الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي أضاع فرصة تغيير موقفه من علاقاته مع موسكو
تساءل تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عما إذا كانت المعارضة المنتصرة في سوريا قادرة على إعادة بناء البلاد الممزقة.
وذكرت الصحيفة أن الحكام الجدد سيطروا على مؤسسات أفرغها الفساد والاقتصاد المدمر، وسط رغبة في الانتقام من قبل بعض ضحايا نظام الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد وصل إلى نهاية مفاجئة يوم الأحد الماضي عندما فر بشار الأسد إلى موسكو، في أعقاب هجوم خاطف شنته هيئة تحرير الشام.
وبدأت الهيئة على الفور إطلاق سراح السجناء المحتجزين في سجون البلاد القاتمة، إلا أن قبضة النظام كانت وحشية للغاية، لدرجة أنه عندما اقتحم الرجال أبواب عنابر السجن، تراجع النزلاء ورفضوا في البداية الخروج.
وأضافت الصحيفة أن الشعور بالانتصار والارتياح الذي اجتاح سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، يمتزج أيضًا بالواقعية بشأن التحديات التي تواجه البلاد الآن، إذ يسيطر مسلحو هيئة تحرير الشام على دولة دمرتها الحرب الأهلية.
وعلى الرغم من احتشاد السوريين في ساحات دمشق للاحتفال، فإنهم يعرفون أيضًا مدى تعقيد مثل هذه الولادة الجديدة بالنسبة للمتمردين الذين نزلوا إلى العاصمة من شمال غرب إدلب، المحافظة التي حكمتها هيئة تحرير الشام في السنوات الأخيرة.
وتابعت الصحيفة أن الهيئة تتولى الآن السيطرة على بلد معقد ومتعدد الأعراق، حيث تم تفريغ مؤسساته بسبب الفساد والمحسوبية، فيما دمر الصراع والعقوبات الاقتصاد، وهناك رغبة واضحة في الانتقام من بعض ضحايا نظام الأسد.
وأدى حكم عائلة الأسد إلى إنشاء نظام بيروقراطي عزز اعتماد الجمهور على الوظائف الحكومية، وسمح بالفساد على جميع المستويات دون رادع.
وعلى الرغم من عدم كفاءته، فإنه نجح، على الأقل حتى عام 2011، عندما تم قمع الانتفاضات الشعبية بوحشية من قبل بشار، وتحولت إلى حرب أهلية دموية.
وذهبت الصحيفة إلى أن المرحلة الجديدة تبشر بتحول الدولة من نظام عتيق يديره حزب الأسد البعثي إلى خليط من المؤسسات المحطمة، فمستشفيات البلاد في حالة سيئة، ونقص التمويل واضح في جدرانها المتهالكة وأقسامها المثقلة بالأعباء، وفنادقها المتداعية تتجمد مع الزمن، علاوة على أن تاريخ غالبية السيارات التي تملأ شوارع دمشق يعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وعلى حين أعلن رئيس الوزراء الجديد محمد البشير أن حكومة مؤقتة ستقود البلاد حتى مارس/ آذار القادم، فإنه لم يحدد ما سيأتي بعد ذلك، ولم يتم التطرق بعد إلى موضوع الانتخابات على مستوى البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين التحديات الحاسمة المقبلة إعادة بناء الاقتصاد، الذي ظل في حالة سقوط حر لعدة سنوات.
ويعيش الآن أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر، وتحصل معظم الأسر في البلاد على أقل من 6 ساعات من الكهرباء يوميًّا.
وكثيرًا ما تكون المخازن فارغة وسط نقص السلع الأساسية والتضخم المرتفع وانهيار الليرة السورية.
ويُضاف إلى ذلك تعرض التصنيع المحلي لعرقلة شديدة، مع تدمير المصانع وإرسال العمال إلى الحرب خلال عقد من الحرب الأهلية.
وعلى حين استنزفت حكومة الأسد الأموال لتمويل الإنفاق العسكري، ورواتب القطاع العام، والسلع المدعومة، وهما جزء أساسي من العقد الاجتماعي الأساسي في الدولة البعثية، فقد أضحت خزائن الدولة فارغة.
وخشيت الصحيفة من عودة سياسة الانتقام في ضوء الاحتقان الشديد والكره الذي يحمله المواطنون وأفراد التنظيمات المسلحة لكل من خدم في مؤسسات النظام السابق الأمنية.