أن أردوغان صرّح بأنه لن يخوض أي انتخابات أخرى، إلا أن "بوليتيكو" ترى أن لديه "سجلًا حافلًا بالتظاهر بالانسحاب من السياسة"، معتبرة أن تصريحاته في هذا الشأن لا تؤخذ على محمل الجد من قِبل معظم الأتراك.
وكان إمام أوغلو فاز بثلاثة انتخابات رئاسية حامية الوطيس لرئاسة أكبر مدينة في تركيا، والأهم من ذلك، أن حزب الشعب الجمهوري نجح العام الماضي في قلب موازين عدة أحياء تقليدية في إسطنبول، والتي اعتبرها أردوغان معاقل موثوقة لحزب العدالة والتنمية الإسلامي.
وتقول الحكومة التركية إن التحقيقات ليست ذات دوافع سياسية، لكن الأزمة برمتها ناجمة عن "فساد داخل حزب الشعب الجمهوري".
صدى الشارع
ضجت شوارع تركيا باحتجاجات سلمية شابها بعض العنف، فيما رصدت وكالة"اسوشييتد برس" الأمريكية، مخاوف أتراك بشأن الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا.
في حديثه في مركز اقتراع في بودروم، غرب تركيا، قال المهندس محمد ديانك، البالغ من العمر 38 عامًا، إنه يخشى أن "نصبح في النهاية مثل روسيا، دولة بلا معارضة، حيث لا يشارك في الانتخابات إلا رجل واحد".
وقالت فسون إربن، البالغة من العمر 69 عامًا، في مركز اقتراع بمنطقة كاديكوي بإسطنبول: "لم تعد هذه مشكلة حزب الشعب الجمهوري فحسب، بل مشكلة الديمقراطية التركية". وأضافت "لن نقبل أن تُنتزع حقوقنا بهذه السهولة. سنقاتل حتى النهاية".