الحرس الثوري الإيراني: نتوقع تنفيذ إسرائيل هجوما "محدودا وصغيرا"

logo
العالم العربي

خبراء فرنسيون: لبنان تحول لساحة حرب بالوكالة بين ماكرون ونتنياهو

خبراء فرنسيون: لبنان تحول لساحة حرب بالوكالة بين ماكرون ونتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إ...المصدر: رويترز
20 أكتوبر 2024، 5:23 م

قال خبراء سياسيون فرنسيون، إن لبنان، أصبحت ساحة لحرب بالوكالة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وحذر الخبراء من التباين الكبير في مواقف كل من ماكرون ونتنياهو بشأن الأزمة اللبنانية والشرق الأوسط بشكل عام، معتبرين أن التباين سيؤجج التصعيد والتوترات في المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى توافق بين النهجين.

بينما يسعى ماكرون إلى تقديم نفسه كوسيط دولي يدعو إلى التهدئة والحلول الدبلوماسية، يتبنى نتنياهو موقفاً صارماً يُركز على القوة العسكرية والتدخل المباشر لتحقيق مصالح إسرائيل في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بحزب الله.

نهج دبلوماسي

وقال المحلل السياسي الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، جون برنارد بيتاتل، إن "لبنان أصبح ساحة لحرب بالوكالة بين ماكرون ونتنياهو، حيث يسعى كل منهما لتحقيق أهدافه الاستراتيجية على حساب النفوذ الآخر".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أنه "بالنسبة للرئيس الفرنسي، لبنان يمثل جزءاً من طموحه لتعزيز الدور الفرنسي في الشرق الأوسط، خاصة بعد التحديات التي واجهها على المستوى الداخلي والأوروبي".

أخبار ذات علاقة

خبراء: سجال ماكرون ونتنياهو يعكس "أزمة تقاطع" السياسة مع التاريخ

 وبيّن بيناتل أن الحل في لبنان يتطلب نهجاً دبلوماسياً شاملاً، لافتًا إلى الاقتراح الذي طُرح خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، ويتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار في لبنان، مدعوماً من واشنطن، بهدف تحقيق استقرار نسبي في البلاد.

وبالنسبة لماكرون، لبنان يمثل جزءاً من النفوذ الفرنسي التقليدي في الشرق الأوسط، وهو يسعى لتعزيز دور بلاده كوسيط أساسي في المنطقة.

ويعتقد ماكرون أن أي تصعيد عسكري في لبنان سيؤدي إلى مزيد من الفوضى ويعقد الأوضاع، خصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها لبنان.

توتر العلاقات

وأمام عدسات الكاميرات، وافق نتنياهو على النص المقترح، لكن بعد لحظات، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على مقر ميليشيا حزب الله اللبنانية في العاصمة بيروت.

ويُفضّل نتنياهو التعامل مع حزب الله في لبنان بالقوة، ويرى أن الحزب يشكل تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل، كما يعتبر نتنياهو أن أي تدخل دبلوماسي يضعف موقف إسرائيل ويمنح حزب الله فرصة لتعزيز نفوذه.

وبعد سلسلة من الإخفاقات في السياسة الداخلية والأوروبية، حاول ماكرون العودة إلى الساحة الدولية من خلال تصريح جاء بشكل "غير مقصود" إلى وسائل الإعلام، حيث قال: "لا يجب على نتنياهو أن ينسى أن بلاده أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة".

أخبار ذات علاقة

ماكرون يطالب إسرائيل باحترام سيادة لبنان

 وأغضب التصريح نتنياهو بشكل كبير، الذي استغل الفرصة لتذكير ماكرون بأن من أسسوا إسرائيل فعلياً كانوا من المقاتلين اليهود، وبعضهم من الناجين من معسكرات الاعتقال.

ورأى بيناتل أن تصريحات ماكرون الأخيرة تعكس "محاولة يائسة" للعودة إلى ساحة السياسة الدولية بعد تعثراته المتكررة، مضيفًا أن ماكرون "يواجه صعوبة في الحفاظ على علاقات دبلوماسية متوازنة في ظل تعقيد الصراع اللبناني وتأثير الأطراف الإقليمية".

ورقة دبلوماسية

بدوره يعتقد المحلل فرنسوا دوريه، أن لبنان بات "ورقة دبلوماسية" يستخدمها ماكرون لتعزيز نفوذ فرنسا في الشرق الأوسط، محذرًا من أن التوتر مع إسرائيل قد يعقّد الأمور أكثر.

ورأى في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو لن يتردد في الرد بقوة على أي تهديد لسياسة إسرائيل في المنطقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بحزب الله.

وقال دوريه إن لبنان، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية متعددة، أصبح مسرحاً لصراع أكبر بين القوى الدولية، موضحاً أنه بينما يسعى ماكرون إلى لعب دور الوسيط لتحقيق الاستقرار، فإن تحركات إسرائيل العسكرية قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، ما قد يعمق الأزمة اللبنانية.

وأشار إلى أن التوترات بين ماكرون ونتنياهو تستمر في التصاعد، مع وضع لبنان في قلب هذا النزاع، مبيّنًا أنه في ظل التحديات الداخلية والخارجية، يبدو أن الصراع سيستمر لفترة، مع احتمالية تصعيد أكبر إذا لم تُتخذ خطوات جدية نحو الحلول الدبلوماسية.

ولفت دوريه إلى أن هذا التباين يعبر عن تضارب عميق في المصالح بين الطرفين؛ إذ يسعى ماكرون إلى الحفاظ على الاستقرار في لبنان، الذي يعتبره امتداداً لنفوذ فرنسا التاريخي، بينما يركّز نتنياهو على تأمين حدود إسرائيل وردع أي تهديد محتمل، خاصة من حزب الله المدعوم من إيران.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC